أكد سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أن دبي لا تواجه أية مشكلة في توفير احتياجاتها من الغاز الطبيعي.
وقال الطاير في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» أمس، على هامش مشاركة الهيئة في أسبوع أبوظبي للاستدامة 2018 بمركز أبوظبي الوطني للمعارض «احتياجات دبي من الغاز الطبيعي مؤمنة بشكل كبير». وذكر الطاير أن هذه الاحتياجات يتم تلبيتها من عقود طويلة الأجل مع شركة دولفين للطاقة وأيضاً مع حكومة أبوظبي ممثلة في شركة بترول أبوظبي الوطنية.
وأوضح الطاير أن هيئة كهرباء ومياه دبي تشتري كميات الغاز الطبيعي التي تحتاجها في تشغيل محطاتها من هيئة دبي للتجهيزات المسؤولة عن توفير الغاز لإمارة دبي.
وطبقاً لأحدث إحصائيات شركة دولفين للطاقة فإن خط غاز دولفين يضخ يومياً نحو ملياري قدم من الغاز (1.924 مليار قدم مكعب يومياً) إلى الإمارات وسلطنة عمان، وتتوزع حصة الإمارات على إمارة أبوظبي ممثلة بشركة أبوظبي للماء والكهرباء، حيث يصل نصيبها 994 مليون قدم مكعبة معيارية يومياً، فيما تبلغ حصة دبي ممثلة في هيئة دبي للتجهيزات 730 مليون قدم مكعبة معيارية يومياً، وحصة سلطنة عمان ممثلة في شركة النفط العمانية إلى 200 مليون قدم مكعبة معيارية يومياً.
تخزين
وقال الطاير: استراتيجيتنا تستهدف تقليص اعتمادنا على الغاز الطبيعي من 100% إلى 60% بحلول 2030 وذلك عن طريق تنوع مصادر إنتاج الطاقة، وننفذ حالياً مشاريع ضخمة في الطاقة الشمسية ممثلة في مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بتقنيات متنوعة ومتطورة، كما ندرس مشروعاً للتخزين الكهرومائي في البحر بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف: أمن الطاقة لدينا أهم شيء في الوقت الحالي كما تركز عليه استراتيجيتنا بشكل كبير، ودبي بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تؤكد عدم الاعتماد على مصدر واحد للطاقة، لأنه لو تعطلت خطوط الغاز لأي سبب مثل حريق أو غيره سيسبب مشكلة كبيرة، وهنا فإن الاعتماد على مصدر واحد غير مقبول، وعملنا في استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 بأن تكون حصة الطاقة النظيفة والمتجددة من الطاقة الكلية بكافة أنواعها 75% وركزنا على تنوع مصادر الطاقة.
وأكد الطاير أن مشاريع الطاقة الشمسية تحظى بالأولوية لدى حكومة دبي وهيئة كهرباء ومياه دبي، مؤكداً أن مجمع الشيخ محمد بن راشد للطاقة الشمسية، والذي يعد أكبر وأضخم مجمع من نوعه في العالم يقع في منطقة واحدة يشهد تطورات كبيرة لإنتاج 5 آلاف ميجاواط بحلول 2050 وبتكلفة استثمارية 50 مليار درهم.
وأجاب الطاير عن سؤال حول مدى التقدم في المرحلة الثالثة من المشروع التي فاز بتنفيذها ائتلاف بقيادة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) بطاقة إجمالية 800 ميجاواط بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية وبسعر قياسي بلغ 2.99 سنت أميركي لكل كيلو واط / ساعة، قال الطاير: مرحلة مشروع مصدر تتكون من ثلاث مراحل، الأولى سيتم إنجازها وافتتاحها خلال شهر أبريل المقبل 2018 بقدرة إنتاجية 200 ميجاواط سيتم ربطها بشبكة كهرباء ومياه دبي ليرتفع نصيب مساهمة الطاقة الشمسية في شبكة الهيئة إلى 413 ميجاواط منها 13 ميجاواط من نصيب المرحلة الأولى لمجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية و200 ميجاواط نصيب المرحلة الثانية للمجمع.
وأوضح الطاير أن المرحلة الثانية من مشروع مصدر، التي تمثل المرحلة الثالثة من المشروع ستمد شبكة كهرباء ومياه دبي بنحو 300 ميجاواط في أبريل 2019 و300 ميجاواط في أبريل 2020 لتصل القدرة الإنتاجية للمجمع من الطاقة الشمسية بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية إلى 1013 ميجاواط.
