لا يخفي على أحد أن المملكة العربية السعودية، مقبلة على عهد جديد يقوم على التنمية الصناعية المتنوعة، بدعم من طفرة واسعة في مجال البتروكيماويات المتخصصة، وتشجيع نموّ الشركات الصغيرة والمتوسطة ذات القيمة المضافة العالية، خصوصاً في مجال البتروكيماويات، إلى جانب تأسيس ريادة دولية متفردة في قطاع التكرير والتسويق النفطي، عبر إجراء توسّع كبير في إجمالي طاقة التكرير، في إطار سعيها لتصبح رائدة في مشروعات المصب على مستوى العالم.
حيث تُعدّ رؤية السعودية 2030 تحولاً تاريخياً في الاقتصاد السعودي، وبمنزلة إنهاء عقود من الاعتماد على النفط الخام، وبداية لانطلاق بخطى واثقة وسريعة نحو مستقبل أفضل يقوم على التنوع وجذب الاستثمارات الدولية.
وأدى انخفاض أسعار النفط، حسب تقديرات بعض المؤسسات الدولية المعنية، الى فرصة حقيقية للإسراع في الانتقال من الاقتصاد النفطي إلى الاقتصاد القائم على التصنيع، مستخدمة عناصر القوة الأخرى التي تمتلكها من موقع جغرافي متوسط، وإمكانات الانتقال إلى الطاقة البديلة، وتنوع سوق العمل.
لقد شهد القطاع الصناعي في المملكة تطوراً مطّرداً حقق خلاله الكثير من الإنجازات الباهرة.ويرجع ذلك إلى الاهتمام و الدعم الذي يجده هذا القطاع من الدولة، نظراً للدور الذي يقوم به في تحقيق الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية للمملكة. واشتملت جهود الدولة في دعم التنمية الصناعية على محاور أساسية، كان من ضمنها توفير البنية التحتية اللازمة وإنشاء مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، وإنشاء المدن الصناعية بمختلف مناطق المملكة، إلى جانب إنشاء صندوق التنمية الصناعية السعودي، فضلاًعن تقديم عدد من الحوافز الصناعية الأخرى.
وكان لتجاوب القطاع الخاص وتعاونهمع الخطط والجهود الحكومية، الأثر الفاعل في تحقيق إنجازات التنمية الصناعية. ونستعرض هنا أبرز خمس شخصيات سعودية مؤثرة في هذا القطاع،حيث شهدت بداية الطفرة الصناعية وكان لها دور في تأسيس عدد من الشركات الصناعية السعودية وقيادتها، ونتيجة لذلك خطت الصناعة السعودية خطوات كبيرة، وتمثل ذلك بصورة أساسية في التطور الذي شهدته الاستثمارات الصناعية.
وفيما يلي سيره ذاتية مختصرة، عن مسيرة هؤلاء المؤثرين:
يوسف البنيان
يوسف بن عبدالله البنيان، هو نائب رئيس مجلس الإدارة، وعضو لجنة الاستثمار، الرئيس التنفيذي لشركة “سابك”؛ رابعة أكبر شركة بتروكيماويات في العالم.قبل تعيينه بمنصبه الحالي، شغل البنيان منصب نائب الرئيس التنفيذي للمالية، بعد توليه منصبي نائب الرئيس التنفيذي للكيماويات، ونائب الرئيس التنفيذي للموارد البشرية.وجاء انضمامه إلى “سابك”، عام 1987، بعد أحد عشر عاماً من تأسيسها، حيث تولى منصب أخصائي تطوير أعمال، قبل التحاقه بقطاع الاتصالات والإعلام.
ثم انتقل إلى ستامفورد في ولاية كونيتيكت، ليتولى منصب مدير العمليات، لحين توليه منصب المدير التجاري لـ”سابك” في الولايات المتحدة، وأمريكا اللاتينية عام 1994، حيث عمل من مقر الشركة في هيوستن بولاية تكساس، قبل أن ينتقل إلى سنغافورة عام 2002، حين رقّي إلى منصب المدير العام لـ”سابك” آسيا.
