يتوقع الخبراء أن السيارات في عام 2050 ستتحول من كونها جهازًا ميكانيكيًا إلى جهاز مع برنامج متصل.
في الأساس، تعمل الصناعة جاهدة من أجل عدم وقوع أي حوادث، وانبعاثات صفرية، وضغط صفري من خلال الاتصال الذكي، وكانت شركة كونتيننتال واحدة من الشركات العملاقة في إمداد مصنعي السيارات بهذه التقنيات.
استثمرت الشركة الألمانية، التي اشتهرت بإطاراتها، أكثر من 3 مليارات يورو (12.4 مليار درهم) في تطوير حلول التنقل. ويقول إلمار ديجينهارت، رئيس المجلس التنفيذي لشركة كونتيننتال: “تتحول صناعة السيارات اليوم إلى 2.8 مليار دولار في صناعة البرمجيات، لكن التوقعات لعام 2030 ستضاعف ذلك الرقم إلى 5.5 مليار دولار، وبالتالي فإن السباق مستمر لتطوير البرمجيات.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن يكون هناك نمو طفيف في الأجهزة، من 2.5 مليار دولار إلى 2.8 مليار دولار، لذلك تتطلع الكثير من الصناعات خارج قطاع السيارات إلى صناعة سياراتها الخاصة.
هذا لا يفتح الفرص بين العلامات التجارية المشهورة فحسب، بل يسمح أيضًا لشركات التكنولوجيا مثل Google و Lyft ببناء سياراتهم الخاصة. وهذا هو السبب وراء تكثيف Apple و Uber و Waymo لاستراتيجيات الانضمام إلى السباق والانتقال إلى عالم جديد من صناعة السيارات الرقمية إلى حد كبير، بحسب صحيفة ذا ناشيونال.
في دبي، تهدف إستراتيجية النقل المستقل للمدينة إلى تحويل 25 في المائة من إجمالي مواصلاتها لتصبح مستقلة تمامًا بحلول عام 2030.
واستعدادًا لذلك، طبقت الإمارة قواعد تحكم اختبار السيارات بدون سائق حيث تتوقع أن تكون من أوائل المتبنين لهذه التقنية، وتتوقع تحقيق وفورات بنسبة 12 في المائة في التلوث البيئي و 44 في المائة في تكاليف النقل في غضون عقد من الزمن. وهذا سيوفر ما يصل إلى 900 مليون درهم سنوياً.
على المستوى الدولي، يجري بالفعل تطوير أول حل عالمي 5G للمركبات، والذي لن يسمح للسيارات “بالتواصل” مع بعضها البعض بشكل أسرع وبانقطاعات أقل فقط، ولكن ستحذر أيضًا بعضها البعض من الحوادث أو الاختناقات المرورية المقبلة.
وبحلول عام 2023، سوف تمثل نسبة البرمجيات في السيارة 40 في المائة مقارنة مع 10 في المائة في عام 2013.
وستصبح مصابيح الشوارع أجهزة إرسال ويتم تعديلها بالفعل باستخدام كاميرات وأجهزة استشعار حتى تتمكن من تنبيه السيارات إلى أماكن وقوف السيارات الشاغرة. ويمكن حجز هذه المواقف باستخدام تقنية satnav، والتي تضع محيطًا افتراضيًا حول المساحة لمنع سيارات أخرى من الوقوف حتى تصل.
ستقوم أجهزة الإرسال أيضًا بتوعية السائقين بالمخاطر الخفية، مثل المشاة الخارجين من خلف المركبات. ويمكن لمصابيح الشوارع هذه أيضًا الكشف عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ومن خلال الاتصال بإشارات المرور والمركبات القريبة الأخرى، يمكنها بالفعل تغيير المدة عند الضوء لتقليل الانبعاثات الناتجة عن السيارات المتوقفة.
وتعد منطقة وسط مدينة دبي واحدة من المناطق التي ستختبر هذه المصابيح، حيث تكثف الإمارات جهودها في المدينة الذكية. وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت هيئة الطرق والمواصلات أن أكثر من نصف طرق دبي سيتم تجهيزها بأنظمة ذكية لإدارة حركة المرور.