كشفت شركة أسترالية ناشئة عن نظام معلومات جديد يجعل رحلة المنتج الزراعي من المزرعة إلى المستهلك النهائي عملية رقمية كاملة، وذلك باستخدام تقنية «سلاسل الكتل».
وأفادت شركة «إجري ديجيتال»، بأنها تستهدف الربط بين 68 ألفاً و681 مؤسسة زراعية في أستراليا، يعمل بها 1.6 مليون شخص، مشيرة إلى أن سلسلة التوريد في الرحلة من «المزرعة الى الطبق» في نظام رقمي تقني موحد، يرفع كفاءة سلسلة التوريد بكل حلقاتها، ويخفض الكلفة، ويضمن وصول المنتجات للمستهلكين النهائيين بأسعار أقل، وفي وقت أقل، وبفاقد أقل، مع دمج النظم المحاسبية لكل حلقات التوريد في سلسلة تكاليف وحسابات واحدة، تحقق الشفافية والسرعة والعدالة للجميع.
وذكرت الشركة، وفقاً لشبكة «زد دي نت» المتخصصة في تقنية المعلومات، أنه في كل الأحوال يحافظ النظام الجديد على أعلى قدر من الخصوصية والتأمين للبيانات، والانتقال السلس الى نظام «التمويل اللحظي» الذي يستفيد منه المزارع والموزع والقائم على التعبئة والتخزين وخلافه.
«سلاسل الكتل»
وأوضحت «إجري ديجيتال» أن تقنية «سلاسل الكتل» يقصد بها التقنية التي تحقق الترتيب التلقائي والتنسيق والتزامن في إدارة وتشغيل أنظمة الحاسبات والبرمجيات ونظم المعلومات والبرامج الوسيطة والخدمات في سياق موحد موجه للخدمة، فضلاً عن المحاكاة الافتراضية، والبنية التحتية المتقاربة، ومراكز البيانات الديناميكية، من خلال سير العمل الآلي، وإدارة الحسابات، وإدارة التغيير. وأضافت أن «سلاسل الكتل» تحتفظ بقائمة من السجلات المستمرة النمو بلا انقطاع، والمؤمّنة ضد العبث والمراجعة، لافتة إلى أن المصرفيين والمحاسبين العاملين في القطاع المالي يصفون تلك التقنية بأنها أشبه بـ«دفتر أستاذ الكتروني عام مفتوح»، تتشارك فيه أطراف عديدة منفصلة في بياناتها ومعاملاتها.
تجربة
وبينت مديرة المشروعات الاستراتيجية في «إجري ديجيتال»، برايدي أولسون، أن الشركة التي تأسست في عام 2015 من قبل مجموعة من المزارعين، بدأت أعمالها بمشروع تجريبي تم تطبيقه في صناعة الحبوب الأسترالية، لإدارة سلاسل التوريد بالاشتراك مع مؤسسة تدعى مجموعة «سي بي إتش»، وهي مؤسسة تعاونية تبيع الحبوب في منطقة غرب أستراليا.
وقالت إنه تم في التجربة تطبيق تقنية «سلاسل الكتل» على النظم المحاسبية العاملة بالبروتوكول المحاسبي المعروف باسم «دفتر الأستاذ الموزع النصاب القانوني لجورج مورغان»، مشيرة إلى أن «سي بي إتش» مهتمة باستخدام سلاسل الكتل في تحسين العمليات، ودعم المزارعين وسلاسل التوريد. وأضافت أولسون: «كنا نبحث كيف يمكننا أخذ مجموعة من منتج كالشوفان العضوي من المزرعة، وصولاً إلى المستهلك بالتجزئة، والتقاط تلك البيانات وتخزينها بطريقة ثابتة وقابلة للتحقق بشكل كامل وشفافة للمشاركين، وبهذه الطريقة، فإنه بمجرد وصول المنتج للمستهلك النهائي، يمكنه الاطلاع على الأصل الرقمي للمنتج، ومعرفة كل معلومات المصدر والإنتاج والمعالجة بالكامل».
نتائج
وبحسب أولسون فإن أولى النتائج التي حققتها التجربة، أنها ساعدت العاملين في سلاسل التوريد على مواجهة اثنين من التحديات الرئيسة التي ابتليت بها صناعة الحبوب والمزارعون على مستوى العالم منذ وقت طويل، وهما مطابقة نقل ملكية الأصول من الحبوب إلى الدفع، ومعرفة مصدر سلسلة التوريد وتتبّعها.
وأوضحت أنه بدلاً من تسليم أجزاء من الورق بين المشاركين على طول سلسلة الإمداد، ونقلها في الموقع بين الحسابات، تقوم سلاسل الكتل بهذا الأمر بسهولة عبر الرمز المميز لكل وحدة متداولة في سلسلة التوريد، ما يعني أن كل شخص يحتاج إلى رؤية هذه المعلومات يمكن أن يراها ويثق بها، وهذا مكمن القيمة أو الحل الذي تقدمه سلاسل الكتل، لأنه في سلسلة التوريد يوجد العديد من الأطراف، لكل منها اهتمامات مختلفة تماماً، وغالباً ما تتنافس، وتحتاج إلى الوصول إلى مجموعة مشتركة من البيانات حول مادة عرض مشتركة تنتقل بينها جميعاً، وهذا تحديداً ما تحققه «سلاسل الكتل».
وتابعت أولسون: «في الوقت الحالي، كل ما يمكننا الاعتماد عليه هو ما يخبرنا به الشخص عن صفقة في سلسلة إمداد، ومن ثم لا يمكننا مثلاً أن ننظر إلى كيس من الأرز ونقول: (حسناً أيها الأرز.. قل لي كل التفاصيل الخاصة بك)، فإن هذا لا يحدث، لكن كل ما هو متاح أن هناك بعض المعلومات على ملصق بالعبوة، ونحن مجبرون على أن نثق بأن من وضع هذا الملصق يخبرنا بالشيء الصحيح».
غير أنها أفادت بأنه «في حالة (سلاسل الكتل)، يمكننا جني أرز رقمي يمكن أن يتحدث إلينا، ويمكنه مشاركة تاريخه ومعلوماته، بما يجعل سلسلة القيمة شفافة وموثوق بها، ويوفر مجموعة كاملة من الفرص للمشاركين بطول سلسلة التوريد».