مجلة مال واعمال

ناشيونال جيوغراف ترشح أفضل 20 وجهة للسفر العام المقبل

-

لم يخضع اختيار مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» لأفضل 20 وجهة للسفر حول العالم، لا لاستفتاء أو لتصويت. على الأقل، فإن المجلة، لم تقدم نتائج تذكر عن هذا الأمر. مع ذلك، فهي قدمت وجهاتها العشرين. ناصحة من ينوي السفر في العام المقبل، أن يتوجه إلى هذه الأماكن.

حين يتعلق الأمر بالسياحة، فإن الشروط التي يجب أن تتوفر في أي وجهة سفر، تأخذ في الاعتبار، وجود فنادق من فئة الدرجة الأولى إلى جانب المنتجعات، البنية التحتية المميزة للبلد، إمكانات التسوق، الإرث الثقافي من خلال الأماكن السياحية التاريخية أو المعاصرة، الميزات التي تتحلى بها طبيعة البلد من خلال، إما التنوع أو الخصوصية. لكن أيضا، ثمة سياح، أوروبيون وأميركيون، في الغالب، لا يبحثون عن الرفاهية بقدر ما يبحثون عن أسعار جيدة ومعقولة، ويعنيهم عيش التجربة في بلد بعيد، ولفترة وجيزة لا تتجاوز الأسبوع أو الأسبوعين كحد أقصى. وهؤلاء لا يبحثون عن فنادق الدرجة الأولى، وهي إن توفرت فإن ذلك سيكون أفضل طبعا، لكن إن لم تتوفر، فهي غير ضرورية، ويبقى الأهم لهؤلاء، ما يمكن أن يعاش كتجربة في هذا البلد أو ذاك.

درجت هذه العادة عند وكالات السفر والسياحة الكبرى التي تعمل على نطاق عالمي. «ناشيونال جيوغرافيك»، ليست وكالة سفر، كما أنها ليست مؤسسة تجارية بحتة، من هنا، يمكن الوثوق، نسبيا، بخياراتها. ذلك أن هذه المؤسسة العريقة والوحيدة والأقدم في مجال اختصاصها، لا يمكن أن تقدم نصائحها جزافا. فالشروط التي تضعها هذه المؤسسة، سواء على عملها واختياراتها، شروط صعبة جدا، وهي لذلك، ربما، تحملنا على الثقة بهذه الخيارات. إذ إن وكالات السفر عادة ما تكون أهدافها تجارية فقط وتسعى لتسويقها من خلال تقديم النصائح المدعومة بإحصاءات لا ندري حقيقة مدى مصداقيتها. في حين تعتمد «ناشيونال جيوغرافيك» على آراء صحافييها ومصوريها، الذين لم يتركوا زاوية من العالم إلا وتحدثوا عنها وصوروها.

بيد أن السفر، مع ذلك، يبقى خيارا شخصيا، إذ إنه كالحلم، لا يمكن لأحد التحكم به. مع ذلك فالنصيحة مهمة، والكتب الكثيرة التي تنشر حول البلدان على شكل دليل سياحي، وهي كثيرة، تقوم أغلب الوقت بمهام الدليل غير البشري، وهي جميعها مفيدة، مع اختلافات في أسلوب التغطية التي يتمتع بها كل كتاب عن غيره. أما السفر فهو حلم، نحلم أننا سنسافر إلى المكان الفلاني، لا نفكر ولا نضيع الوقت بالتفكير، تبدأ الأمور بحسابات بسيطة، مالية في الغالب، ثم نذهب إلى هناك حيث حلمنا أننا سنكون في يوم ما.

تنوعت الوجهات التي نصحت بها «ناشيونال جيوغرافيك»، بشكل يشمل الجهات الأربع من العالم؛ فمن كندا والولايات المتحدة إلى نيوزيلندا وتايلاند إلى منغوليا وسريلانكا إلى اليونان وبريطانيا وآيرلندا، إلى بركان فيرونا في رواندا، وصولا إلى الدولة العربية الوحيدة في القائمة، وهي سلطنة عمان.

