مجله مال واعمال – الاردن
يعتبر العقم حدث جلل في حياة الأزواج وفي محيطهم الاجتماعي اذ يترافق مع الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية حتى العضوية.
تختلف حدة هذه المشكلات باختلاف المجتمعات جغرافيا واقتصاديا ودينيا ومن حيث الجنس ذكرا كان ام انثى.
ومن الإشكالات النفسية والاجتماعية التي قد تترافق مع حالات العقم:
_الاضراب النفسي السلوكي، صعوبة السيطرة على النفس في بعض المواقف، ردود الفعل العاطفية مثل (الخوف والقلق والشعور بالوحدة والشعور بالذنب واحزن والاكتاب والشعور بالندم)
وفي حال البدء بالعلاج تتراوح ردود الفعل بين الخوف من الفشل والقلق والتعب النفسي والجسدي والحز والاكتئاب واليأس
نظرة مجتمعية: في حين ان الكثير من افراد المجتمع أصبحوا أكثر انفتاحا وتطورا نرى العديد من الأشخاص ترافقهم نظرات متخلفة تزيد من المعاناة النفسية للأسر التي تعاني أصلا من الضغوطات النفسية.
وللأسف الشديد فغالبية القطاع الطبي يتعامل مع العقم على انه قضية طبية حيوية مع اغفال الاهتمام بالجوانب العقلية والنفسية والعاطفية والاجتماعية والثقافية رغم تأثيرها المدمر على صحة الفرد النفسية وعلى الاسرة وعلى رفاهية ونمط حياة الأزواج.
يعاني أكثر من 85 مليون شخص حول العالم من هذه المشكلة.
تزداد حدة هذه المشاكل في عالمنا العربي وذلك اسباب اجتماعية وموروث ثقافي يعزو عدم القدرة على الانجاب للمرأة دون الرجل مما يلقي عليها عبئا مضاعفا وأثرا نفسيا مدمرا من الإحساس بالعجز والاحساس بالدونية في مجتمع من شروط اثبات المرأة نفسها فيه ان تكون ولودة، بالرغم من ان 40% من أسباب العقم مرتبطة بالرجل و40% بالمرأة و20%بكليهما الا ان المرأة غالبا ما تحمل اللوم على عدم الانجاب او الاسقاط المتكرر.
في دراسات عالمية قدرت المعدل الإجمالي للمشاكل النفسية المرتبطة بالعقم بنسب تتراوح بين 20%-60% من الأزواج وهي ناجمة عن الكثير من العوامل المعقدة مثل الجنس ومدته العقم وطرق علاجه والثقافة المجتمعية والتدين.
يعتبر الانجاب في الثقافات الشرقية وخصوصا العربية من القيم العليا المتعلقة بالاستقرار الاسري وتجنب العواقب النفسية للأسرة بشكل عام وللمرأة بشكل خاص والصحة النفسية والعقلية وذلك تحقيقا لمراد المرأة في الانخراط في الحياة الاجتماعية دون ضيق نفسي.
في المقابل العلاجي، فالتطور الهائل في تقنيات المساعدة على الانجاب كان بمثابة سيف ذو حدين مما تسبب به من مخاوف عقلية واجتماعية واخلاقية ومالية ومن تصادم بعض أمور هذه التقنيات مع الدين والموروث الثقافي المجتمعي.
مما يؤسف له عدم اجراء دراسات مفصلة عن العواقب النفسية للعقم وعن المشاكل النفسية في حال العلاج مثل (عدم الرضى عن استخدام الحقن الهرمونية والرض النفسي في حال فشل محاولة التلقيح الصناعي وعدم الارتياح في المجتمعات التي فيها أطفال واليأس والحزن في حال الفشل او تكرره والقلق اثناء عملية العلاج والنتيجة الغير مضمونة والشعور بالندم والدونية في حال رؤية قرينات لها مع اطفالهن وعدم القدرة على تحمل تكاليف علاج العقم وادويته الباهظة الثمن).
غالبا ما يكون العقم صراعا صامتا للمرضى الذين يكافحون من اجل الحمل اذ يبقون على مشاعرهم من الاكتئاب والقلق والعزلة وفقدان السيطرة طي الكتمان وبالرغم من انتشار العقم فان غالبية المصابات بالعقم لا يشاركن مشاعرهن مع العائلة او الأصدقاء مما يزيد في ضعفهن النفسي ويمكن ان تؤدي المشاعر المكبوتة الى الشعور بالنقص او الاكتئاب وتدني احترام الذات مما يؤدي الى اختلاف نمط الحياة عن المعتاد والأشخاص الذين يخضعون للعلاج للإنجاب معرضون بشكل كبير للإصابة باضطرابات نفسية او سلوكية فمن المهم إيلاء صحتهم النفسية بالعلاج الوظيفي السلوكي وتقبل الأمور لحمايتهم من تفاقم الاضطرابات النفسية .
الدكتور محمد الشروف استشاري النسائية والتوليد ومعالجة العقم وأطفال الانابيب.