في مدينة صحراوية ذات مناخ حار مثل دبي، قليل فقط من الظل هو أحد الأمور “الثمينة” لمن يتجرأ على السير خارجاً تحت الشمس.
وهذه نقطة البداية للمهندس المعماري والمصمم الإيطالي كارلو راتي في ابتكاره الأخير، والذي هو عبارة عن مظلة معدنية لامعة يمكن استخدامها خارجاً لـ “خلق” مناخات مختلفة أسفلها، عن طريق السيطرة على الإضاءة والظل.
وصُنع سقف المظلة من مرايا زجاجية مستديرة صغيرة لكل منها محركها الخاص الذي يمكن السيطرة عليه عن طريق الحاسوب. وجُمعت كافة المرايا في لوح واحد لتشكيل المظلة. ويمكن تعديل زاوية انحناءة كل مرآة، لتشكيل ظلال مختلفة في أوقات مختلفة.
كما تستطيع هذه المرايا توليد الطاقة من خلال عكس شعاع الشمس باتجاه لوحة شمسية قريبة. ويقول راتي: “فكروا بهذه المظلة على أنها مظلة سحرية يمكن وضعها في المناطق الخارجية،” بشكل يجعل المناطق العامة في دبي ملائمة للجلوس خلال أشهر الصيف الحارة.
وكحقل من أزهار دوار الشمس، تتبع المرايا حركة الشمس، ويمكن برمجتها حتى تكوّن أشكالاً جميلة أو تهجئ كلمات عن طريق الظلال، ما يجعلها “طريقة جديدة للعب بالشمس،” بحسب راتي.
واستوحى راتي هذه الفكرة من المظلات التي كانت تستخدم فوق المناطق العامة في المدن العربية قديماً، والتي غالباً ما كانت تتكون من القماش. ويصف راتي التصميم بأنه “تطور في الطرق التقليدية للسيطرة على الأضواء، والموجودة في الهندسة العربية.”
ورغم أن أبعاد التصميم الأصلي لا تتجاوز الست أمتار بالطول والعرض، إلا أن التصاميم المستقبلية قد تغطي مساحات كاملة، ما يتيح التنعّم بالظل وتزيين المنطقة في آن واحد. وكُشف الستار عن التصميم للمرة الأولى في القمة العالمية للحكومات في دبي الشهر الماضي.
لكن في المقابل، ما زال التصميم غير مضاد للماء، وهو باهظ الثمن مقارنة بغيره من المظلات. لكن، يتوقع راتي أن ينخفض الثمن في المستقبل، ليصل إلى ” دولار واحد للمتر المربع.”
ويقول راتي: “نرى إمكانيات كامنة كبيرة في الهندسة المعمارية لمساعدتنا في العمل مع ما نسميه “معالجة المناخ”، الذي يرتبط بتشكيل مناخات مصغّرة يمكن أن تساعدنا في محاربة التغيير المناخي في المستقبل.”