لم تكن أم الطفل القطري غانم المفتاح، حين رفضت الإجهاض بعد أن علمت أن أحد توأميها مصاب، تعرف أن ابنها المعاق، سيجد طريقه إلى النجومية، وهو لما يتجاوز بعد الـ14 من العمر.
وُلِد غانم، وهو واحد من توأم بحالة مرضية تعرف باسم “متلازمة التراجع الذيلي” وهي عبارة عن خلل نادر يعوق نمو الأجزاء السفلية من العمود الفقري، إلا أنه يتعايش بسلام مع إعاقته، إذ يتساءل مبتسما “يمكنني الاختباء في الأماكن الضيقة، فهل يمكنك فعل ذلك؟”.
وأصبح غانم نجم وسائل التواصل الاجتماعي القطرية، إذ يتابعه ما يقرب من مليون شخص على الإنستغرام بفضل الإنجازات التي حققها في سنه الصغير، كما أنه أصغر رجل أعمال في قطر، إذ يمتلك 6 فروع لشركة آيس كريم يعمل بها 60 موظفا.
وبالإضافة لما سبق فإن غانم سبّاح ماهر ومتزلج على الجليد وغوّاص محترف ومتسلّق جبال ويتطلع لأن يصبح بطلا في الألعاب البارالمبية (دورة الألعاب الأولمبية للمعاقين)، كما سبق له أن تسلق الجبل الأخضر بعمان، والذي يبلغ ارتفاعه 3 آلاف متر ويتطلع إلى تسلق جبل إيفرست.
وفي حديث له على هامش قمة رواد التواصل الاجتماعي، قال غانم “أريد أن أدرس العلوم السياسية لأصبح رئيس وزراء قطر في المستقبل”، وهو يدرس الآن في الصف التاسع بأكاديمية الدوحة.
ويضيف غانم “كانت مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة لي بمثابة نافذة على العالم الخارجي، وبفضل الله وعونه استطعت من خلالها أن أخدم ديني وبلدي وعائلتي، حيث كنت أنشر المشاعر الإيجابية للناس، وأريهم أن البشر لديهم القدرة على العطاء بغض النظر عن الظروف التي تحيط بهم”.
وأشار غانم إلى أنه “يريد أن يغير نظرة الناس لذوي الاحتياجات الخاصة، وإظهار مشاركتهم الفعالة في المجتمع، وأنه تمكن من كونه سفير النوايا الحسنة بمنظمة أيادي الخير نحو آسيا من المساعدة في جمع مليون ريال قطري لبناء المدارس للاجئين الفلسطينيين بلبنان” مضيفا “لم أشعر يوما بأنني مختلف عن الآخرين، فالإعاقة الحقيقية في العقول وليست في الجسد”.
وفي حديث صحيفي لها قالت والدته “إنها كانت تعرف أثناء حملها بأن أحد طفليها التوأم سيولد بهذه الإعاقة، لكنها رفضت الخضوع لعملية الإجهاض، وسمّته غانم”.
وأشارت أم غانم “جلب غانم وأخوه أحمد السعادة والسرور لنا منذ يومهما الأول. ولم تكمن الصعوبة في إعاقة ابني بل في المجتمع الذي يحيط به، فنحن تكيفنا مع قدراته، وتقبلها هو الآخر فلماذا لا يتقبّله الناس؟”.
وأضافت بأنها سمحت له بالقيام بتحديات مختلفة لاكتشاف ما يريده، قائلة: “كأي طفل أراد غانم تجربة كل شيء وأنا تركته يحاول ويجرب بنفسه ليرى بنفسه ما الذي يمكنه فعله وما الذي لا يمكنه فعله”.
وتوضح الوالدة أيضا أنه إذا لم يتمكن من أداء مهمة معينة كانت تعرض عليه بدائل أخرى لهذه المهمة، وعلى هذه النقطة يعلّق غانم “عندما حلمت بأن أصبح جنديا لأدافع عن بلادي فشلت في محاولة الإمساك بالسلاح، وعندها أخبرتني أمي بأن سلاحي الحقيقي هو لساني وأنه يمكنني استخدامه لتحفيز الآخرين بشكل إيجابي”.
وبالنسبة لغانم المفتاح لا يوجد مستحيل إذ يقول “استطعت التغلب على نظرات الناس لي وعدم ثقتهم في قدراتي عن طريق تحفيزهم للوصول إلى أفضل ما يمكنهم فعله بقدراتهم، وأنا بطبعي شخص صبور ومحب للحياة”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-h9w