spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةسيدات أعمالنسرين عطاري... عندما يتحدث المعمار بلغة الروح والفن

نسرين عطاري… عندما يتحدث المعمار بلغة الروح والفن

“”في عالم تتقاطع فيه الخطوط الهندسية مع مشاعر الإنسان، وتتمازج فيه الوظيفة مع الجمال، تقف المهندسة نسرين عطاري كواحدة من أبرز الأسماء التي تجسّد هذا الانصهار الخلّاق بين العمارة والفن، بين التكوين الخارجي والبعد الداخلي للإنسان والمكان.

منذ حصولها على بكالوريوس في هندسة العمارة من الجامعة الأردنية عام 1998، لم تكن نسرين مجرد مهندسة تسعى لإقامة مبانٍ، بل كانت وما تزال مؤمنة بأن كل مساحة يمكن أن تتحول إلى تجربة حسية وفكرية، وأن التصميم ليس حرفة فحسب، بل رسالة، وحوار مفتوح مع الإنسان والبيئة والهوية.

فكر يتجاوز الجدران
مسيرتها المهنية تتوزع بين الممارسة الهندسية المحترفة والتعليم الأكاديمي، حيث عملت كمحاضرة في كلية العمارة والفنون في الجامعة الأردنية وجامعة البتراء، تنقل إلى طلابها شغفها بالتفكير التصميمي والرؤية الفنية المتكاملة، وتزرع فيهم القناعة بأن المعمار الحقيقي لا يكتفي بالوظيفة بل يخلق أثراً يمتد في الوجدان.

إبداع نسرين لا يعرف حدوداً، فهي الشريكة والمهندسة المعمارية الرئيسية في NAD Studio، الذي يشكل المنصة الأساسية التي تعبّر من خلالها عن رؤيتها في التصميم المعماري والداخلي كلغة بصرية تنبض بالحياة والهوية. كما أنها شريكة مؤسسة في شركة Hype، التي تُعنى بتصميم وتنفيذ الأعمال الفنية والتركيبية التي تلامس المشاعر وتحفّز الفكر.

رؤية فنية وإنسانية متكاملة
اهتمام نسرين لا يقتصر على الحجر والضوء، بل يتعمق في فهم الإنسان والمحيط، ما دفعها إلى دراسة العلاج الكلي في عام 2013، إدراكاً منها أن التصميم لا يمكن فصله عن النفس البشرية، وأن المساحة التي يعيش فيها الإنسان تؤثر عليه بقدر ما يعبر عنها.
هذا الوعي العميق قادها لتكون وراء مشروعين وطنيين بارزين في الأردن: المشروع الأول هو “المئوية صرح ومتحف لتخليد مئة عام على تأسيس الدولة الأردنية الهاشمية”، يحتفي بتاريخ الدولة بأسلوب بصري معاصر ومُفعم بالرمزية.
أما المشروع الثاني فهو تصميم “جداريات فنية في نهاية الممارس التاريخي داخل متحف التاريخ”، الاحتفاء وتخليد قوات حفظ السلام الأردنية، وتم تنفيذ هذا المشروع باستخدام الفم بأسلوب يربط بين الفراغات والفن البصري برؤية معمارية متكاملة، بناءً على رؤية شاملة تتحدث عن الهوية كتجربة حسية تجسد رؤية جلالة الملك عبد الله بن الحسين حفظه الله ورعاه.

الأنثى التي رفعت العمارة إلى مستوى البصيرة
في ساحةٍ كثيرًا ما غلب عليها الحضور الذكوري، دخلت نسرين دون أن تُشهر سلاح التحدي، بل حملت رؤية ناعمة لكنها راسخة، جعلتها صوتًا نسائيًا مميزًا داخل لجنة التصميم الداخلي في نقابة المهندسين الأردنيين، ومصدر إلهام لكل من يرى أن الفن والمعمار لا يخضعان لجنس، بل لفكرة… وشعور… ورسالة.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة

error: المحتوى محمي