مجلة مال واعمال

نهيان: الإمارات تسعى لتكون مركزاً عالمياً للتجارة

-

35

قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إن انعقاد المؤتمر العربي الدولي للمحاسبة والذي بدأ أعماله تحت عنوان «المحاسبة كأداة لاتخاذ القرار الاقتصادي» على أرض الإمارات، إنما يجيء متراسلاً تماماً، مع التوجيهات الحكيمة، لصاحب السمو الوالد، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ـ أعزه الله، ومتعه بموفور الصحة والعافية ـ في أن تكون دولة الإمارات وبحق، مركزاً عالمياً مرموقاً، للتجارة والاستثمار، بما يتطلبه ذلك، من توفير البيئة الملائمة والناجحة، التي تشجع على التنافس، وتحث على الإبداع والابتكار، وتحوز في الوقت نفسه، ثقة الفرد، والمجتمع، بل والعالم كله.

وأشار معاليه في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر إلى أن جهود وتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تنصب على تأسيس بيئة مالية واقتصادية ناجحة تقوم على مبادئ الشفافية والتنافسية وتحمل المسؤولية عن طريق تحقيق التنمية الشاملة.

وأعرب معاليه عن سعادته لحضور وقائع افتتاح هذا المؤتمر العربي الدولي، في مجال المحاسبة والمراجعة، وتقديره لما يمثله المؤتمر، بمحاوره وموضوعاته والمتحدثين فيه، من التزام قوي، لدى المجمع الدولي العربي، للمحاسبين القانونيين، ولدى جمعية المحاسبين ومدققي الحسابات، في الإمارات قائلاً إنه التزام قوي، بالعمل الجاد، في سبيل التطوير الدائم والمستمر، لمهنة المحاسبة، في المنطقة العربية، بما يسهم بعون الله، في ترشيد القرار الاقتصادي، على مختلف المستويات، بل وأيضاً، في دعم مسيرة التقدم والتنمية، في المنطقة، وفي الانفتاح على العالم، والإسهام الجاد والفاعل، في نظامه الاقتصادي، بثقة، وشفافية، وكفاءة.

أربع أفكار

وطرح معاليه خلال المؤتمر الذي يقام برعاية مجموعة طلال أبو غزالة والشركة الإسلامية للتمويل «آفاق» والمعهد العربي للمحاسبين القانونيين، أربع أفكار أساسية ذات ارتباط هام بموضوع المؤتمر وهي أولاً أننا نعيش اليوم، في عالم مفتوح، تتشابك فيه الجوانب الاقتصادية، والتقنية، والسياسية، والقانونية ـ عالم، يتسم بشكل متزايد، بضرورة تطوير النظم، والإجراءات، في كل دولة، وفي كل تجمع إقليمي، كي يكون لكل منهما، سمعة طيبة، في دوائر الاقتصاد والمال، وعلى كافة المستويات. إن العالم من حولنا، يتسم بتغيرات وتطورات سريعة ومتلاحقة، تتأكد معها، الحاجة الماسة، لوجود مصادر للقوة والاستقرار، في مسيرة مجتمعاته ـ ومهنة المحاسبة، من وجهة نظري، هي أحد هذه المصادر المهمة، التي تمكن المجتمع، من التعامل مع هذه التغيرات والتطورات، بثقة ونجاح، وهو ما يضع على عاتقكم، واجباً ومسؤولية، في تشكيل حاضر ومستقبل هذه المنطقة.

وأضاف: «أرى أن مؤتمركم هذا، فرصة سانحة، تناقشون فيها أدواركم، في تحقيق الكفاءة والفاعلية، في النظم المالية بالمنطقة، والحفاظ على قدرة كافة مؤسسات المجتمع، على أداء الوظائف المقررة لها، بل ودوركم كذلك، في تحقيق التنسيق والتكامل، في مجالات التجارة والاستثمار والتنمية، عبر كافة دول المنطقة».

استقطاب المواهب

وحول الفكرة الثانية قال معاليه إن مهنة المحاسبة، تتطلب نزاهةً مطلقة، وشفافيةً كاملة، واستقلاليةً تامة، إلى جانب الأخذ بمعايير ومستويات ومتطلبات الترخيص، تكون واضحةً ومحددة، بالإضافة إلى الالتزام التام، بأخلاقيات المهنة، وسلوكها القويم، لافتاً إلى أن نجاح مهنة المحاسبة في بلادنا، يتطلب كذلك استقطاب نوعيات متميزة، لممارسة هذه المهنة، والاهتمام بالتعليم المحاسبي، والتدريب المستمر، على نحو يجعل المحاسبين، في منطقتنا العربية، قادرين تماماً، على الإبداع والابتكار، حريصين كل الحرص، على بناء الثقة في عملهم، لدى الفرد والمجتمع، وعلى حد سواء.