عاد البنيان إلى هيوستن في خريف 2005، مديراً عاماً للشركة في منطقة الأمريكيتين.ويشغل مناصب أخرى، منها: رئيس مجلس إدارة الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات “جيبكا”، ورئيس مجلس الإدارة في كل من شركة “ينبع” الوطنية للبتروكيماويات (ينساب)، وشركة الأسمدة العربية السعودية (سافكو)؛ والشركة السعودية للحديد والصلب (حديد). ويحمل البنيان درجتي البكالوريوس في الاقتصاد والماجستير في الإدارة الصناعية، فضلاً عنكثير من الدورات المتخصصة في الإدارة التنفيذية.
المهندس خالد بن صالح المديفر
يعتبر التعدين عمود القطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية، بحيث يصنف على انه الركيزة الثالثة للصناعة السعودية ، وتعتبر شركة معادن مظلة هذا النشاط التعدينن في المملكة فهي من اكبر 10 شركات تعدين في العالم .
يشغل المهندس خالد المديفر منصب الرئيس التنفيذي وكبير المدراء التنفيذيين لشركة معادن منذ عام 2011م ،كما شغل قبل ذلك وعلى مدى خمسة أعوام منصب نائب الرئيس للفوسفات ولتطوير الأعمال حيث ترأس تطوير مجمع شركة معادن للفوسفات ، أولى المشاريع العملاقة للشركة . وقبل انضمامه لمعادن ، شغل المهندس المديفر منصب نائب الرئيس ومدير عام المالية في الشركة الشرقية للبتروكيماويات ( 1986-1993) والمدير العام لشركة أسمنت القصيم (1993-2006) .كما يحمل درجتي الماجستير في إدارة الأعمال والبكلوريوس في الهندسة المدنية .
ويرى المديفر ان شركة معادن ستكون “داعما اساسيا ” لرؤية 2030 ويصف قطاع التعدين في المملكة بأنه قطاع واعد ” فالمملكة شاسعة تزيد مساحتها على مليوني كيلومتر مربع ، وحباها الله بموارد وتكوينات جيولوجية من الدرع العربي الغني بالمعادن الأساسية والمعادن النفيسة في المغرب، إلى جانب التكوينات الرسوبية في الشرق والشمال التي تحتوي على المعادن الثنائية المتعددة “.
واستثمرت معادن في السنوات الأخيرة ، نحو 100مليار دولار ، ولديها شراكة عالمية مع الكبر شركات الألمنيوم في العالم ، وأكبر شركة فوسفات عالمية ، وأكبر شركات الذهب ، وكل هذا النشاط الاستثماري “مبني على قدرات حالية وطموح كبير وزيادة الاستكشاف و الاستثمار في البنى التحتية”.
ويعتبر المديفر ان شركة معادن هي أساس الداعمين لرؤية الامير محمد بن سلمان ،من خلال وجودها في سوق الأسهم وكونها مملوكة للدولة وتخضع لمعايير مراقبة وشفافية عالية ، ولديها 7 آلاف موظف بخبرات عالية متنوعة وعالمية.
المهندس مطلق بن حمد المرشيد
برزت شخصية المهندس مطلق بن حمد المريشد، على سطح مجتمع الأعمال مؤخراً من بوابة عملاق الصناعات البتروكيماويات “سابك”، حيث صنف ثاني رجل تنفيذي في الشركة، بعد المهندس محمد الماضي، كما عرف بشكل لافت بين أوساط مجتمع الأعمال السعودي، إبّان طفرة الأسهم السعودية، متحدثاً عن الشركة وواقعها عبر الفضائيات والصحف.
