أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة أن رواد الأعمال، من خلال الارتقاء بأفكارهم الجديدة والنيرة، يتخطون بلا أدنى شك جميع الحواجز والعوائق التي من الممكن أن يواجهها غيرهم من رجال الأعمال.
وأشار معاليه إلى أن هذا المفهوم يعد أمراً مألوفاً لكل شخص يعيش في ربوع دولة الإمارات الحبيبة. فأنتم تعملون وتعيشون في بلد يشجع بشكل طبيعي ويكرّم رواد الأعمال، ويدعمهم في مسعاهم لبلوغ الأهداف والنجاحات التي يصبون إلى تحقيقها.
جاء ذلك خلال افتتاح معاليه أمس مؤتمر رواد الأعمال المتميزين 2016 في فيستفال أرينا.
حضر الافتتاح الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الشيخ سلطان بن خليفة آل نهيان للأعمال الإنسانية والعلمية، وعدد من الشيوخ وكبار الشخصيات من جميع أنحاء المنطقة. وتشارك في المؤتمر مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة التابعة لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي بصفتها الشريك الاستراتيجي الحكومي للمؤتمر الذي يستمر على مدار يومين إذ أن المؤسسة هي الجهة المنوط بها تنمية قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وتطرق معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان خلال كلمته إلى الدور البارز والمهم في إنشاء جيل جديد من رواد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، وأثر ذلك على الاقتصاد بكل جوانبه في المنطقة ككل. كما ثمّن أهمية إقامة مثل هذه الأحداث البارزة من أجل تقديم كل الدعم للمشاريع التجارية الرائدة وتحفيز رواد الأعمال على الابتكار.
وأضاف قائلاً: »إن مؤتمر رواد الأعمال من شأنه أن ينير مخيلتكم ويحفزها على الإبداع ويزيد من ثقافتكم ويوسع خبراتكم وينشط ذكاءكم، علاوة على زيادة جاهزيتكم في تنفيذ مشاريعكم التجارية والتي تعتمد في الأساس عليكم أنتم في اتخاذ الخطوة الأولى«.
وتفقد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان والشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان عدداً من المشروعات التي يعرضها المبدعون ورواد الأعمال الإماراتيون في المعرض، وهو ما يتيح لهم فرصة فريدة من نوعها لعرض أفكارهم على أقرانهم من رواد الأعمال، وشباب قادة الإبداع، والمشرفين، والمدربين، والرعاة المحتملين.
تشجيع روح الابتكار
وقال عبد الباسط الجناحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة إن »ريادة الأعمال والابتكار بينهما روابط قوية، وإن تشجيع روح الابتكار والإبداع هو المحور الرئيسي لبرامج تنمية ريادة الأعمال. ولقد عملنا في المؤسسة على خلق نماذج تمكن شباب رواد الأعمال من الإقدام على اقتحام دورة النمو وتنمية قدرتهم على الابتكار واختبارها.
وذلك بإطلاق مبادرات مثل مسابقة شباب رواد الأعمال وأكاديمية دبي لريادة الأعمال ومركز حمدان للإبداع والابتكار. وفي هذا الإطار يتيح مؤتمر رواد الأعمال المتميزين الفرصة أمام المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحاصلة على عضوية مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة لعرض قصص نجاحها والاستفادة من خبرات رواد الأعمال في جميع أنحاء العالم«.
وقالت زينة الزهيري الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة نجاحي »هذا الحدث المهم اجتذب حوالي 2000 مشارك. ولم تكن استضافة مؤتمر رواد الأعمال المميزين مجرد طموح مهني لنا بقدر ما كان إنجازاً شخصياً. وكان هدفنا من هذا المؤتمر إيقاظ روح ريادة الأعمال في نفوس الجميع وإثبات أن تحقيق إنجازات رائعة لا يتطلب من الفرد إلا الثقة بقدراته واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق أهدافه.
وفي هذا الإطار نعمل في مؤسسة نجاحي على تعريف الناس باستراتيجيات مهمة يمكنهم استخدامها لتحقيق الاستقلال المادي والتحكم في مسيرتهم المستقبلية. ونأمل أن نسمع فيما بعد قصص نجاح، أبطالها من المشاركين في المؤتمر لنتعرف على المسيرة التي قد يقودهم إليها هذا المؤتمر«.