تبدو اختيارات «ناشيونال جيوغرافيك» مبنية على أساس واحد، هو التنوع البيئي والمناظر الطبيعية وقدرة السياح على الاستمتاع بهاتين الميزتين والهامتين. لكن السياحة، في جانب آخر منها، هدفها الاستجمام وتزجية الوقت لا أكثر من ذلك. فكيف يمكن لسائح مثلا، الاستجمام وتمضية الوقت بالصعود إلى قمة بركان في بلد يعاني من حروب أهلية ومجاعات، وهو غير آمن على الإطلاق مثل رواندا الواقعة في وسط القارة الأفريقية. أو حتى زيارة شمال كولومبيا وهي بلد يعاني من تجارات خطرة مثل المخدرات وعصابات خطف الرهائن وغير ذلك. هذا الخيار يبدو مطروحا للمحترفين من المصورين، الذين وإن كانت المناطق التي يذهبون إليها خطرة، فإنهم يتحملون نتائج هذه المخاطرة، سواء هم أو المؤسسات التي يعملون لها. حتى لو كانت هذه البلدان تحتوي مناطق هي من أجمل المناطق في العالم.

ما تبقى من الخيارات المطروحة بحسب «ناشيونال جيوغرافيك»، هي بالأساس وجهات معروفة للسياحة. فـ«آيسلندا»، التي تعتبر من أجمل بلاد العالم، أخذت في السنوات الأخيرة، نسبة من السياحة العالمية تفوق دولا كثيرة معروفة، ذلك أن هذا البلد البارد طيلة أيام السنة، يحتوي على أفضل ينابيع المياه البركانية المعدنية المفيدة للعلاجات الطبيعية على مستوى العالم. وهي بالمناسبة لا تكلف الكثير، ولهذا اعتبرت وجهة مميزة للكثير من الأوروبيين.

أما الولايات المتحدة، ونيوزيلاند وكندا وإسبانيا واليونان وسريلانكا وكرواتيا وباناما ومنغوليا، فهي كذلك وجهات مقصودة عالميا، باستثناء الولايات المتحدة التي تعتمد أكثر على السياحة الداخلية، أكثر من السياحة الخارجية، باستثناء نيويورك التي يؤمها السياح من كل الدنيا.

فعلت خيرا «ناشيونال جيوغرافيك» بوضع سلطنة عمان ضمن اختياراتها. فهذا البلد الذي يقع في الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية، يعتبر من أجمل بلدان العالم، وهو منذ سنوات بدأ يهتم بالسياحة بشكل كبير جعل من منتجعاته وفنادقه ذات صيت عالمي لا يمكن أن تضاهى. وإلى جانب المناخ البديع في صلالة ونزوى المدينة الجميلة في الداخل العماني تتميز مسقط بكونها واحدة من أنظف المدن في العالم، وهو ما تعكسه الحضارة العمانية الإسلامية، كما تعتبر منطقة رأس الحد أول منطقة تشرق عليها الشمس كل يوم في العالم العربي.

ويمكن لزائر عمان أن يستمتع بعدد كبير من الهوايات تبدأ بالاستجمام والمنتجعات والبحر، ولا تنتهي بالغوص وتسلق الجبال. أما ما يعيب خيارات «ناشيونال جيوغرافيك» أنها اقتصرت على دولة عربية واحدة في حين أن العالم العربي فيه من التنوع والأهمية السياحية المتنوعة في كل بلد على حدة لناحية الخصائص والمميزات.

على الرغم من كل ما يمكن أن يسجل من ملاحظات على هذه الخيارات، فإنها، بالفعل، يمكن أن تشكل وجهات سفر معقولة لكل من يريد أن يعيش تجربة مميزة أو خبرات بعيدة عن بلاده. وهي بالتالي القائمة الأولى المطروحة، التي حتما ستلحق بها قوائم أخرى من كل شركات السياحة العالمية.