مجله مال وأعمال – الاردن – النسخة الورقية عدد 169
لا أدري من أين أتت، إمرأة موغلة في مجرة قريبة، متمردة، جامحة في افكارها، بعيدة عن الرتابة والتقليد وتسعى دائماً الى التجديد، تحب الحياة والحرية، تعشق الطبيعة، وتحب البساطة وتبتعد عن التكلف.
ندى هارون امرأة حالمة، تعيش في غربة دائمة هي غربة المبدع وقلقه، تعشق الليل بهدوئه المجنون، تعتبر الليل أجمل وقت للتأمل والتفكير في تنفيذ الاعمال التطوعية، حيث يخيم الهدوء وتداعب فراشات الخيال الفكر فتولد اغدا القاك او اي عمل ابداعي آخر.
تكتب بنت الأردن ندى إنجاز جديد، لابد ان نجد فيه صور المجتمع والثقافة والتاريخ والانتماء، بعيدا عن ذاتيتها بمفهومها التقليدي، وبحق هي حلقة مغلقة لا ينجح الإنجاز في تجاوزها..
الإبداع الحقيقي في دائرة ندى لابد ان يضع الانسان في قمة اهتمامها، فهي اولا واخيرا لا تنظر الى مجهول، ولا تخاطب ذاتها النرجسية، وبالتالي تعطي الحق في الإعتماد على الفهم الحقيقي، فهي تضيف الكثير من جماليات المكان الى ذاكرة وطنها العظيم.
والأردن في دائرة ندى وصل الى مصاف أرقى الأماكن، ليس فقط بارتباطه بتاريخ عائلتها،
ولا بإرتباطه بتفاصيل أكثر، انما وهذا اساسي جدا، بجماليته ايضا وبقدراتها على الوقوف، لذلك ليس صدفة ان تتحول هذه السيدة لتجد نفسها على الخارطة الأردنية كواحدة من السيدات المؤثرات، بقدر واقتدار.
وكشكل من اشكال الوعي الاجتماعي والوطني وكأداة تعبير عن مكونات الانسان واحلامه لعبت ندى دورا مركزيا في إحداث الانعطافات الحاسمة في صيرورتها.
ندى هارون، هي حفيدة الارث لعائلة علمتها معنى الارض وعبق الماضي والتعلق في حب الارض والعلم والسعي الى الامام.
من عمان خرجت تحمل معها ثلاثة قناديل، الأول قنديل الفكر، والثاني قنديل المعرفة، والثالث قنديل الجمال،
ولكل قنديل حكايته، والأهم من ذلك كله، حكاية حنين التي كتبها الزمن ومضات خالدة في تاريخ الأردن، وسطر لها الكثيرون أن مثلها يخلقون للتألق والإبداع، والريادة في عالم مليء بمختلف أنواع الأمل.
قلنا منذ زمن بعيد أن للمرأة الأردنية دورها المهم في تنمية المجتمع والاسهام في تقدمه وقد اخذ هذا الدور في التعاظم بعد ان اثبتت أنها أهل للمنافسة والقدرة على الابداع والمشاركة في تحمل المسؤولية في مجتمع ذكوري قادر على التفوق، وما كان لنصف المجتمع الأردني بأن ينهض بهذا الدور الحيوي لولا وجود نساء قادرات على ان يتخذن خط المواجهة مع الرجل الذي يجد نفسه الاقدر بينما تثبت ندى هارون انها من القلائل القادرات على فعل ما لايمكن للرجل ان يفعله.
ندى سيدة مجتمع وريادية من الطراز الرفيع وذات صولات وجولات سواء على الصعيد الإجتماعي أو على الصعيد الخيري، فقد امتلكت هذه السيدة وباقتدار كل مقومات النجاح، وعملت من اجل مجتمع ينبض بالحياه وليس من أجل شهرة أو مال فشكلت نقطة تحول في كل مكان وزمان فكان شعارها التغير والسعينحو القمة فكانت بصمة حقيقية للتغيير ورائدة قلما تجد لها مثيل…
وجدت نفسها أمام حُلم يداعب قدرتها على العطاء والعمل من نوع آخر وخصوصا و بالصدفة من خلال تأسيس جمعية ثقافية تحت عنوان بصمة تغيير والتي تحمل شعار القلب الذي يمثل الحب وهو الشيئ الوحيد الذي بمجرد ان يذكر تذلل امامه كل الصعوبات وتشعر بالسعادة وهورمز قريب الى كل انسان مهما كانت أصوله او ثقافته او تعليمه وحتى ديانته .وأن يكون على شكل القلب الذي يمثل الحب فمن منا لا يحب شكل القلب بمجرد رؤيته أو ذكر اسمه
هو مصدر الحياة ورمزها هو مصدر الاحترام والمودة وهو مكان صغير في الجسم لكنه يمثل كل المعاني الجميلة والابتسامة الرائعة عندما صممت شعار الملتقى إرتاءت أن تكون البصمة بلونين يدلان على المرأة والرجل ، فلن يستوي المجتمع دونهما ، فكل منهما يكمل دور الآخر .