وكانت بعض المشاريع المعروضة في المؤتمر مطروحة من جانب رواد الأعمال المسجلين في مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة – الشريك الحكومي الاستراتيجي – كجزء من التزام مبادرة»نجاحي« بتشجيع وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات ومدها بما يلزمها من أدوات ومهارات للنجاح في مساعيها.
وعقبت زينة الزهيري بأن المؤتمر يدور حول مفهوم التعليم الترفيهي الذي يشمل مساهمة المشاركين في أنشطة متنوعة يتعلمون خلالها أفضل الممارسات من المشرفين المعروفين في هذا الإطار، مضيفة أنه »ثبت علمياً أن فاعلية التعليم تصل إلى مداها عندما تزيد جاذبيته وارتباط الناس به وهو ما حملنا على إشراك المشاركين في مجموعة متنوعة من الأنشطة؛ بحيث نضمن أن الدروس التي تعلموها تجد صدى لديهم«.
محو الأمية المالية
وألقى روبرت كيوساكي الذي حقق كتابه في مجال إدارة الأموال الشخصية أفضل مبيعات على مستوى العالم خطاباً تناولq فيه أهمية محو الأمية المالية وقدم للمشاركين وسائل تساعدهم على إدارة دخلهم بما يدر عليهم »دخلاً سلبياً«. وسلط كيوساكي الضوء على الفرق بين »الديون مؤكدة التحصيل« و»الديون المعدومة«، وعلى كيفية التغلب على التحديات، والفرص التي يمكن السعي وراءها.
العزيمة أهم من الذكاء
وعلى هامش الحدث، التقى »البيان الاقتصادي«، أندرو ماثيوز المحاضِر الدولي ومؤلف مجموعة من الكتب الأكثر مبيعاً في العالم والذي تجاوز عدد من حضروا ندواته ومحاضراته المليون شخص وترجمت كتبه إلى 42 لغة، وتجاوز عدد النسخ المباعة 5 ملايين في 60 دولة.
سألناه عن الأسلوب الأمثل لترسيخ ثقافة ريادة الأعمال بين الشباب في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، أجاب: يجب أن يتعلم الشباب الصبر والعزيمة. فالأفراد الذين يتمتعون بهذه السمة ينعمون بالسعادة، ولا ننسى أن قوة العزيمة أهم من حدة الذكاء.
وقد وصلت آخر الأبحاث إلى النتائج التالية: المهندسون السعداء والمديرون السعداء يحلون المشكلات بشكل أسرع بنسبة 20%، الجراحون السعداء يرتكبون أخطاء أقل 20%، ممثلو المبيعات السعداء يحققون بيعاً بزيادة 56% في خدمات التأمين أو العطور أو الغرف الفندقية أو طائرات الهليكوبتر، العمال السعداء يحصلون على عطلات مرضية أقل.
والشركات السعيدة تقضي وقتاً أقل وتنفق أموالاً أقل، كل ذلك يعني أن الشركات السعيدة تحقق أرباحاً أعلى.
ووجه أندرو ماثيوز نصيحة لأصحاب المشروعات قائلاً: قم بتوظيف رئيس تنفيذي ومديرين يتمتعون بالسعادة. فإذا شعر الأفراد الأساسيون لديك بالحماس، يمكنك بناء شركة سعيدة. وإذا شعر المديرون باليأس، فستموت غرقاً! عليك تقدير الجهود والإنجازات. فعندما يشعر الموظف بتقديرك ودعمك له، فسيزداد سعادة وإنجازاً.
تحفيز
يجمع المؤتمر في عامه الثالث والعشرين باقة من ألمع رواد الأعمال المتميزين والشخصيات المؤثرة التي تهدف إلى تحفيز المشاركين وتشجيعهم على تحقيق أحلامهم. ويوفر المؤتمر مجموعة من المتحدثين من مختلف المشارب يمدون المشاركين بالوسائل والرؤى الأساسية الشاملة المطلوبة لإنجاح أي عمل من الأعمال. ويتيح المؤتمر فرصة التعلم من تجارب نخبة من أصحاب الإنجازات حول العالم .
المصدر : https://wp.me/p70vFa-gCW