أعلنت شركة مناجم الفوسفات الأردنية أن عام 2014 سيشهد تغيراً نوعياً إيجابياً، يعود بالشركة إلى الربحية وفق معطيات منظورة تحقق لها وظيفتها المفترضة في الاقتصاد والتنمية الوطنية.
وقال رئيس مجلس الإدارة المهندس عامر المجالي أن الظروف المحلية والخارجية الصعبة التي شهدتها الشركة في عام 2013 أدت إلى هبوط المبيعات والأرباح وبالتالي سعر السهم « أضحت خلفنا «بموجب شبكة متكاملة من الاجراءات الاحترازية والتوسعية التي اعتمدتها ونفذتها ادارة الشركة ، مشيرا الى القفزة التي راكمتها الشركة في حجم الاستثمارات خلال الاعوام الخمسة الماضية وبلغت (1.3) مليار دولار منها نحو 150 مليون دينار هذه السنة . والى مجموعة المشاريع المشتركة الجديدة التي ستقيمها الشركة مع شركات عربية وعالمية بنحو (1.55) مليار دولار والتي ستستوعب الرفع المقرر في انتاج الفوسفات بنسبة 50% تدريجيا حتى عام 2018 منها حوالي 30% خلال العام 2014، يساعدها في ذلك المخزون الذي وفرته الشركة خلال العام الماضي . ومن شأن هذا البرنامج التوسعي الذي قال المجالي انه سيعطي ثماره الأولى العام الحالي، ان يوفر نحو (5000) فرصة عمل إضافية من فوق نحو 9 الآف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة توفرها الشركة حالياً.
وقال رئيس مجلس ادارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية ان انخفاض ارباح الشركة مع نهاية الربع الاخير من العام 2013 الى ما يقارب 9.5 مليون دينار، مرده ذات الأسباب التي أثرت على اداء الشركة المالي و ارباحها منذ بداية العام المالي الماضي وهي دواعي داخلية واخرى خارجية معروفة لذوي الاختصاص والمتابعة . داخليا تحملت الشركة سلسلة من الارتفاعات في تكاليف الطاقة ورسوم التعدين (بنسبة تزيد عن 60%) و ارتفاع بدلات إيجار الأراضي. واما الاسباب الخارجية فتعود الى تدني الاسعار العالمية حيث انخفض سعر معدل سعر بيع الفوسفات في العام 2013 بواقع 27 دولار للطن الواحد مما دفع ادارة الشركة الى خفض كمية مبيعاتها بواقع 1.2 مليون طن خلال العام 2013 . وكذلك انخفض سعر السماد خلال العام بواقع 139 دولار / طن عن اسعار العام 2012 ، و باحتساب قيمة فرق الاسعار على كميات المبيعات الفعلية خلال العام 2013 من مادتي الفوسفات و السماد ، كان طبيعيا ان قيمة الايرادات تأثرت بمبلغ 113 مليون دينار.
وفي موضوع مردود الاستثمارات المتوقع خلال هذه السنة ، أشار المهندس المجالي الى ان التراجع في مستويات ايرادات الشركة و التي اثرت على قيمة ارباحها لم يقلل من الايمان بالمستقبل الواعد لصناعة الاسمدة و كذلك تعدين الفوسفات ، ولذلك أبقت الشركة في العام 2013 على سياساتها المتعلقة بالاستثمار في الخامات الجديدة و الاستثمار في المشاريع التحويلية والمشتركة حيث استثمرت الشركة ما يقارب 60 مليون دينار في هذه المشاريع من المتوقع ان يبدأ تشغيلها خلال الربع الثاني من العام 2014 . كذلك استثمرت الشركة في مشاريع تهدف الى زيادة الكفاءة و الانتاجية في المجمع الصناعي في مدينة العقبة واستثمرت في قطاع تزويد المياه للمناجم لضمان ديمومة الانتاج، كما عمدت ادارة الشركة الى توفير مخزون استراتيجي لمواجهة الطلب المحتمل في العام 2014 حيث ارتفعت قيمة المخزون بما يقارب 45 مليون دينار. وقد بلغت قيمة الاستثمارات خلال العام الذي وصف بانه الاصعب من الناحية التسويقية و البيعية بما يقارب 150 مليون دينار من المؤمل ان يعود نفعها وجدواها على العام الحالي (2014) .