ومن أجمل المقالات على قلبها كان المقال تحت عنوان “مت فارغا” وهو من كتاب المؤلف الأمريكي توت هنري وقالت هارونولكن هذه الجملة لفتت انتباهي لأفهم ماذا يقصد ؟كيف الانسان يمكن أن يموت فارغاً .
مُتْ فارغاً ..!
“لا تذهب إلى قبرك وأنت تحمل في داخلك أفضل ما لديك، اختر دائماً أن تموت فارغاً”.
(مت فارغاً!)
تعبير بليغ، جديد وفريد، للوهلة الأولى ظننت أنه عاديّ !.
مت فارغاً أي: من هموم الدنيا، وآلامها، من المعاصي والآثام، من كل شيء.
ولكنني تفاجأت بمعنى هذا المصطلح الجديد: (مت فارغاً) أي: من كل الخير الذي في داخلك، سلّمه قبل أن ترحل.
إذا كنت تملك فكرةً جيدةً نفَّذها، علماً نافعاً بلّغه، هدفاً عميقاً حقّقه، حباً مشروعاً انشره ووزعه، ولا تكتم الخير داخلك فتموتَ ممتلأً متخوماً، وتكون لقمةً سائغةً لذيذة لدود الأرض !.ففهمت حينها معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ” إذا قامت الساعة وفِي يد أحدكم فسيلةً فليزرعها”.
تعتقد أننا جميعاً نزن آلاف الأطنان من الخير والعطاء، والبذل والإبداع، لم نعط إلا القليل؛ ولعلنا نُصنّف بالبخلاء !.
كم تتمنى أن نُشمّر ونبدأ بالسباق ؛ لنعطي ونستخرج كل ذرة خير ونفع من داخلنا …
هارون تسعى لإحتضان الأطفال والشباب من خلال تشجيعهم على امتلاك مهارات التميّز والنجاح ، والأخـــــــــــــــــذ بيدهم من ثقافة اللوم إلى ثقافة صديقة للتعلم والبناء ، كما تعمل على تعزيز مفهوم العمل الفرقي والتشاور المعرفي ، وتفعيل دور الأسرة في المجتمع بشكل إيجابي ومؤثر وعلى نطاق واسع ، وتعزيز حس المسؤولية الإجتماعية لدى شبابنا … هارون رسالتها الارتقاء فهي ونحن نستحق.
ندى هارون ضيفتنا في هذه السطور واليكم التفاصيل…
ندى هارون في السطور
ناشطة اجتماعية استشارات حياتية مواليد الكويت 1972بكالوريوس علوم حياتية
ماجستير مهني في ادارة اعمال من إنترناشيونال كوليدج بإنجلترا. International college – England
تحت عنوان التدريب وقدرة المرأة على قيادة العمل وتنسيق الدورات :
دكتوراة فخرية من الاتحاد العام لآنساب ال البيت والهاشميين و دكتوراة فخرية في تنمية الموارد البشرية من الاكاديمية الدولية للتدريب
و عضو ملتقى سيدات الاعمال الاردنيات وعضو الجمعية العربية للتوعية من العقاقير الخطرة ومكافحة المخدرات
حاصلة على المركز الثالث في مسابقة ال50امرأة الاكثر تأثيرا في العالم الفوج الاول /2020من جامعة باشن بالتعاون مع ملتقانا رائدات اردنيات
حاصلة على شهادة تكريم من الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات ضمن أفضل شخصية نسائية في الوطن العربي 2020
خبرتها العملية تبدأ بالتسويق ومن ثم العلاقات العامة ومن ثم التدريب وتنسيق البرامج التدريبية وورش العمل وادارة مراكز تدريبية لمدة تتراوح العشرين عاما وهي المدير التنفيذي في المركز العالمي للتدريب والاستشارات والذي اسسته بالشراكة مع زوجها، وهارون مؤسسة ورئيسة ملتقى بصمة تغيير الثقافي 2017 ومؤسسة مشروع Xsoir Mania هوس الاكسسوارات ومشروع Fashion Recyclo Maniaهوس اعادة تدوير الملابس ومؤسسةBT_Lounge في منطقة الجبيهة –عمّان –الاردن
المصدر : https://wp.me/p70vFa-EEV