ونوه إلى أن الهيئة تعمل علــى بناء أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم بنظام المنتج المستقل ســـي إس بي، والذي يعد أكبر محطة تخـــزينية للطاقة الشمسية وتنتج ليلاً، وستدخل المرحلة الأولى من المحطة بقدرة 200 ميجاواط، حيز التشغيل بحلول أبريل 2021، في سبيل الوصول إلى 1000 ميجاواط بهذه التقنية بحلول عام 2030، وحصلت الهيئة على أفضل سعر عالمي لتنفيذه بتكلفة 7.3 سنتات لكل كيلوواط.
تشغيل
وأجاب الطاير عن سؤال حول آخر تطورات مشروع الفحم النظيف (مجمع حصيان للطاقة بتقنية الفحم النظيف) قائلاً: العمل في المشروع يسير كما هو مخطط له بتكلفة تصل إلى 4 مليارات دولار وعبارة عن 4 وحدات لإنتاج 2400 ميجاواط وذلك بقدرة 600 ميغاواط لكل محطة، وفق نظام المنتج المستقل (IPP) على أساس البناء والتملك والتشغيل (BOO).
وأضاف: ستدخل أول وحدة للتشغيل الفعلي نهاية 2019، وبلا شك فإن هذا المشروع يدعم اتفاقية شراء الطاقة لمدة 25 عاماً. وشدد على أن مشروع مجمع حصيان لإنتاج الطاقة بتقنية الفحم النظيف يعكس التزام هيئة كهرباء ومياه دبي بتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتنويع مصادر الطاقة، وتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي تعتبر إنتاج الكهرباء باستخدام الفحم النظيف جزءاً من مزيج الطاقة في دبي، حيث تسعى الهيئة إلى تحقيق المسار الخامس للاستراتيجية الذي يختص بتوظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة وفق النسب التالية: الطاقة الشمسية بنسبة 25% والطاقة النووية بنسبة 7% والفحم النظيف بنسبة 7% والغاز بنسبة 61% بحلول عام 2030.
وحول مشروع محطة حتا الكهرومائية والتي أسهب سعيد الطاير في شرح أهدافها ونتائجها لسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دائرة النقل، أمس، في جناح الهيئة بأسبوع أبوظبي للاستدامة بحضور معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة والصناعة، قال الطاير: انتهينا من الدراسات الأولية لمناقصة المشروع ومن المقرر طرح المناقصة في الأسواق الدولية نهاية مايو المقبل، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمحطة ملياري درهم، وسيكون تمويلها ذاتياً عن طريق الهيئة.
وأوضح أن المحطة الكهرومائية في إنتاج الكهرباء تعتمد على الاستفادة من المياه المخزنة في سد حتا، الذي تبلغ سعته التخزينية 1716 مليون جالون، وخزان آخر علوي سيتم إنشاؤه في المنطقة الجبلية بسعة 880 مليون جالون ويرتفع نحو 300 متر عن منسوب السد، وخارج أوقات الذروة، ستقوم توربينات تعتمد على الطاقة الشمسية النظيفة والرخيصة بضخ المياه من السد إلى الخزان العلوي، وخلال أوقات الذروة وزيادة الأحمال وارتفاع تكلفة الإنتاج، يتم تشغيل توربينات تستفيد من قوة اندفاع المياه المنحدرة من الخزان العلوي لإنتاج الكهرباء ولتزويد شبكة الهيئة.
وستصل كفاءة إنتاج الكهرباء إلى 90% مع استجابة فورية للطلب على الطاقة خلال 90 ثانية.
شمس دبي
وتطرق الطاير لمشروع «شمس دبي» مؤكداً أن المشروع يسير وفق ما هو مخطط له، وبلغ عدد المنازل التي انضمت للمشروع وتستفيد منه 557 منزلاً في الوقت الحالي وبحلول 2030 ستكون كل منازل دبي ضمن المشروع.
ولفت إلى أن مشروع «شمس دبي» يسهم في تأسيس نموذج مستدام لتوفير الطاقة، وداعم للنمو الاقتصادي في دبي دون الإضـرار بالبيئة ومواردها، من خلال دعم المبادرة الوطنية طويلة المدى التي أطلقها دبي تحت شعار «اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة»، لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات، وتحقيق رؤية الإمارات 2021.