حين اجتاحت الإنفلونزا الإسبانية العالم عام 1918 لتصيب ربع سكان العالم وتقتل 50 مليون شخص تصدرت وصفات زيت الثعابين وحبوب الصنوبر وأنواع من العسل والبصل صفحات الجرائد كأدوات لمكافحة المرض وبعد مرور قرن كامل حافل بالاكتشافات العلمية والطبية هاهي نفس الوصفات تعود من جديد كأبطال مزعومة لمواجهة كورونا.
وبحسب “بي بي سي” البريطانية، تزايدت بالفترة الأخيرة شائعات تقول إن البصل والشاى الأخضر أفضل وسيلة للوقاية من كورونا من لبس الماسك بينما يتم ترويج شائعات أخرى بأن القيام بالعادة السرية يزيد من إنتاج جسم الإنسان لكرات الدم البيضاء المقاومة للأمراض.
ويكون إقبال الناس بالفترات الأخيرة على الأعشاب والمقويات الغنية تحديدا إما بمضادات الأكسدة أو فيتامين سي.
وتوضح أخصائية المناعة بجامعة ييل، أكيكو أوياساكي، بتوضيح كيف يعمل الجهاز المناعي للإنسان وعدم علاقة تلك المواد برفع المناعة.
وتقول أوياساكي، إن الجهاز المناعي يتألف من 3 خطوط دفاع الجلد والغشاء المخاطي في فتحات التنفس ومن ثم المناعة الداخلية وهي الأجسام المضادة التي تنشأ لمهاجمة دخيل جديد بعينه إن كان ميكروب أو فيروس بينما تكون الأجسام المضادة مخصصة لذلك النوع دون غيره إذ لا تقاوم أجسام مضادة مخصصصة للأنفلونزا فيروس كورونا والعكس صحيح.
وتضيف أوياساكي أن المزاعم التي تقول إن الأعشاب والمقويات المتداولة تزيد من قوة استجابة الأجسام المضادة، هو بحسب قولها، ما لا يحدث بل ما لا يريد مستهلكو تلك المقويات أن يحدث.
وتوضح أوياساكي أن الجهاز المناعي حينما يقاوم بشدة تنشأ أعراض المرض الشهيرة من حمى وسعال وشعور بالخمول فأما السعال فهو لطرد أكبر كمية من الجراثيم من الجسم، وأما الحمى فتكون لجعل الجسم بيئة حارة لا تصلح لنشاط الفيروسات وتكاثر البكتيريا وأما الشعور بالخمول فيكون بسبب المواد الكيميائية الدفاعية التى تمر في أوردة الجسم والتي بدورها تعطى الجهاز المناعي التعليمات حول كيف يهاجم المرض.
تتابع خبيرة تقوية المناعة أن الأعشاب والمقويات لا تفعل ذلك بالفعل وإلا شعر كل من يتناولها بالحمى والزكام.
وتقول أوياساكي إن الميزة الوحيدة لبعض أنواع الأعشاب المستخدمة في الطب البديل هو إنها حينما تدخل الجسم تظهر للجهاز المناعي وكأنها من شدة غرابة تكوين بعضها تكون أشبه بالجراثيم فيقوم الجهاز المناعى بمهاجمتها وبالتالي ترتفع حالته الاستعدادية ولكن هذا لا يعرفه لا مروجو ولا مستهلكو تلك المواد.
وأما حول مزاعم بجدوى تناول فيتامين سي لرفع المناعة ضد كورونا فقد أثبتت دراسة قامت بها منظمة كوكرين عام 2013 على تأثير الفيتامين سي على أمراض المنتقلة بالتنفس كالإنفلونزا وأثبتت التجربة عدم تأثير الفيتامين على شدة أو مدة المرض.
وأفاد خبراء طبيون أيضا بأن تناول جرعات عالية من فيتامين سي لشخص لا يعاني الأسقربوط وهو مرض نقص فيتامين سي فإن العاقبة قد تكون بتكون حصوات على الكلى.
وقالت بي بي سي إن نوع الفيتامينات الوحيد المجدي لرفع المناعة قد يكون فيتامين دي الذى أوضحت بعض الدراسات أن الجرعات القليلة منه تلعب دورا بمنع وصول الفيروسات المنتقلة بالتنفس للجسم.
يذكر أن نحو مليار شخص حول العالم يعانون نقص فيتامين دى.
وأما عن ما يتعلق بدور العادة السرية لرفع المناعة فرغم تأكيد الدراسة على تسبب تلك العادة بإنتاج عدد أكبر من كرات الدم البيضاء ولكن لا يوجد أى دليل علمى على أن ذلك يرفع من مناعة الجسم ضد الفيروس.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-AWL