هذه قصَّة النوتيلا!!

منوعات
1 ديسمبر 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
هذه قصَّة النوتيلا!!
215201_295466_large

ربما يسحرك مذاق النوتيلا كالكثيرين حول العالم لكن أمراً آخر أكثر تعقيداً من استمتاعك ببرطمان منها يستحق أن تعرفه أيضاً؛ كيف تصل إليك وما الأخطار التي يثيرها عشق النوتيلا واستهلاك المزيد منها، غير السمنة؟
الحرب العالمية الثانية والنوتيلا
من إيطاليا أيضاً كالبيتزا والإسباغيتي جاءت النوتيلا، من قرية ألبا شمال إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية حين كان الحلواني بيترو فيريرو يجد أزمة كبيرة في توفير الشيكولاتة اللازمة لصُنع الحلوى،
بسبب الضرائب الكبيرة المفروضة على حبوب الكاكاو القليلة المتوفرة في بلده، فلجأ للبندق المتوفر بكثرة في هذه المنطقة، وخلطها مع عجينة الكاكاو.

في البداية كان المنتج صلباً، لكن في العام 1963 كان فيريرو يبيع منتجاً مشابهاً للنوتيلا في صورتها التي نعرفها –دسمة ولذيذة- وسرعان ما دخلت في صنع الكعك والكريب وحتى الآيس كريم.
تولّى ميشيل فيريرو -ابن بيترو- بيع المنتج خارج حدود إيطاليا بعد أن أعاد تسميته بكلمة تمزج بين الإنكليزية واللاتينية “نوتيلا” التي يشير المقطع الأول بها إلى”Nut ” بمعنى البندق مضافاً إليها “ella” وتعني باللاتينية هي، وباع ميشيل أول برطمان من النوتيلا عام 1964، ولم يكن يعلم أنه يبيع منتجاً سيقلب السوق العالمية ويصبح بين أكثر منتجات الشيكولاتة شعبية ويجعل عائلته من أثرياء العالم، لقد مات ميشيل فيريرو العام 2015 وهو أغنى أثرياء إيطاليا.
هذه البلدان تتحد لتصنع النوتيلا
وهكذا صارت النوتيلا منذ ظهورها قبل خمسين عاماً ماركة لا تُقدَّر بثمن، وتطلّب إنتاجها مكوناتٍ من ست دول مختلفة، بداية بآلاف الأطنان من الكاكاو سنوياً، فلكي يصل إلى أيدينا برطمان النوتيلا يتطلب الأمر الحصول على الكاكاو من نيجيريا، وزيت النخيل من ماليزيا، وسكر الفانيليا من فرنسا والبندق من تركيا، قبل أن تدخل إلى المصنع الرئيسي في كل بلد ليتم دمجها، وهذا ما دفع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لوضع النوتيلا كنموذج على التعاون العالمي.
الآن تستهلك فرنسا وحدها ما يزيد على ربع الإنتاج العالمي من النوتيلا، وتعدُّ بين أكثر أنواع الشيكولاتة شعبية في أميركا، وتصل مبيعاتها لنسبة 70 % من أنواع الشيكولاتة المختلفة، وتحتل مكانة مقاربة في كل بلدان العالم، لكن أخطاراً أخرى نجمت عن التوسع في إنتاج النوتيلا.
البندق في خطر

في ستينيات القرن الماضي كان إنتاج البندق كبيراً لكنه لم يكن هائلاً، غير أن النمو غير العادي لماركة النوتيلا تطلّب إنتاج الكثير من البندق عالمياً، فأصبحت شركة واحدة تستهلك أكثر من 100 ألف طن من الكاكاو لتصنع منتجاً واحداً.
وكانت مجموعة فيريرو صاحبة النوتيلا تستهلك وحدها ربع الإنتاج العالمي من البندق، الذي يتركز إنتاجه الرئيسي في تركيا بالقرب من البحر الأسود حيث يُزرع منذ أكثر من ألفي عام.
وتشير المجموعة التركية لتشجيع إنتاج البندق إلى أن نسبة 75% من الإنتاج العالمي يأتي من تركيا، وقد تحولت الكثير من الأسر لزراعة البندق لسد حاجة مجموعة فيريرو إلى البندق.
في العام 2015 تسبب الصقيع في فقدان الكثير من إنتاج البندق في تركيا، وارتفعت أسعاره لهذا السبب، ونمت الرغبة في كثير من الدول للدخول إلى حلبة المنافسة مع تركيا في إنتاج البندق حتى في المناطق التي لا يناسب مناخها أشجار البندق، وبينها أميركا التي تعمل منذ سنوات على دراسات متعددة في جامعة روتجرز لتحديد المناطق الأكثر مناسبة لزراعة البندق لتنافس تركيا في هذا المجال.
كان أحد الأخطار الأخرى التي سببها إنتاج النوتيلا الضخم هو الإضرار بالغابات، حتى أن وزير البيئة الفرنسي دعا في العام الماضي إلى الحد من استهلاك النوتيلا، مؤكداً أن الاستمرار في إنتاجها يقتل الغابات في صمت.

كلمات دليلية
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.