الهونزا شعب يعيش في وادٍ معروف بـ”وادي الخالدين” يقع على ارتفاع أكثر من 200 متر فوق مستوى سطح البحر، بين الهند وباكستان، وأغلبيتهم من المسلمين الإسماعيليين، لغتهم البروشسكي. ويعتمد معظمهم على الزراعة.
وبالرغم من أنه يعيش في نفس المنطقة، فإن شعب الهونزا يختلف عن شعوب الهند وباكستان من حيث سحناتهم (اللون والشكل) الأكثر غرابة .
ويتميزون عن الشعوب الأخرى في العالم بخصائص مميزة جدًّا؛ فهم نادرًا ما يمرضون، ويعيشون لفترة طويلة جدًّا، مع الحفاظ على مظهر الشباب.
ويبتسم أفراد شعب هونزا دائمًا، فهم أقوياء ويتمتعون بالحيوية. كما يتمتعون بالشباب الدائم لدرجة أن الكثير من الناس يندهشون إلى حد الصدمة عندما يعلمون بسنهم.
هؤلاء الناس يأكلون الكثير من المشمش، ويبدون كما لو أنهم من كوكب آخر، فهم طويلو القامة، ولهم بشرة الإغريق الفاتحة.
ويعني اسم هونزا “أنهم متحدون مثل السهام في الجعبة”.
ويعيشون في جبال شمال باكستان، ويبلغ عددهم حوالي 87000 نسمة، وهم شعب استثنائي لأنهم يعيشون في المتوسط 100 سنة. وكثير منهم يعيشون 120 سنة بدون مشاكل صحية. ومنهم من يعمر حوالي 160 عامًا. وهم نادرًا ما يصابون بالمرض، ولا علم لهم بالأورام السرطانية، ويتمتعون بمظهر الشباب الدائم، وزوجاتهم يلدن عند سن 65 عامًا.
والهونزا هم الدليل على الكيفية التي يؤثر بها النظام الغذائي ونمط الحياة على البشر. فهم يأخذون حماماتهم في المياه الجليدية، حتى لو كانت درجة الحرارة الخارجية أقل من 0 درجة مئوية.
ولا يأكلون سوى الأطعمة التي يزرعونها بأيديهم. يأكلون الفواكه والخضار النيئة والبذور الزيتية، والكثير من المشمش المجفف، ومجموعة متنوعة من الحبوب (أساسًا الدخن أو البشنة، الحنطة السوداء والشعير) والبقوليات وبعض الجبن والحليب والبيض.
يمشون كثيرًا ويأكلون قليلًا
يتكون طعامهم اليومي من وجبات بسيطة: وجبة إفطار وتتكون من وعاء من المشمش الطازج أو المغلي مع الحبوب وتشاباتيس، والخبز الهندي.
وعند الساعة الـ 10 صباحًا، يتناولون النظام الغذائي نفسه، مضافًا إليه الخضراوات الطازجة، أو المسلوقة. وما بين الساعة 13 و الساعة 14 يتناولون وجبة أخرى من المشمش المجفف، مخفف في الماء، في فصل الشتاء، والمشمش الطازج في الصيف.
وأخيرًا، بين الساعة 17 و الساعة 19 يتناولون وجبة أكثر غنى تحتوي بالإضافة إلى التشاباتيس، الخضراوات، بحسب الموسم، يتناولون مع هذه الوجبة الغنية، كمية من الفواكه المتنوعة، كالخوخ والدراق والكمثرى والتفاح أو المشمش الطازج.
ناهيك عن أنهم يمشون كثيرًا، إذ يقطعون من 15 إلى 20 كيلومترًا يوميًّا، ولا يواجهون أي تعب. ونادرًا ما يأكلون اللحوم، ربما مرّتين في السنة، وفي هذه الحالة، القليل من الضأن أو قليل من الدجاج.
كما أنهم يضحكون كثيرًا، ناهيك عن أن فرحتهم بالحياة تمثل أيضًا واحدة من ميزاتهم الأصيلة.
مكونات غذاء الهونزا
أحد المتخصصين في شعب الهونزا، ويُدعى رالف بيرشر، جمع في كتابه “الهونزا: إنهم شعب لا يعرف المرض” كمية هامة من المعلومات حول تغذية هذا الشعب:
– هم نباتيون، أو تقريبًا
– يستهلكون كمية كبيرة من الأطعمة النيئة
– يتكون نظامهم الغذائي أساسًا من الفواكه والخضراوات
– منتجاتهم الغذائية طبيعية تمامًا.
– لا يشربون الكحول ولا يستهلكون السكر
– استهلاكهم من الملح معتدل جدًّا
– يمارسون الصيام بانتظام.
ويرى هذا الأخصائي أنه من خلال اعتماد هذا النظام الغذائي نفسه، يستطيع أي شخص أن يطيل تجربة حياته بضع سنوات.
ويشير في هذا الشأن إلى الهونزا لمدة فترة تتراوح ما بين شهرين إلى أربعة شهور لا يأكلون أي شيء، ولكنهم يشربون فقط عصير المشمش المجفف.
إنها تقاليدهم التي يحترمونها منذ العصور القديمة، ويحدث هذا في وقت معين من السنة حين تكون الثمرة لم تنضج بعد.
ويتفق الأطباء على القول: إن العادات الغذائية وفترات الصيام ساهمت في صحة الهونزا الممتازة وطول فترة العمر.