ناصر أبو الراغب وصهيب المومني وأحمد شبك ثلاثة شبان جامعيون ومضت أمامهم فكرة الزراعة المائية، الامر الذي دعاهم لدراستها مليا، واعتمادها كمشروع مستقبلي لهم.
ويتمثل مشروع الشبان الثلاثة بانتاج منتجات زراعية باستخدام تقنية “Hydroponics” او الزراعة بدون تربة.
وفي هذه الحالة تقدم للنبات الضوء والهواء والماء، أما المواد المغذية فلا تقدم للنباتات بالطريقة التقليدية عن طريق التربة، بل من خلال إذابة مواد غذائية في الماء وزراعة النبات باستخدام هذا المحلول المغذي الذائب في الماء بدون وجود تربة.
وفي هذا المشروع يطبق نظام “المواسير” وهو عبارة عن “مواسير” قطرها 10 سم لديها فتحات من الاعلى توضع فيها النباتات وينطلق المحلول المغذي من خزان يوضع بجانب النظام ويدخل داخل “المواسير” ثم يعود الى الخزان مرة اخرى.
واسس هؤلاء الشبان شركة “ريمس” تيمنا باسم النهر الفاصل بين فرنسا وإيطاليا.
فكرة المشروع كانت من وحي دراسة الثلاثة شبان في مجال الهندسة الزراعية والمساحة وعملوا على تطبيقها على ارض الواقع على مساحة صغيرة فكان سطح منزل أحدهم حقل التجربة لذلك.
واكثر ما يميز هذا النوع من الزراعة تخفيض نسبة استهلاك المياه إلى 90 % وإنتاج كميات كبيرة من المزروعات بطريقة صحية بعيدا عن استخدام المبيدات.
ويقول ناصر، وهو مهندس زراعي، إن الأردن يعاني من شح المياه، وهو من الدول الفقيرة مائيا، ومن مميزات هذا النوع من الزراعة التوفير في استخدام الماء؛ حيث تتم إعادة استخدام الماء الزائد عن حاجة النبات.
ويضيف ناصر أنه من خلال هذه الطريقة يمكن الزراعة بأي مكان بغض النظر عن طبيعة التربة الموجودة في المنطقة المنوي الزراعة بها؛ اذ تعاني الأردن من قلة المساحات الخضراء، واذا وجدت فإننا بحاجة الى استصلاحها.
ناصر، وهو المدير التنفيذي للشركة، يعمل حاليا بعد تخرجه في مكتب هندسي لكنه يسعى جاهدا لإخراج مشروعه الخاص إلى حيز الوجود، والتفرغ له بشكل كامل.
ويبين ناصر انه وزملاءه خرجوا بالفكرة وهم على مقاعد الدراسة أثناء حضورهم دورة تأسيس الشركة والتي تقيمها مؤسسة إنجاز في الجامعات والمدارس.
يقول ناصر إن دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع أظهرت تحقيق أرباح كبيرة بعد خمس سنوات مع توقع الخسارة في العام الأول، وهذا ما يحصل في العديد من المشاريع الأخرى.
ويبين أن المشروع لا يحتاج إلى مواد أولية باستمرار، فالأنابيب والمضخات الهوائية تستخدم على مدار سنوات عديدة، وهذا ما يميز الفكرة الاقتصادية للمشروع.
وعن المعيقات التي تعترض نجاح المشروع بشكل كبير، يشير ناصر إلى ضرورة إيجاد سوق يتناسب مع جودة منتجات الشركة، مشيرا إلى عقبة القوانين والأنظمة المتعلقة بتسجيل صنف نباتي جديد، ويعمل الفريق على تجميع أدوات النظام وتجهيزها، فيما هناك شركات في دول عربية اخرى تصنع مثل هذه الأنظمة وتركبها للمستخدم.
وعن طبيعة المنتجات التي ستزرع من خلال هذه الطريقة، يشير ناصر إلى زراعة الخضروات والفواكه مرتفعة الثمن كالفلفل والفراولة والريحان.
يذكر أن برنامج تأسيس الشركة هو أحد برامج مؤسسة إنجاز بدعم من وزارة التخطيط والتعاون الدولي عن طريق برنامج تعزيز الإنتاجية، ويهدف لبناء قدرات الشباب في مجالات الريادة والأعمال وتحفيزهم على التشغيل الذاتي، وفتح الأبواب لإيجاد شراكة حقيقية لهم مع القطاع الخاص.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-6i6