هديل الصبيحي…أنامل من السلط تحيك قصة التراث الأردني عالميًا

mall2
سيدات أعمال
mall225 ديسمبر 2024آخر تحديث : منذ يوم واحد
هديل الصبيحي…أنامل من السلط تحيك قصة التراث الأردني عالميًا

مجلة مال وأعمال – عمان

في مدينة السلط، المدينة التي تشهد على أصالة الأردن وجماله، نشأت هديل الصبيحي، المرأة التي جعلت من التراث حكاية حية تُروى بأدوات الحاضر وأحلام المستقبل. لم تكن رحلتها مجرد شغف بحفظ التراث، بل كانت مشروع حياة رسّخ الهوية الأردنية وحملها إلى العالمية بأسلوب مبتكر وأصيل.

من عبق السلط إلى ساحات العالم

هديل الصبيحي، التي تتنفس روح السلط، استلهمت من أزقتها وحكاياتها التراثية مسيرتها المميزة. منذ نعومة أظافرها، أدركت أن التراث ليس مجرد ماضٍ يُحكى، بل هو حاضر ينبض وجسر يربط الأجيال. بدأت قصتها في المدرسة، حين اكتشفت موهبة إعادة إحياء المواد الطبيعية، مثل سعف النخيل وألياف الموز، وتحويلها إلى قطع فنية تعبق برائحة الأصالة الأردنية.

تراث متجدد بين الأيدي

أسست الصبيحي “مؤسسة القشيات” التي أصبحت رمزًا لتمكين المرأة الأردنية وتعزيز دورها في الحرف التقليدية. لم تكتفِ بإنتاج المنتجات اليدوية المبتكرة فحسب، بل عملت على تدريب النساء والشباب لنقل هذا الفن العريق إلى المستقبل. من خلال برامجها، أطلقت هديل رسالة واضحة: الحرف اليدوية ليست مجرد أدوات من الماضي، بل هي فنون تعكس ثقافة مجتمع بأكمله.

إعادة تدوير التراث بروح العصر

ما يميز أعمال الصبيحي هو قدرتها على مزج الأصالة بالحداثة. استخدمت مواد طبيعية وصديقة للبيئة، مثل نبات الحلفا وورق الموز، لصنع منتجات تُعبر عن هوية أردنية متجددة. بفضل هذا النهج المبتكر، حصلت هديل على العديد من الجوائز الدولية، كان أبرزها جائزة سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لأفضل منتج عربي عام 2022.

سفيرة التراث الأردني

من خلال مشاركاتها في المحافل الدولية، أصبحت هديل الصبيحي صوتًا يمثل الأردن وتراثه الغني. حملت معها تصاميمها التي تحكي قصص الأجداد، لتصبح رمزًا يُعرّف العالم بالهوية الأردنية. ترى هديل أن التراث ليس مجرد لباس أو منتج، بل هو رسالة ثقافية تعبر عن روح الشعب الأردني وقيمه.

رؤية تتخطى الحدود

في كل خطوة تخطوها، تؤكد الصبيحي أن التراث هو أعظم أداة لربط الماضي بالمستقبل. مشاريعها ليست مجرد منتجات تُباع، بل هي قصص تُروى وأحلام تُبنى على أسس متينة من الأصالة والإبداع. من السلط إلى العالم، أثبتت هديل أن الحرف اليدوية ليست مهنة عابرة، بل هي فن يحمل في طياته حكاية وطن.

هديل الصبيحي: إرث حيّ بأيدٍ مبدعة

تُعد هديل نموذجًا ملهِمًا لكل من يؤمن أن الثقافة هي الهوية التي لا تموت. من خلال أعمالها، أعادت الحياة للحرف التقليدية، وجعلت من الألياف النباتية فنًا يحكي تاريخًا طويلًا من الإبداع الأردني.

هديل الصبيحي ليست فقط سفيرة التراث الأردني، بل هي رمز للمرأة التي تصنع الفرق، وتحافظ على جذور أمتها في عالم سريع التغير.

  • حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او إعادة النشر الا بإذن خطي
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.