يُعدّ كلٌّ من فيروس كورونا غير المتوقّع والإجراءات التي اتّخذتها المملكة العربية السعودية والتي أدّت إلى انخفاض كبير في أسعار النفط العالمية، عوامل تؤدي إلى تقلبات بالمبيعات في أسواق الأسهم. وعلى الرغم من أنّ التقلّب الشديد يمثّل كارثةً بالنسبة للمستثمرين المحافظين، إلّا أنّه يوفّر في الوقت ذاته العديد من الفرص للمتداولين الذين يخوضون مخاطرات أكبر. وانتقت “جلف بروكرز” بعضاً من الأمثلة حول كيفية تحقيق الربح بالاستفادة من هذا الهبوط.
وكانت “تسلا” من ضمن الشركات التي تكبّدت خسائر في شهر فبراير بعد تسجيلها أرباحاً قياسية مطلع هذا العام. وكان بإمكان المتداولين الذين توقعوا هذا التطوّر في الأسعار أن يكسبوا أكثر من 10 في المائة من استثماراتهم في يوم واحد حتى دون استخدام الرافعة المالية من خلال نشاط يعرف باسم “البيع على المكشوف”، وبعبارة أخرى، المضاربة على انخفاض الأسعار. وعلى سبيل المثال، إن قمت بتداول الأسهم في 5 فبراير 2020، فيمكنك بيع الأسهم التي اقترضتها عند سعر 823 دولار أمريكي وشراء الأسهم ذاتها بسعر 730 دولار أمريكي، ما يعني تحقيق ربح بنسبة 11.3 في المائة (113 دولار أمريكي) عند استخدام استثمار بقيمة 1,000 دولار أمريكي.
ويُمكن للمتداول إيجاد هدفٍ مناسب في أدوات السلع بالطريقة ذاتها، على غرار السلعة الأكثر ترقّباً: الذهب. وفي حال قرر المتداول البيع على المكشوف، وكان قد استثمر 1,000 دولار أمريكي عندما كان سعر الذهب 1,646 دولار أمريكي، ثم اشترى العدد نفسه من العقود عندما وصل سعر الذهب إلى 1,568 دولار أمريكي، فيعني ذلك أنّه قد حقق ربحاً بنسبة 4.74 في المائة (47.4 دولار أمريكي).
والسؤال الأهم هنا هو: متى يجب على المتداول البيع على المكشوف والمضاربة على انخفاض الأسعار؟ يُمكن تحقيق ذلك عبر اقتراض هذا النوع من الأدوات المالية التي يفترض المستثمر انخفاض أسعارها (من وسيط أو تاجر). ولاحقاً يقوم المستثمر ببيع الأدوات التي اقترضها لبائعين راغبين دفع سعر السوق. وعند حلول الوقت لإعادة الأدوات المقترضة، يقوم المتداول بشرائها مرةً أخرى في السوق – وفي حال كان السعر منخفضاً بشكل كبير، يحقق المتداول أرباحاً من عملية التداول هذه.
ويمكن مضاعفة الربح الناتج – أو الخسارة – على سبيل المثال، باستخدام أداة استثمار عقود الفروقات (سي إف دي) التي تعمل وفق مبدأ الرافعة المالية، وبالتالي عن طريق إضافة أموال خارجية إلى الصناديق الخاصة بكم. ويُمكن أن يؤدي هذا النهج إلى تحقيق أرباح أعلى، إلّا أنّه يمكن أن يؤدي أيضاً إلى إلحاق خسائر أكبر.