نظرية “طبق الفول”

مقالات
14 أبريل 2019آخر تحديث : منذ 6 سنوات
نظرية “طبق الفول”

 بقلم : د. ماهر الحوراني

د ماهر بالكرافة - مجلة مال واعمال

الفول نبات مفيد فيه الكثير من البروتينات والفيتامينات …ولكن – الفول المدمس – كما يسميه اشقاؤنا المصريون له فائدة اخرى تسمى نظرية طبق الفول ،تكاد ان تلامس معظم جوانب حياتنا وخصوصا المهنية منها ..ولو تم تطبيقها فعليا في الكثير من القطاعات وفي اسس التعامل لتمكنا من الوصول الى الكثير من النزاهة والشفافية ومحاربة بدايات الفساد.

والقصة كما كتبها الراحل الكبير مصطفی أمين في صورة حكاية معبرة عن الاقتصادي الكبير طلعت حرب ان الاخير كان يثق ثقة عمياء بأحد الشباب وأسند إليه مناصب كثيرة في شركات بنك مصر.

وكان “حرب ” قد تعود يوميا ان يتناول طبق فول مدمس من مطعم  “التابعي”  مقابل مكاتب شركاته ثم يذهب بعدها الى العمل …وذات يوم مرض طلعت حرب وذهب هذا الشاب لزيارته وتوقيع عدد من المعاملات الضرورية منه، فطلب “حرب ” منه أن يحضر له في الصباح طبق فول من مطعم “التابعي” عندما يحضر لتوقيع الكتب والمعاملات ، ونسي الشاب هذا الموضوع. وفي الصباح التالي زارالشاب طلعت حرب، فقال له: هل نسيت طبق الفول؟ فقال الشاب أنه ذهب إلى مطعم “التابعی” فوجده مغلقا لوفاة أخيه، وسكت طلعت حرب، وبعد قليل استقل سيارة وذهب إلى مطعم التابعی فوجد المحل مفتوحا وقال للحاج التابعي «البقية في حياتك» ودهش التابعي إذ لم تحدث الوفاة، وتوجه طلعت حرب فورا إلى مكتبه في بنك مصر وأصدر قرارا بفصل الشاب من جميع مناصبه..

وسأل مصطفى أمين طلعت حرب: هل يساوی طبق الفول كل هذا العقاب الشديد؟ قال نعم، أن الرجل الذي يكذب على في طبق فول مدمس سوف يكذب على في مليون جنيه. ان هذه وظائف ثقة، ومادام فقد ثقتى فهو لا يصلح للعمل معي..

كان طلعت حرب يقول: كل ناجح نحاول أن نحطمه، ولو أن معاولنا تستخدم في البناء لكان لنا في كل قرية مصنع. انه لم يتول عملا إلا وضع فيه النظام والدقة والنزاهة والثقة.

ترى .. كم نحن اليوم بحاجة إلى تطبيق «نظرية طبق الفول» التي ابتكرها طلعت حرب باشا ….!؟.

 يقول توماس كارليل: إن تاريخ العالم ليس إلا سيرة الرجال العظماء. وايضا …هناك حكمة تقول: لا مستحيل مع الصدق والإيمان، اجتز أعالي الجبال، وأعل فوق التلال، فلا وعر يصدك ولا شاهق يمنعك.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.