تراجعت أسعار النفط يوم الثلاثاء مع تجديد الدبلوماسي الأمريكي جهوده للدفع نحو وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط ومع استمرار تباطؤ نمو الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، في الضغط على السوق.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر كانون الأول 19 سنتا أو 0.3 بالمئة إلى 74.1 دولار للبرميل بحلول الساعة 6:50 صباحا بتوقيت السعودية. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم نوفمبر تشرين الثاني 18 سنتا إلى 70.43 دولار للبرميل في آخر يوم للعقد كشهر أقرب استحقاق.
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأكثر نشاطا في التداول لشهر ديسمبر/كانون الأول، والتي ستصبح قريبا الشهر الأمامي، 14 سنتا أو 0.2 بالمئة إلى 69.9 دولار للبرميل.
أغلقت عقود خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط مرتفعة نحو اثنين بالمئة يوم الاثنين، لتعوض بعض خسائر الأسبوع الماضي التي تجاوزت سبعة بالمئة، مع استمرار القتال في الشرق الأوسط واستمرار قلق السوق بشأن الرد الإسرائيلي المتوقع على إيران مما قد يؤدي إلى تعطيل إمدادات النفط.
وقالت بريانكا ساشديفا، المحللة البارزة في شركة فيليب نوفا للوساطة المالية، إن مكاسب يوم الاثنين يمكن أن تُعزى إلى جني الأرباح الفنية وتغطية المراكز القصيرة في ظل الاتجاه الهبوطي للنفط مع توقعات تشير إلى ضعف الطلب وفائض في المعروض في أسواق النفط.
توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط اليوم الاثنين سعيا لإحياء المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة ونزع فتيل الصراع في لبنان.
وقال ساتورو يوشيدا، محلل السلع الأساسية لدى راكوتن للأوراق المالية: “لقد كانت أسعار النفط الخام متقلبة استجابة للأخبار المختلطة من الشرق الأوسط، حيث يتناوب الوضع بين التصعيد والتهدئة”.
وقال “من المتوقع أن ترتفع السوق إذا ظهرت علامات أكثر وضوحا على تعافي الاقتصاد الصيني، بدعم من إجراءات التحفيز التي اتخذتها بكين وتحسن الاقتصاد الأميركي بعد خفض أسعار الفائدة”. لكن المكاسب من المرجح أن تكون محدودة بسبب حالة عدم اليقين المستمرة بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية بشكل عام، كما أضاف.
خفضت الصين يوم الاثنين أسعار الفائدة المرجعية للإقراض كما كان متوقعا عند التثبيت الشهري، في أعقاب تخفيضات لأسعار الفائدة الأخرى الشهر الماضي كجزء من حزمة من التدابير التحفيزية لإنعاش الاقتصاد.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أظهرت بيانات يوم الجمعة أن اقتصاد الصين نما بأبطأ وتيرة منذ أوائل عام 2023 في الربع الثالث، مما أثار مخاوف متزايدة بشأن الطلب على النفط.
قال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول يوم الاثنين إن من المتوقع أن يظل نمو الطلب على النفط في الصين ضعيفا في عام 2025 على الرغم من إجراءات التحفيز الأخيرة من بكين مع قيام ثاني أكبر اقتصاد في العالم بتحويل أسطول سياراته إلى سيارات كهربائية ونموه بوتيرة أبطأ.
ومع ذلك، لا تزال أرامكو السعودية “متفائلة إلى حد ما” بشأن الطلب على النفط في الصين، خاصة في ضوء حزمة التحفيز الحكومية التي تهدف إلى تعزيز النمو، حسبما قال رئيس شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة يوم الاثنين.
وقال ساشديفا من فيليب نوفا إن قوة الدولار الأميركي المدفوعة بتخفيف تدريجي للتضخم العالمي ساهمت أيضا في الضغط النزولي على سوق النفط.
عادة ما يؤثر ارتفاع قيمة الدولار على أسعار النفط، لأنه يجعل السلعة المقومة بالعملة الأمريكية أكثر تكلفة بالنسبة لحاملي العملات غير الدولارية.
وأظهر استطلاع أولي أجرته رويترز يوم الاثنين أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ربما ارتفعت الأسبوع الماضي، في حين من المتوقع أن تنخفض مخزونات نواتج التقطير والبنزين.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-Jnk