ويشغل المريشد، حالياً، رئيس مجلس ادارة شركة التصنيع الوطنية، بعد مشوار طويل مع “سابك”، من موظف تشغيل إلى أن تدرج وظيفياً ووصل إلى رئاسة شركة “صدف”، ثم عُيّن رئيساً لشركة حديد، ثم انتقل إلى العمل في “سابك”، مديراً للخدمات المشتركة، ثم نائب رئيس المالية فيها، وكان اللاعب والرقم الصعب في تأسيس شركات مثل: “كيان”، و”ينساب”، وغيرهما.
ويرأس مجلس إدارات عدد من الشركات، ورئيس مجلس إدارة معهد مجالس إدارات الشركات الخليجي.يمتلك مؤهلات عليا وسيرة ذاتية وعلمية مميزة، فهو مهندس فيزياء نووية تخرج في كبريات الجامعات الأمريكية العريقة، إذ حصل على الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد الشهيرة، وعلى ماجستير العلوم في الهندسة النووية من جامعة برنستون التي تُعدّ من أشهر الجامعات الأمريكية التي كان العالم ألبرت أينشتاين يدرس فيها، بعد أن كان قد حصل على درجة بكالوريوس العلوم في الفيزياء النووية والرياضيات من جامعة دنفر.
المهندس عبد العزيز الجديمي
عُيّن عبد العزيز الجديمي، رئيساً لمجلس إدارة شركة بترورابغ في 24 فبراير، 2015. يتمتع بخبرة تزيد على 30 عاماً في صناعة التكرير والبتروكيماويات، وهو نائب الرئيس لأنظمة الطاقة في شركة أرامكو السعودية، وعضو في اللجنة الاستشارية التنفيذية فيها.
انضم عبد العزيز إلى أرامكو السعودية عام 1983، بعدما تخرّج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بدرجة البكالوريوس في هندسة البترول، ويحمل درجة الماجستير في إدارة الأعمال من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كلية سلون للإدارة في الولايات المتحدة.
حقق الجديمي نجاحات متعددة في تأسيس وتطوير أعمال جديدة وبإسهاماته لتحقيق أهداف أرامكو السعودية التجارية والاستراتيجية، وتقلّد عدداً من المناصب الإدارية والتنفيذية: رئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة زيت الخليج العربي القابضة، ونائب الرئيس لعمليات النفط للمنطقة الشمالية، ونائب الرئيس لتطوير الأعمال الجديدة، ونائب الرئيس للكيماويات، ونائب الرئيس لتخطيط الشركة، ونائب الرئيس لأنظمة الطاقة.
المهندس خالد أحمد يوسف زينل علي رضا
المهندس خالد هو أحد رجال الأعمال الرواد في القطاع الخاص في المملكة. وهو شريك مؤسّس، ونائب رئيس مجلس الإدارة لمجموعة “زينل” للصناعات المحدودة، الشركة القابضة ذات الاستثمارات المشتركة مع شركات عالمية، في مجال البتروكيماويات والإنشاءات والخدمات والتجارة. حصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الصناعية والأبحاث في مجال التشغيل من جامعة كاليفورنيا، بيركلي في الولايات المتحدة.يشغل حاليــــاً مناصب: نائب رئيس مجلس الإدارة – شركة زينل للصناعات المحدودة .ورئيس مجلس الإدارة – شركة الكابلات السعودية.
ورئيس مجلس الإدارة – شركة اللجين. ورئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي – شركة حدادة المحدودة. ورئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي – شركة صفرا. ورئيس مجلس الإدارة – شركة نيبون السعودية العربية للكهرباء. ونائب رئيس مجلس الإدارة – شركة أيه إم أي المحدودة .
وعمل ســــــابقاً في مجلس إدارة هيئة المقاييس السعودية، وعضو مجلس إدارة ورئيس اللجنة الصناعية – الغرفة التجارية الصناعية في جدة.
وهوعضو المنتدى الاقتصادي العالمي ( World Economic Forum )جنيف – سويسرا وعضواً – منتدى أمير ويلز الاقتصادي لكبار رجال الأعمال. وعضو مجلس إدارة جامعة بركلي للجنة الوصاية.وعضو مجلس الأعمال الأمريكي السعودي.