مجلة مال واعمال

هبوط مرعب يغطي فضاء البورصات العالمية

-

سجل معظم الأسواق العالمية أمس انخفاضات قياسية بسبب المخاوف بشأن قدرة إسبانيا على إنقاذ قطاعها المصرفي المتعثر. بينما سجلت الأسهم الأوروبية أدنى مستوى إغلاق في خمسة أشهر، وأغلقت الأسهم اليابانية عند أكبر انخفاض شهري في عامين مع خفض المستثمرين تعرضهم للأصول التي تنطوي على مخاطر، وذلك مع تفاقم القلق بشأن قطاع المصارف في إسبانيا.

وهبطت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوى إغلاق في خمسة أشهر أمس، مسجلة أسوأ خسارة شهرية منذ أغسطس/آب مع استمرار المخاوف بشأن منطقة اليورو، وعلامات على ضعف النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، وهو ما أثر سلببا في أسواق الأسهم، بحسب الاقتصادية.

وأنهى مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا الجلسة منخفضا 0.7% عند 968.92 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق منذ 19 ديسمبر/كانون الأول عندما أغلق على 957.45 نقطة. وينهي المؤشر القياسي الشهر منخفضا نحو 7%، وهي أكبر خسارة له في شهر واحد منذ أغسطس عندما هبط 10.6% بعد أن تعرضت الأسواق لمخاوف مماثلة بشأن أزمة ديون أوروبا.

وقال أدريان سلاك رئيس تعاملات الأسهم في باستيون كابيتال ”في الوقت الحالي الأموال تبتعد والناس لا يستثمرون والسيولة تنسحب من السوق”.

وأضاف قائلا ”الشيء الوحيد الذي قد يتيح المجال لأي صعود للسوق هو جولة أخرى من التيسير الكمي في أوروبا”.

وفي البورصات الرئيسية في أوروبا أغلق مؤشر فايننشال تايمز البريطاني في لندن منخفضا 0.27%، بينما هبط مؤشر داكس الألماني في بورصة فرانكفورت 0.26%. وفي باريس أغلق مؤشر كاك الفرنسي على خسائر قدرها 0.05%.

وفي الولايات المتحدة، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 3.28 نقطة أو 0.05% إلى 12413.58 نقطة. وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 0.34 نقطة أو 0.03% إلى 1312.98 نقطة.

وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 0.92 نقطة أو 0.03% إلى 2836.44 نقطة.

في حين انخفض مؤشر نيكي الرئيسي للأسهم اليابانية 1.1% أمس، حيث فقد 90.46 نقطة ليغلق إلى 8542.73 نقطة ليقلص خسائره المبكرة مع اشتباه المتعاملين في أن بنك الياباني المركزي دخل السوق في أواخر الجلسة مشتريا في صناديق متداولة في البورصة من أجل دعم السوق، ومع ذلك أغلق نيكي على أدنى مستوى في أربعة أشهر ونصف الشهر وانخفض 10.36% في مايو/أيار بأكمله مسجلا أكبر خسارة شهرية منذ مايو 2010 عندما فقد 11.7%، وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.6% إلى 719.49 نقطة، وبلغت خسارة المؤشر هذا الأسبوع 0.4% ولو كان أنهى الأسبوع على انخفاض أكبر لكان قد سجل أسوأ خسائر أسبوعية منذ عام 1975م.

وكانت الأسهم اليابانية قد أنهت تعاملات أمس في بورصة طوكيو للأوراق المالية بارتفاع بسيط بسبب تدهور أداء أسهم شركات التصدير على خلفية صعود الين أمام اليورو مع تزايد المخاوف من تداعيات أزمة ديون أوروبا.

وانخفض مؤشر نيكي القياسي بمقدار 23.98 نقطة بما يعادل 0.28% ليصل إلى 8633.19 نقطة. كما سجل مؤشر توبكس الأوسع نطاقا تراجعا بمقدار 3.41 نقطة أي بنسبة 0.47% إلى 723.62 نقطة.
على صعيد العملات، هبط اليورو إلى 1.2358 دولار، وهو مستوى لم يسجل منذ منتصف 2010 قبل أن يتعافى ويجري تداوله مرتفعا 0.2% عند 1.2400 دولار، ومن المتوقع ألا تدوم المكاسب طويلا إذ يشير متعاملون إلى عروض بيع فوق 1.2430 دولار كما أن بعض المضاربين يبيعون عند الارتفاع.

ومن المنتظر أن تسجل العملة الموحدة أكبر خسارة شهرية منذ سبتمبر/أيلول الماضي، ويتوقع بعض المحللين أن تنخفض صوب 1.20 دولار في الأسابيع المقبلة مع تفاقم أزمة ديون منطقة اليورو.

واستقر اليورو عند 97.76 ين بعد ما سجل أدنى مستوى في أكثر من أربعة أشهر عند 97.352 ين، ومع إقبال المستثمرين على الأصول التي تعد ملاذا آمنا سجل مؤشر الدولار أعلى مستوى في 20 شهرا عند 83.11، وبلغ في أحدث حركة 82.857 ومن المنتظر أن يغلق فوق متوسطه في 100 شهر البالغ 81.824 للمرة الأولى في نحو عشر سنوات.

وهبط الدولار إلى 78.71 ين مسجلا أدنى مستوى في ثلاثة أشهر ونصف الشهر قبل أن يتعافى إلى 78.81 ين.

وتراجع التضخم في منطقة اليورو بأكثر من المتوقع مسجلا أدنى مستوى فيما يزيد على عام في مايو/أيار ما يتيح للبنك المركزي الأوروبي فرصة أكبر لخفض أسعار الفائدة للمساهمة في إنعاش النمو الاقتصادي عبر القارة الأوروبية.

وقال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي ”يوروستات” أمس إن تضخم أسعار المستهلكين في 17 دولة تستخدم اليورو هبط إلى 2.4% على أساس سنوي في مايو من 2.6% في أبريل/نيسان، وتوقع خبراء اقتصاديون في استطلاع لـ ”رويترز” معدل تضخم 2.5%.

ويعد ذلك أقل مستوى منذ فبراير/شباط 2011، لكنه لا يزال أعلى من المعدل الذي يستهدفه البنك المركزي الأوروبي في الأمد المتوسط عند 2%، ويجتمع البنك الخميس القادم لأخذ قرار بشأن الفائدة، لكن معظم الخبراء الاقتصاديين يتوقعون أن يبقي البنك على أسعار الفائدة بدون تغيير حتى نهاية 2013، رغم توقعات البعض بإجراء خفض قبل نهاية هذا العام.

ودعت إسبانيا التي تواجه صعوبات نظرا لبنوكها المتعثرة وأقاليمها المثقلة بالديون، البنك المركزي الأوروبي لإحياء برنامجه لشراء السندات لكسب مزيد من الوقت، لكن الدعوة لم تلق آذانا صاغية حتى الآن.