مجلة مال واعمال – خاص
في قلب الأغوار الجنوبية، حيث تمتد الحقول على مرمى البصر، تبرز نايفة النواصرة كسيدة أردنية استثنائية تحمل إرثًا زراعيًا قديمًا في يديها، وتحيي زراعة النيلة، تلك النبتة الزرقاء التي طالما ارتبطت بالفن والجمال والصناعة التقليدية.
إرث قديم في ثوب جديد
زراعة النيلة ليست مجرد نشاط زراعي؛ إنها إرث ثقافي وحرفة تقليدية تعود لقرون مضت. نايفة، بجهودها المميزة، تعيد الحياة إلى هذا التقليد في منطقة الأغوار الجنوبية، المعروفة بخصوبة تربتها ووفرة المياه. لقد بدأت هذه السيدة عملها بشغف كبير، ورأت في النيلة فرصة لإعادة تعريف الزراعة التقليدية في المنطقة، وربطها بالاقتصاد المحلي المستدام.
قصة نجاح من قلب الطبيعة
قصة نايفة بدأت بمساحات صغيرة من الأرض، لكن مع مرور الوقت، وبفضل مثابرتها ودعم أسرتها، لذا تطمح بتوسيع زراعتها لتشمل حقولًا شاسعة.
لم يكن الأمر سهلًا؛ فقد تطلبت زراعة النيلة خبرة في التعامل مع الظروف المناخية المحلية، وصبرًا على دورة الإنتاج الطويلة التي تمر بها النبتة.
نايفة لم تكتفِ بزراعة النيلة فقط، بل أبدعت في تحويلها إلى منتجات صديقة للبيئة. فهي تستخدم أوراق النبتة لاستخراج الصبغة الزرقاء الطبيعية، التي تدخل في صناعة الأقمشة، الحرف اليدوية، وحتى مستحضرات التجميل.
تحديات وإصرار
التحديات التي واجهتها نايفة لم تثنِها عن تحقيق حلمها. بدءًا من نقص الدعم المالي والتقني، وصولًا إلى صعوبة تسويق المنتجات، تمكنت نايفة من التغلب على كل العقبات. عزيمتها ألهمت الكثيرين في منطقتها، حيث أصبحت نموذجًا يحتذى به للنساء اللواتي يسعين للعب دور في تطوير المجتمع المحلي.
نحو مستقبل أكثر إشراقًا
اليوم، تسعى نايفة إلى توسيع نطاق مشروعها ليشمل تدريب النساء في المنطقة على زراعة النيلة وصناعة منتجاتها، إيمانًا منها بأهمية تمكين المرأة وتعزيز دورها في الاقتصاد المحلي. كما تحلم بإنشاء علامة تجارية خاصة بمنتجات النيلة، تكون مرادفًا للجودة والأصالة، وتساهم في وضع الأغوار الجنوبية على خارطة الحرف اليدوية العالمية.
ختامًا
نايفة النواصرة ليست فقط مزارعة؛ إنها رمز للمرأة الأردنية المكافحة التي تجمع بين الحفاظ على التراث والابتكار في آنٍ واحد.
في حقول النيلة الزرقاء، تُزرع الأحلام، وتنمو قصص النجاح التي تلهم أجيالًا قادمة، لتظل الأغوار الجنوبية شاهدًا على ما يمكن أن تحققه الإرادة البشرية عندما تتجذر في الأرض.
- حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا بإذن خطي