وسجل المعدن النفيس هبوطاً الى أدنى مستوى في سبعة أسابيع، ليخترق مستوى 1300 دولار هبوطاً، وهو أقل مستوياته منذ بدايات شهر آب/ أغسطس الماضي، وذلك بعد أن تراجع بنحو 3%، فيما سجلت الفضة تراجعاً بنسبة 4% خلال تداولات الثلاثاء.
وبالهبوط الذي سجله الذهب الثلاثاء يكون قد فقد 23% من قيمته خلال العام الحالي، ليكون بذلك قد سجل أول هبوط سنوي له منذ العام 2000 في حال لم يعاود الارتفاع حتى نهاية العام.
وقال المحلل الاقتصادي، ورئيس قسم تداولات الشرق الأوسط في «ساكسو بنك» ياسر الرواشدة لـ»العربية.نت» إن هبوط الذهب يمثل مؤشراً على «الاضطراب في الأسواق، وعدم وجود اتجاه محدد لها».
ومع هبوط الذهب هوت أسعار النفط هي الأخرى، حيث تراجع الخام الأميركي بأكثر من 1% ليصل الى مستويات 101 دولار للبرميل، فيما تراجع خام برنت بنحو 1.5% ليهبط الى ما دون 107 دولارات للبرميل، وذلك مع شيوع حالة من القلق بأن تؤثر أزمة الموازنة الأميركية على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، وكذلك النمو الاقتصادي العالمي، ويتراجع تبعاً لذلك الطلب على النفط.
وقال الرواشدة إن «عوامل عديدة تضافرت لتدفع أسعار النفط نحو الهبوط، حيث تراجعت التوترات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً في سوريا وإيران، إضافة الى ارتفاع المخزونات الأميركية، ثم حالياً تأتي المخاوف بشأن الاقتصاد الأميركي».
لكن الرواشدة لا يرى أن مشكلة الموازنة الأميركية تعبر عن أزمة عميقة وإنما هي محدودة حيث إنها ليست جديدة وإنما حدثت في العام 1996، إلا أنه يقول إن المخاوف من أن تستمر هذه الأزمة لمدة زمنية أطول بما يعمق من المتاعب المرافقة لها.
وفيما هوت أسعار الذهب والنفط الى مستويات متدنية فإن أسواق الأسهم الأميركية والأوروبية حافظت على تماسكها مع شيوع التوقعات بأن الأزمة ستنتهي سريعاً، وأن الحكومة الفدرالية الأميركية ستعود الى عملها خلال الأيام وربما الساعات المقبلة.
وكانت الحكومة الفدرالية الأميركية قد اضطرت لإغلاق العديد من مكاتبها ووقف العديد من خدماتها للمواطنين الأميركيين وذلك بعد أن فشل البيت الأبيض في التوصل الى اتفاق مع الكونغرس بشأن الموازنة قبل الموعد المحدد وهو الثلاثاء الأول من أكتوبر.