مجلة مال واعمال

ناديا المومني… رحلة ابداع من هندسة المدن الى هندسة البيوت

-
المهندسة ناديا المومني

استطاعت ناديا المومني أن ترسم خطا لا ينقطع ما بين عقلها وروحها، اذ  أن عقلها مكنها أكاديميا من الحصول على شهادة الهندسة المعمارية من جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية، اما مهنيا فقد استطاعت التدرج في سلم العمل في مجال هندسة المدن لدى احدى اهم مؤسسات الدولة، وفي الوقت ذاته لم تغفل روحها التي شغفها التعاطي مع عناصر الديكور الملونة، والاكسسوارات المنزلية، والتصاميم المبدعة، والتفاصيل الصغيرة في داخل البيت، ومن هنا بدأت الحكاية!

حين قررت المهندسة ناديا أن تبدأ مشروعها في مجال عشقته روحها متوقعة أن تلاقي صعوبات المنافسة مع الشركات الكبيرة أو الأسماء الأجنبية المعروفة، لكنها فوجئت بالتشجيع الكبير ممن حولها وخصوصاً السيدات.

حيث وجدن ضالتهن في ما تختاره ناديا  التي تعرف رغباتهن وأذواقهن، الأمر الذي جعلها تتفاءل بنجاح المشروع، وتقدم على التحدي..

 

 

بداية من يدخل بيت المهندسة ناديا لابد أن ينبهر من دقة ترتيبها وجمالية تنسيقها لكل عناصر بيتها، فهي في بحث مستمر عن كل قطعة تعكس سمات الجمال والأناقة والابداع في ان معا، هذا هو ما يفرحها وينعش روحها، فقد عملت على تنمية هذا التوجه مع الأيام لتتجمع عندها تشكيلة منوعة وواسعة من القطع التي يتساءل عنها أصدقاؤها ومعارفها لأنها تثير انتباههم، وأحيانا كثيرة كانت تساعدهم في تسهيل عملية شراء واختيار الأنسب لهم.

عمليات البحث والتنسيق واقتناء كل ما هو جميل كان يحقق سعادة ومتعة للمهندسة ناديا، لذلك لم تكتفي بالسوق المحلي، واتخذت من الانترنت نافذة واسعة تطل من خلالها على أسواق واسعة ومنتشرة في الشرق والغرب، لترتوي من أفكار مبدعة تتعلق بكل قطعة تضفي بهجة إلى البيت إضافة إلى السمة العملية الخاصة بهذه القطعة، فهي لا تكتفي بالجانب الجمالي للقطعة بل هي تبحث أيضا عن القطعة التي تثري الجانب العملي والوظيفي لوجودها في كل بيت، حيث تقول: « بسبب اهتمامي الشديد بكل تفاصيل البيت الصغيرة، وعدم وجود التشكيلة الكافية والنوعية الجيدة في الأسواق المحلية جعل من عملية البحث من خلال مواقع الشراء الالكترونية هي عادتي الممتعة»،

في عام ٢٠١٦، بدأت قائمة المقتنيات التي يتم استيرادها تزداد شهر بعد شهر، ومعها بدأت مطالبات المحيطين بها تزداد بأن تعرض لهم كل ما هو جديد ومثير، وهنا تشير المهندسة ناديا إلى: «بسبب إيماني بأن تصميم المنزل وترتيبه يؤثر على أهل البيت ومزاجهم العام قررت توفير أجمل القطع المنزلية من جميع أنحاء العالم، وجعلها متاحة للجميع». الأمر الذي دفعها إلى تصميم صفحة خاصة بها مستخدمة منصة الفيس بوك بهدف عرض كل ما هو جديد وفي الوقت ذاته يتيح لها التواصل مع كل من يشترك معها في اهتمامها هذا، وأسمت هذه الصفحة ( مسز شوبي )، التي سرعان ما أصبحت مشروعا صغيرا يدار من البيت.

(مسز شوبي) تمنح المهتمين بالتصميم الداخلي للبيت مساحة كافية للتنقل ما بين مجموعة منتقاة من عناصر الديكور وقطع الأثاث والتفاصيل الصغيرة التي تضفي ألقا إلى البيت، وتعكس ما في داخل ساكنيه من حب للجمال، ويستطيع المتصفح لهذه المنصة الالكترونية اختيار ما يروق له والتواصل مع المهندسة ناديا لغايات الشراء والتوصيل.

وجدت المهندسة ناديا أن مشروعها يلبي حاجة متزايدة لدى المتابعين لصفحتها، وهناك الكثير ممن يشتركون معها في شغفها، وتسعى الآن إلى التوسع في مشروعها والانتقال من مرحلة مشروع من داخل المنزل إلى مشروع صغير ريادي، وهي تطرق كل باب لتكتسب الخبرة والمعرفة اللازمة لخوض غمار الريادة في المشاريع الصغيرة إلا أن الطريق لا يخلو من التحديات، وخاصة أنها أم عاملة وتحتاج إلى توفيق محكم ما بين متطلبات العمل والأمومة من ناحية، ومتطلبات مشروعها الصغير من ناحية أخرى، وفي هذا الصدد تقول: “بالنسبة لي لا توجد صلة ما بين عملي وما بين مشروعي مما جعلني أتعلم التخطيط الناجح والقدرة على الانجاز من خلال الادارة الفعالة للوقت والتعلم الذاتي المستمر”

كما أن هناك تحديا كبيرا تواجهه المهندسة ناديا كغيرها من الرياديات وهو التسويق، وفتح قنوات عديدة للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الفئة التي تحب أن تقتني ما تعرضه في صفحتها، إضافة إلى التكلفة المتزايدة والمتعلقة بتكلفة الاستيراد والضرائب والتوصيل، وهي تتأمل بوجود جهة حاضنة لمثل هذه المشاريع بحيث يتم اعفائها من أية تكاليف زائدة تمنع المشروع من الوصول إلى حد الجدوى الاقتصادية منه.

ورغم كل التحديات ما زالت مشاعر المتعة والفرح ترافق خطوات المهندسة ناديا منذ البداية إلى هذه اللحظة، وهي عازمة على الاستمرار حتى تشهد ذلك اليوم الذي تخرج فيه مفتاح متجرها الخاص من حقيبتها، وتفتح بابه لكل محبي الأناقة والابداع للاختيار من تشكيلة منتقاة ومتنوعة من التفاصيل الصغيرة التي يحلو بها المكان.

من اقوال نادية المومني: