شهدت تل أبيب خلال الأيام الأخيرة، انطلاق عمل 5 شركات جديدة للهواتف الخلوية، لتستحوذ على اهتمام الإسرائيليين، وتسحب البساط من قضايا ساخنة كانت تسيطر على تفكيرهم خلال الفترة الماضية، وأهمها النووي الإيراني، وأحداث سوريا، والانتخابات حامية الوطيس في مصر، والاحداث المتلاحقة في المنطقة برمتها، بل تجاوزت التطورات السياسية داخل إسرائيل نفسها.
والشركات الخمس الجديدة تضاف إلى 3 مخضرمات، ليصبح في إسرائيل 8 شركات تعمل في قطاع الاتصالات الخلوية، قد تضاف إليها شركات أخرى مستقبلاً، هذا عدا عن شركات الهواتف الأرضية التي لن تأل جهدا لكي لا تبقى وحيدة من الخلف.
الأسعار المنتحرة
هذه الحالة الجديدة التي تعقبتها “العربية.نت”، جعلت تفكير الإسرائيليين – بشكل عام- ينصب بالأساس، هذه الأيام، حول الشركة التي سيختارونها والأموال التي يمكن أن يوفروها والفرص السانحة لاستغلال الأسعار “المنتحرة” للمكالمات على طاولة الحرب التنافسية بين الشركات.
حالة هستيريا أصابت الناس ووسائل الإعلام الإسرائيلية وشغلتهم إلى حد كبير عن كل القضايا الأخرى وذلك بسبب انخفاض الأسعار بعد سنوات من شبه الاحتكار.
الشخص الذي وقف من وراء هذا الانقلاب، كما يوصف في إسرائيل، هو وزير الاتصالات موشي كحلون الذي كان قد وعد بإصلاحات كبيرة في سوق الاتصالات بدأها قبل بضع سنوات بإلغاء المخالفات التي كانت تفرضها الشركات على المستهلكين في حال قرر المستهلك الاستغناء عن خدمات الشركة ولحق بذلك أيضا منع الشركات من فرض مدة التزام إجبارية على الزبون مقابل خدمات معينة، لتأتي الضربة الأكبر حتى الآن بفتح السوق أمام شركات منافسة جديدة، إضافة إلى ضربة مؤجلة ستنال خلال فترة ليست بطويلة من أسعار الهواتف الذكية، إذ وعد كحلون بفتح هذا المجال أمام السوق الحرة مما سيعني انخفاضا كبيرا على أسعار هذه الهواتف.
نتائج عملية الإصلاح التي يمر بها سوق الاتصالات الإسرائيلية بدأت تظهر على الأرض منذ الساعات الأولى لانطلاق الشركات الجديدة. فقد طرحت هذه الشركات عروضا وحملات لم يعتدها الإسرائيليون مما دفع الآلاف منهم إلى الانتقال لهذه الشركات في غضون أيام معدودة فقط، والحبل على الجرار.
حركة الانتقال إلى الشركات الجديدة باتت تستحوذ على الإسرائيليين وآخذة بالتصاعد، في حين استنفرت الشركات الكبيرة جميع موظفيها حتى المجازين منهم في محاولة لوقف انسحابات الزبائن ، كما بادرت بدورها إلى حملات جديدة يمكن أن ترضي الزبائن الذين باتوا يثقلون مراكزها التي يتوجهون إليها بكثافة عالية مطالبين بتخفيضات ومهددين بالانسحابات إن لم تلبى طلباتهم.
انتقلت موازين القوى من الشركات التي احتكرت السوق لعقود طويلة إلى يد المستهلك في إسرائيل، ليشعر بعد هذه السنوات الطوال أنه كان ساذجا وأبلها، وأنه اليوم يمكنه أن “ينتقم” من شركات استنزفت جيبه، وتشجعه على ذلك إحدى الشركات الجديدة التي تطرح شعار “لن نكون بلهاء بعد اليوم” في إشارة منها إلى وجود فرص جديدة تعوض المستهلك عن حقبة الاستغلال التي أثقلت عليه.
من بين الأسعار الأرخص التي تم تسجيلها في السوق في اليومين الأخيرين ورصدتها “العربية.نت” رزمة تشمل مكالمات ورسائل نصية غير محدودة وإبحار غير محدود بالانترنت وخيارات أخرى بسعر 89 شيكل شهرياً، أي بما يعادل 24 دولارا تقريباً، وهو سعر يعتبر مغريا للمستهلك الإسرائيلي الذي اعتاد دفع أضعاف هذا المبلغ طيلة السنوات الماضية.
ومن الأسعار البارزة أيضا دفع 10 أغورات للوحدة الواحدة سواء كانت عبارة عن دقيقة مكالمة أو رسالة نصية أو إبحار بالانترنت، بدون أي دفعات إضافية أو رسوم اشتراك، بمعنى أن الزبون يدفع فقط مقابل ما يستخدمه، علما أن الـ10 أغورات تساوي 1/10 من قيمة الشيكل، وفي حسابات الدولار تساوي نحو 0.026 من قيمته.