حكاية اصرار نسجها الزمان
مجلة مال واعمال – النسخة الورقية – العدد 173 – لم اتخيل يوما ان يتحول الالم تحدي وان تصبح الدموع نسيجا لولادة امراة خارفة استطاعت تجاوز الصعاب ورسمت لنفسها طريقا مفروشا بالورود الشائكة نحو نجاحا يعلن عن ولادة امراة فولاذية قصة تطول فنورا السيد امراة جعلت عيوني حبيسة دموع الفخر والالم فما مرت به من تحديات يجعل من الصعب ان تصدق ان هذه القصة حقيقة بل هي قصة من قصص الف ليلة وليلة تقترب من الخيال.
دعونا نبحث في اصل الحكاية … حكاية نورا السيد التي اراها مثل فارسة تمتطي صهوة المجد، وقفت امام الصعاب لتتجاوز الصعاب وتحقق الانجاز تلو الانجاز.
أطلت علينا راعية المبادرات وداعمة المشاريع الصغيرة ومنصفة المظلوم تظهر قوة وتصميم تقهر الصعاب، تقدم دعمها للمرأة والطفل، وللمستضعفين..
جلسنا سويا لمدة طويلة وتناولنا اطراف الحديث حدثتنا عن حكايتها بدءا من فتاة في مقتبل العمر تفقد حبيبة قلبها وسندها بالحياة والدتها بعد رحلة حياة ملؤها الصعاب والمرض.
وعن ذلك تقول “كانت ماما مثلي الأعلى دائمًا تعلمت منها الكثير واخذت الكثير من صفاتها؛ ماما كانت فعلًا المرأة الفولاذية حاربت المرض سنين عديدة أذكر إصابتها بالسرطان منذ طفولتي اذكر كيف كانت تعود جلسة الكيماوي وتقاوم التعب والألم لتفتح صالونها باب رزقنا لم تتوانى لحظة عن التضحية بكل عمرها وصحتها لتؤمن لنا حياة كريمة؛ فقدانها كان بمثابة الوقُوف طيلة العُمر في مُنتصف غرفةٍ لا يُسمح لكَ فيها بالإستنادِ على أيِّ شيء.”
بعدها بدأت نورا السيد بتطوير نفسها فدرست فنون Permanent makeup التاتو والميكروبليدنج
الى جانب دراستها الجرافيك ديزاين التي عملت فيها لفترة قبل بدأها رحلة الإبداع والتميز في عالم البيرمننت ميكب.
تزوجت وأنجبت ابنتها البكر جنى ومن بعدها كرم وهنا بدأت رحلة تحدي وعذاب جديدة عند إصابة جنى بالسرطان في عمر السنتين و٨ شهور صدمة جعلتها تعتزل العالم لتنطوي فقط على ابنتها وعلاجها الذي استمر لعام ونصف تكلل بالمشاحنات والمشاكل الأسرية
عام ونصف من العلاج انتهى بأوجع النتائج.
فارقت جنى الحياة وفارقت نورا الكثير من بعدها ” احْتَرَقَت لِتنْبَثِقَ مِنَ اَلْرَمَادْ … أُسْطُورَةُ الْعَنْقَاءْ”
كانت وفاة ابنتها جنى تجديدًا لوجع فراق امها ولكن في هذه المرة ذلك الألم خلق إمرأة أصلب تحدت ورفضت واختارت طريقها بعد الإنفصال متمسكة بحضانة ابنها كرم وكانت له ولنفسها السند القوة والأمان
لتبدأ رحلة جديدة عنوانها التحدي والإبداع
طوّرت من عملها وأضافت لخبراتها السابقة دراسة البشرة والجلد وحصلت على شهادة خبيرة بشرة؛ تميزت في عملها في التاتو والميكروبليدنج وأصبح لها اسم ذو صدى professional Noora alsayed
نجاحها وتميزها في عملها لم يُنسها الجانب الإنساني شاركت في مبادرات العمل التطوعي ومبادرات تهدف لدعم المشاريع الصغيرة والسيدات وانشأت بالاشتراك مع ناشطة اجتماعية ايڤنت الإبداع والشهرة الذي استوحت اسمه من قصة حياتها فالابداع يستحق الشهرة
نورا السيد حكاية إصرار ونجاح لمثلها تنحني القامات احترامًا وترفع القبعات لدورها الإنساني التنويري فقد كانت دائمًا نعم الابنة ونعم الأم ونعم الأخت والصديقة والداعمة لكل من حولها.
- حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا باذن خطي تحت طائلة المسؤولية