وكأننا في سباق مع الزمن طوال الوقت.
نظن بأنه بإمكاننا إنجاز ما علينا القيام به ثم ننظر الى الساعة ونكتشف بان «الوقت طار» بلمح البصر وما زال هناك الكثير مما علينا القيام به ونهارنا وربما حتى ليلنا لن يكفينا.
قد تلجأ لمبدأ المهام المتعددة وذلك من أجل التمكن من إنجاز عملك وإيجاد الوقت للقيام بأمور اخرى لها علاقة بحياتك الخاصة وتعيش بوتيرة سريعة بحيث لا تتمكن من إلتقاط أنفاسك لتكتشف في نهاية المطاف ان ما يحصل هو تأجيل وإلغاء ولا إنجاز فعلي .
«الوقت الضائع» في يومياتنا نسبته كبيرة، ولكن أحيانا لا نشعر به لانه موزع على دقائق ولكن النتيجة في نهاية النهار تكون ساعات وبالتالي إحباط من واقع ان الوقت لا يكفي أبداً.
ولكن بالإمكان القيام ببعض التعديلات من أجل الحد من نسبة الوقت الضائع وبالتالي توفر على نفسك عشرات الساعات أسبوعياً.
إرتداء ملابس الرياضة للنوم
في حال كنت من الذين يحرصون على ممارسة الرياضة صباحاً فإن إرتداء الملابس الرياضية للنوم من شأنه أن يوفر الكثير من الوقت. أهمية هذا الأمر لا يتعلق بدقائق تمضيها بإرتداء الملابس بل بواقع أنه لا يوجد شخص يستيقظ صباح كل يوم وهو يملك النشاط والعزيمة لممارسة الرياضة، ففي بعض الأيام ستتردد وستفكر بأنه ربما عليك عدم ممارسة التمارين، ثم تقرر العكس وحتى حين ترتدي ملابس الرياضة ستقوم بذلك ببطء لانك ما زلت تفكر بالأمر. حين تستيقظ بملابس الرياضة القرار يكون قد حسم «عنك» وعليه كل ما ستفعله هو طقوسك الصباحية ثم ممارسة الرياضة فوراً.
إعتمد نمط حياة القطط
القطط تمضي حياتها وهي تهتم بالأمور الاساسية، الأكل والنوم. بطبيعة الأمر حياة البشر أكثر تعقيداً ولكن يمكننا تعلم الكثير من نمط حياة القطط، فهذه الحيوانات تتجنب كل ما من شأنها أن يزعج روتينها اليومي فإن طلب منها اللعب في الوقت الذي تشعر فيه بالتعب فهي تتجاهل الامر كلياً وتنام. وهذا ما عليك فعله، الإبتعاد عن المحفزات غير الضرورية التي من شأنها ان تزعجك أو تعرقل سير نهارك. لا تقم بإضاعة وقتك بالتواصل مع أشخاص سيفسدون يومك برمته لان ذلك يعني ان الوقت الضائع هنا هو بالساعات وليس الدقائق. فمبجرد دخولك مرحلة التوتر أو الغضب أو الاحباط لن تتمكن من السيطرة على مجريات يومك.
القيام بالمهام المتشابهة
لو إفترضنا بأنه عليك القيام بإتصالات هاتفية عديدة كل واحدة منها تتعلق بامر مختلف، فما تقوم به عادة هو أنك توزعها خلال ساعات النهار، ما يعني إضاعة الدقائق الثمينة لانه في مرحلة ما ستتوقف وتفكر بانه ما زال علي الاتصال بفلان وفلان. هل أتصل بهم الان؟ لا أشعر برغبة بذلك، ربما لاحقاً؟ التأجيل والتردد من أكثر الامور التي تستهلك الوقت. لذلك إن كان عليك الاتصال بجهات مختلفة قم بها خلال فترة زمنية واحدة.أي حدد وقتاً معيناً تقوم خلاله بكل المهام المتشابهة بشكل متتال.. الامر هذا يجعلك تنتهي منها بشكل أسرع كما أنك لن تضيع الوقت وأنت تفكر بها.
أعد ما تستخدمه لمكانه
يسهل علينا إستخدام الأشياء وتركها مكانها، أو تجربة الملابس وتركها موزعة هنا وهناك باعتبار أنه علينا الرحيل وسنعيد ترتيبها لاحقاً. المقاربة هذه إضاعة هائلة للوقت، لأنها تتحول الى عادة، وحين تصبح كذلك فمعدل نسيانك أين تركت هذا الامر أو ذاك مرتفع جداً وهكذا إضاعة الوقت لن تعود محصورة بترتيب الفوضى بل بالبحث عما فقدته. لذلك في كل مرة تقوم فيها بإستخدام أي شيء أعده الى مكانه فوراً، الامر لن يأخذ منك أكثر من ٣٠ ثانية على أبعد تقدير.
تقبل الخيارات «الجيدة»
هناك عشرات الأمور التي عليك الاختيار منها، ما ستتناوله للفطور، ما سترتديه، اي طريق ستعتمد للذهاب الى العمل، وغيرها الكثير.. وعادة لا نقبل إلا بأفضل الخيارات الممكنة.. أجمل الملابس للعمل، ألذ طعام وغيره. ولكن لإختيار الأفضل عليك أن تعاين كل الخيارات الأخرى ما يعني إضاعة الوقت بشكل كبير. لذلك ما عليك القبول به هو الخيارات الجيدة التي ترضيك ولا تؤثر عليك سلباً. بطبيعة الحال الخيارات هذه محصورة بالأمور التي لا تأثير كبير لها على حياتك أو مستقبلك.. فما نتحدث عنه هنا هو طلب طبق في المطعم أو شراء هاتف جديد أو اختيار ملابسك صباحاً.
تحايل على إجتماعات العمل
قد يبدو لك وكأننا نحاول التسبب بطردك ولكن الواقع مختلف، ما نحاول القيام به هو توفير الوقت عليك ومساعدتك على ان تكون في قمة إنتاجيتك. الامر ليس سراً، إجتماعات العمل هي أكبر مضيعة للوقت وأكثر من ٣٠ ساعة شهرياً يتم إضاعتها على إجتماعات غير مثمرة. لذلك في حال كان بإمكانك عدم حضورها فليكن كذلك ولكن إن كان لا بد من حضورها فعليك القيام بالمستحيل لحصر مدة تواجدك فيها. في المقابل إن كنت أنت من سيحدد الموعد فعليك إيجاد طرق بديلة للإجتماع بزبون محتمل أو بمديرك .. خياراتك الاخرى هي حسم الامر على الهاتف، البريد الالكتروني، محادثات الفيديو وغيرها.
جدول عمل مزدحم .. ممنوع كلياً
في عصرنا الحالي الكل يحشر عشرات المهام في اليوم الواحد لان المعايير هي أنه إن لم تكن تملك ما عليك القيام به طوال اليوم فانت خمول. ولكن الواقع أثبتت مراراً وتكراراً بان حشر عشرات المهام في اليوم الواحد يؤدي الى نتيجة واحدة.. عدم إنجاز أي شيء. وعليه يتم نقل هذه المهام لليوم التالي وهكذا دورة كاملة لا تنتهي من إضاعة الساعات. عليك خلال وضع جدولك اليوم ترك «المساحات» الفارغة التي تحتاج اليها بشدة من اجل الراحة وإعادة شحن الطاقة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-m1Q