مجلة مال واعمال

نزال بين رجلي أعمال روسيين في محكمة بريطانية

-

تشهد لندن حاليا جلسات محاكمة آخاذة تطال تاريخ البزنس الروسي وسياسة الظل الروسية في تسعينات القرن الماضي. وقد رفع بوريس بيريزوفسكي رجل الاعمال الروسي المنشق دعوى بمبلغ يزيد عن 5.5 مليار دولار ضد رومان أبراموفيتش رجل الاعمال الروسي الآخر وصاحب نادي تشيلسي البريطاني  لكرة القدم.

والجدير بالذكر انه كان من المعتقد سابقا ان بيريزوفسكي هو الذي رعى ابراموفيتش وفتح له الطريق الى البزنس الكبير والسياسة.

وانطلقت هذه القضية عام 2007 حين رفع بيريزوفسكي دعوى قضائية الى محكمة بريطانية مؤكدا ان شريكه في الاعمال أجبره في مطلع الالفية الثانية على بيع بعض ارصدته بسعر كان أرخص من سعرها الحقيقي، واستعان لدى ذلك بالضغط عليه وتوجيه تهديدات اليه.

وأعلن بيريزوفسكي بصورة خاصة انه وشريكه الراحل في البزنس بدري باتاركاتسيشفيلي اضطرا في اعوام 2000 – 2003  بضغط وتهديد من جانب أبراموفيتش الى بيع  الارصدة التابعة لهما، بما فيها حصة 43% من اسهم شركة “سيب نفط” الروسية وشركة “روسال” الروسية بسعر اقل بكثير من سعرها الحقيقي، مما ادى الى خفض سعر اسهم الشركة التي كان بيريزوفسكي مالكا لها. وتتألف الدعوى التي رفعها بيريزوفسكي من قسمين، وهما حصة شركة “روس نفط” و حصة شركة “روسال”.  وتبلغ قيمة أولاهما 5 مليارات دولار،  فيما تبلغ قيمة الثانية 564 مليون دولار.

وتقول وسائل الاعلام البريطانية ان بيريزوفسكي قام شخصيا بتسليم أبراموفيتش طلبا للحضور الى المحكمة التجارية عام 2007 حين التقى به صدفة في متجر” Hermes” بلندن.

وبدأت محكة لندن التجارية بالنظر في جوهر القضية يوم 3 اكتوبر/تشرين الاول  الماضي. ويتهم بيريزوفسكي أبراموفيتش بعدم وفائه لاتفاقيات الثقة التي يزعم انها عقدت بينهما. اما أبراموفيتش فأعلن في شهادة ادلى امام المحكمة البريطانية ان تلك الاتهامات لا مبرر لها وهو يرفض ان يكون بيريزوفسكي قد كان في وقت ما مساهما في شركة “سيب نفط”. اما ألاموال التي تلقاها لدى بيع الشركة  فقد دفعت له مقابل  نوع من الرعاية. وشهدت المحاكمة مناقشة معنى لفظ روسي  يدعى “السقف” ( الرعاية)، وذلك خلال مساءلة بيريزوفسكي .

وأعلن صاحب تشيلسي انه لم يخن بيريزوفسكي وقال:” لا يمكنني ان اصفه بكونه صديقا قريبا سابقا لي”.. وشهد ابراموفيتش امام المحكمة بان بيريزوفسكي تولى في تسعينات القرن الماضي مهمة حمايته جسديا وسياسيا. وانه كان يدفع له مقابل ذلك اموالا طائلة. وقال:” كان يصعب علي احيانا تلبية مطالب بيريزوفسكي لانها كانت من وجهة نظري  زائدة”.

وبحسب قول المدعى عليه فان بيريزوفسكي كان يحتاج الى اموال لتمويل  مشاريعه السياسية . وقال:” طموحاته السياسية كانت دوما طويلة الاجل. وبدا لي انه كان يعاني من جنون العظمة، الامر الذي كان يولد في دماغه  اقتراحات خيالية مثل اعادة النظام القيصري الى روسيا”. ولم يوضح أبراموفيتش كيف اعتزم بيريزوفسكي اعادة الحكم الملكي الى روسيا. الا انه يجدر بالذكر ان مسألة عودة سلالة رومانوف الى العرش الروسي كانت تبحث في الصحف الروسية والاجنبية في اواخر القرن الماضي.

وأعلن أبراموفيتش في المحكمة انه اتفق مع بيريزوفسكي عام 2001 على دفع مبلغ قدره 1.3 مليار دولار له. وكان هذا المبلغ على حد قوله ثمنا لحريته . وقال:” قد تقاضى بيريزوفسكي مني مبلغا باهظا من الاموال. ولا ارى انني مدين له أوان يحق له بان يطلب مني اية اموال اضافية  بحسب القانون والشرف”.