وأكد المجالي على ثوابت الادارة في مراعاة مصالح و حقوق الموظفين حيث اتخذت خلال 2013 قرارا بتخصيص مبلغ يساوي ارباح العام 2013 للايفاء بما تعهدت به ادارة الشركة السابقة في العام 2012 لتغطية نفقات نظام حوافز الموظفين بواقع 4 مليون دينار تقريبا ، كما كرمت عامليها والموظفين بصرف مكافأة لهم بمبلغ 500 دينار لكل عامل عن العام 2013 والتزمت الادارة بتعهداتها بخصوص مضاعفة الزيادة السنوية للموظفين ، هذا فضلا عن التوسع في الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه تنمية المجتمعات المحلية التي تعمل فيها حيث انفقت ما يقارب 4 مليون دينار لغايات تدريب طاقات المجتمع المحلي بالتعاون مع مؤسسة التدريب المهني.
وفي موضوع التسويق الخارجي ومبررات التفاؤل اشار المهندس المجالي الى ان الادارة أجرت تعديلات في التوجهات تتمثل في زيادة الانتاج من الفوسفات الخام والاسمدة، مع رفع حصة المنتجات ذات القيمة المضافة العالية من 30 بالمئة إلى 70 بالمئة من الطاقة الانتاجية. ولتحقيق هذا الهدف بدأت الشركة بإقامة شراكات مع أبرز دول الاستهلاك للفوسفات الاردني واولها الشركة الهندية الأردنية لإنتاج حامض الفوسفوريك التي اصبحت مملوكة بالكامل لشركة مناجم الفوسفات الاردني، ثم الشركة اليابانية الاردنية وحصة الفوسفات فيها 70 بالمئة من رأس المال. وقال انه سيتم قريبا افتتاح مشروع الاسمدة الاردنية الهندية (جيفكو) الذي يعد أكبر استثمار صناعي في المملكة ومن ضمن قائمة اضخم المصانع من نوعها في العالم حيث يستهلك سنويا نحو 8ر1 مليون طن سنويا من نوعيات الفوسفات الخام غير التجارية التي ينتجها منجم الشيدية ما يعني ضمان استهلاك كامل انتاج المصنع من قبل الشركاء. علما بان مشروع بتروجوردان ابدي، في مدينة غريسك الاندونيسية بالشراكة بين الفوسفات الأردنية وبتروكيميا الاندونيسية لإنتاج حامض الفسفوريك يتوقع ان يبدأ انتاجه هو الاخر في منتصف العام الحالي.
واشار رئيس مجلس ادارة الفوسفات الى انه رغم تراجع الطلب العالمي خلال العام الماضي ؛ فقد نجحت الشركة بتوقيع اتفاقية لتوريد 250 ألف طن من سماد الداب بقيمة 100 مليون دولار إلى اثيوبيا تنتهي في شهر شباط الحالي، كما تمكنت من إعادة خطوط الاتصال مع السوق الأسترالية التي خرجت منها الشركة قبل نحو 10 سنوات بسبب المنافسة، ونجحت في تصدير أول شحنة تجريبية مكونة من 1000 طن مصنعه من فوسفات عالي الجودة وذلك بعد إجراء تجارب وتعديل الملاحظات الفنية التي أبداها الجانب الأسترالي.كما تتواصل المحاولات للوصول إلى أسواق غير تقليدية لاسيما في أوروبا الشرقية، مع الامل أن يشهد العام الحالي بدء التصدير إلى هذه الدول.
وفي تبيان مبررات اطمئنانه الى أن «الأزمة أضحت خلفنا « يضيف المجالى انه لمواجهة انخفاض اسعار الفوسفات والسماد في عام 2013 فقد بدأت الشركة بالعمل على انتاج فوسفات بدرجة عالية الجودة حتى تتمكن من تعويض انخفاض الاسعار في السوق العالمية بتقديم منتجات بجودة أعلى وسعر أعلى من متوسط السعر في السوق العالمية، وتحويل الفوسفات غير التجاري لعمليات إنتاج الأسمدة لاسيما حامض الفوسفوريك . وقد انفقت الشركة خلال 2013 نحو 150 مليون دينار شملت مشروعات جديدة ورفع كفاءة الانتاج وزيادة جودة المنتجات.
ولفت المجالي في قراءة البيانات المالية لنتائج اعمال الربع الاخير من العام الماضي الى ان قيمة اجمالي موجودات الشركة ارتفعت بنحو 100 مليون دينار في عام 2013 لتصل الى حوالي مليار و 45 مليون دينار مؤكدا ان هذا النمو في الخط البياني للأداء الكلي للشركة سيشهد اضطرادا ايجابيا خلال 2014 وفق معطيات منظورة مؤكدة .