العمل الدؤوب

وحول الفكرة الثالثة أشار معاليه إلى أن تحقيق التميز، في مهنة المحاسبة، في المنطقة العربية، لا يحدث بشكل تلقائي، بل يتطلب العمل الدؤوب والمستمر، من أجل تحقيق التوافق، بين متطلبات التنمية المهنية، لكل محاسب من جانب، وتوقعات واحتياجات المجتمع من جانب آخر، وكذلك، مواكبة متطلبات التعاون، والتنسيق الإقليمي، من جانب ثالث، إضافةً إلى الأهمية القصوى، في مراعاة المستويات العالمية الرفيعة، لممارسة المهنة، من جانب رابع.

توحيد شروط المهنة

وحول الفكرة الرابعة والأخيرة أوضح معاليه أهمية توحيد وتقريب، شروط ممارسة مهنة المحاسبة، في العالم العربي بهدف تحقيق التعاون المطلوب، والتكامل المنشود، في قطاع المال والأعمال في المنطقة، والإسهام في تأسيس بيئة مالية ناجحة، سواءً على مستوى كل دولة، أو على مستوى المنطقة كلها.

وذكر معاليه الحضور بأن نجاحهم في هذا المؤتمر، إنما هو رهن، بما يحققونه من نتائج، تدعم مهنة المحاسبة والمراجعة في المنطقة، بل وأيضاً، في العلاقات والشراكات، التي تنشأ هنا، وتستمر، بعد انتهاء المؤتمر، في سبيل أن ترقى وتتميز مهنة المحاسبة والمراجعة، في المنطقة بأسرها.

مكانة محورية

قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: «إنني آمل، من خلال وجودكم في أبوظبي، أن تتأكد لديكم أيضاً، المكانة المحورية، لهذه المدينة الناهضة، في المنطقة والعالم، وذلك بفضل جهود وتوجيهات، الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يحرص كل الحرص، على تأسيس بيئة مالية واقتصادية ناجحة، تقوم على مبادئ الشفافية، والتنافسية، وتحمل المسؤولية، وذلك على طريق تحقيق التنمية، بمفهومها الشامل، والتي هي في واقع الأمر، مستقبل هذا الوطن العزيز».

طلال أبو غزالة: المحاسبة شريان حياة أي مؤسسة

أكد الدكتور طلال أبو غزالة رئيس المجمع العربي للمحاسبين القانونيين رئيس المؤتمر، أن المحاسبة هي شريان الحياة لأي مؤسسة وأنه بدون نظام إفصاح صحيح لا يمكن اتخاذ قرارات اقتصادية صحيحة.

وأشار خلال المؤتمر الى أن دراسات الجدوى الاقتصادية والجدوى المالية أصبحت هامة لغرض اتخاذ القرارات لتحسين الإنتاجية والتنافسية والربحية، وبالتالي فإن المحاسبة كانت القاعدة التي تبنى عليها هذه الدراسات، لافتاً إلى أن الإدارة المحاسبية الصحيحة تساهم في تخطيط وتطوير السلوك الاقتصادي وفي مساعدة الإدارة على التخطيط والرقابة.

أداة هامة

وأوضح ان البيانات المالية الصحيحة والجيدة وذات الدلالة هي أداة هامة في اتخاذ قرارات الاستثمار في المشاريع وفي خلق بيئة استثمارية صالحة. مشيرا الى أن إمكانية الاعتماد على البيانات الحسابية والأنظمة الحسابية وتقارير الإبلاغ الشفافة هي أمر أساسي لغرض استقطاب الأموال في أسواق المال وفي الاستثمار في المشاريع وفي تداول الأموال عبر الدول.

وذكر أبو غزالة أن معايير المحاسبة الدولية تلغي الفروقات في إعداد البيانات المالية، وتجعل المقارنة والتحليل أكثر دلالة. لافتا الى أن تطبيق معايير محاسبة دولية معتمدة يساعد الشركات العابرة للقارات في أن تجهز بيانات مالية موحدة لكافة نشاطاتها في العالم. وأكد أن المبادرة والتطوير في الأعمال هم في قلب التطور والنمو الاقتصادي وأن المبادرين ورواد الأعمال بحاجة الى بيانات مالية تظهر أوضاع الشركات وإلى تقييم مالي للبدائل التي يمكن اختيارها في عملية اتخاذ القرار في المصاريف الرأسمالية وفي التسعير وفي الشراء وفي غير ذلك.

وأوضح ان الجمعيات المحاسبية الرائدة في العالم تخرج الكفاءات في مجال تدقيق الحسابات بحيث تتأكد الدول وصانعو القرار في الدولة وفي الاقتصاد من صحة البيانات التي تصدرها المؤسسات. ونعتز بأن المجمع العربي الدولي للمحاسبين القانونيين يمارس هذا الدور على مستوى المنطقة والعالم حاليا ومنذ عام 1984.

وأضاف أن العهد الذي كانت فيه الدول الاستعمارية تستطيع فيه ان تفرض منتجاتها على الأسواق المستعمرة بالأسعار التي تريدها وبغض النظر عن قيمة وإنصاف أسعار تلك المنتجات قد ولى. وبالتالي زادت الحاجة الى المحاسبة كأداة لمواجهة التنافسية.