غير أن تلك النسخة الموجودة في متحف مدريد رسمت في مرسم دافنشي في فلورنسا، ومن المحتمل أن تكون قد رسمت في نفس الوقت الذي رسم فيه دافنشي للوحة الأصلية. وهذه النسخة موجودة في أسبانيا منذ عام 1666 على الأقل عندما جرى تسجيلها للمرة الأولى.
وجرى عرض اللوحة من حين لاخر على حوائط « برادو» طيلة أعوام دون أن يعيرها احد اهتماما خاصا، حتى بدأ المتحف يجري عملية ترميم لها قبل أن يعيرها لمتحف اللوفر في باريس حيث تعرض رائعة دافنشي « الجيوكندا» الحقيقية. وعندما فحص خبراء الترميم اللوحة بالأشعة السينية وتقنيات أخرى أعلنوا عن اكتشافهم المذهل. لقد أضيفت الخلفية السوداء للوحة في القرن الثامن عشر لتغطي منظرا طبيعيا لإقليم توسكانيا، مطابقا لخلفية لوحة دافنشي الأصلية.
والإطار الخشبي الذي يحيط بنسيج الكنفا تبين أنه من خشب الجوز، وهو من أشجار حوض البحر المتوسط وليس البلوط كما كان يعتقد.
كان تصنيف خشب الإطار على أنه من البلوط، ضلل الخبراء مما دفعهم ينسبون النسخة الى فنان فلمنكي أو هولندي.
وكرر الرسام الذي أبدع النسخة نفس التصحيحات التي قام بها دافنشي، ما يؤكد أنه كان يعمل بجوار الأستاذ نفسه.
ويعتقد خبراء متحف « برادو» أن الفنان الذي رسم النسخة هو فرانشيسكو ملزي، وهو فنان تعود جذوره لأصول ارستقراطية في ميلانو لكنه كان معدما، وكان واحدا من أقرب التلاميذ لدافنشي.
والنسخة لم يستخدم فيها الأسلوب الفني المفضل لدى دافنشي «سفوماتو» والذي يخلق تنقلا ناعما بين الألوان بحيث لاتظهر الخطوط المحيطية بشكل بارز. كما أن النسخة حظيت بعناية أكبر من اللوحة الاصلية الموجودة في اللوفر.
وقال ميجيل فالومير مدير القسم الإيطالي في متحف « برادو» خلال مؤتمر صحفي :» اللوحة تدعونا للنظر إلى العمل الاصلي بعيون مختلفة تماما».
يعتقد أن الجيوكندا، المعروفة باسم موناليزا، تصور ليزا جيراديني وهي زوجة فرنشيسكو ديل جيوكندو وهو تاجر ثري من فلورنسا.
تبدو ليزا جيراديني في لوحة دافنشي المعروضة في اللوفر وقد بلغت الثلاثين من عمرها على الأقل، لكن النسخة توحي بأن ذلك يرجع لتدهور حالة اللوحة الأصلية.
وتظهر النسخة أيضا بعض التفاصيل مثل حاجبي موناليزا، ونقوشا وبعض الثنيات في فستانها. وقال جابرييل فينالدي نائب مدير متحف برادو المسؤول عن عمليات الترميم والتحقق:» ليس من السهل الوقوف على سر تغطية الخلفية(في النسخة) باللون الاسود..قد يكون الامر متعلقا بالاتجاهات الفنية التي كانت شائعة في ذلك الوقت».
ويحيط الغموض بالسبب وراء قيام دافنشي بالسماح لأحد تلاميذه بنسخ اللوحة الخاصة بموناليزا بينما كان يقوم برسمها.
ومن المقرر عرض «موناليزا متحف برادو» التي لا تزال قيد الترميم، رسميا في الحادي والعشرين من شباط الجاري.
غير أن معرض اللوفر، الذي من المقرر ان يستمر خلال الفترة من آذار وحتى حزيران، لن يعرض النسخة (توأم موناليزا،) بجوار اللوحة الأصلية التي لا يمكن نقلها الى غرفة اخرى.