توصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى ما قد تكون أفضل حجة لإقناع الألمان المتشككين لدعم اتفاق التجارة المقترح بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهي أن الاتفاق سيكون مفيدا لصناعة الجعة الألمانية.
وبمجرد اتمام اتفاق الشراكة التجارية والاستثمار عبر الأطلسي، فإنه سيغطي أكبر منطقة تجارة حرة في العالم بها 800 مليون نسمة. لكن معارضي الاتفاق يخشون أنه يمكن أن يقلص تدابير حماية المستهلك ويمنح الشركات مزيدا من النفوذ.
وخلال الاحتفال بمرور 500 عام على سن أقدم قانون لسلامة الغذاء في العالم، ناشدت ميركل معارضي اتفاقية تحرير التجارة عبر الأطلسي إعادة التفكير في الفرص الواعدة التي سيحظى بها قطاع الجعة الألماني حال تطبيق هذه الاتفاقية.
وقالت ميركل يوم الجمعة في مدينة إنجولشتات بولاية بافاريا جنوب شرقي ألمانيا إن مصانع الجعة المتوسطة في ألمانيا من الممكن أن تحسن فرصها في الأسواق عبر الاتفاقية.
وفي خطابها الذي تميز بروح الدعابة اقتبست ميركل عبارة مؤسس حركة الإصلاح البروتستانتي مارتن لوتر: “من ليس لديه جعة، ليس لديه شيء للشرب”.
تجدر الإشارة إلى أن قانون نقاء البيرة الذي أصدرته ألمانيا عام 1516 يعتبر أقدم قانون خاص بسلامة الغذاء على مستوى العالم يتم تطبيقه حتى الآن. وأمر بإصدار هذا القانون دوق بافاريا فيلهيلم الرابع.
ووفقا لهذا القانون، لا يسمح بإنتاج الجعة إلا باستخدام الماء والشعير وعشبة الدينار، وإضافة الخميرة لتخمير الجعة.
ويعتزم المعارضون لاتفاق التجارة عبر الأطلسي تنظيم مظاهرة حاشدة في هانوفر اليوم السبت قبل يوم من زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمدينة، والتي من المتوقع أن تعزز الاتفاق التجاري عندما ينضم لميركل لافتتاح المعرض التجاري الصناعي في المدينة الألمانية الشمالية، والذي يحتفى بالولايات المتحدة للمرة الأولى كدولة شريكة في المعرض.
وقال منظمو المظاهرة إنهم سيطالبون بوقف اتفاقي الشراكة التجارية والاستثمار عبر الأطلسي والاتفاق الاقتصادي والتجاري الشامل بين الاتحاد الأوروبي وكندا.
وفي رسالة مفتوحة إلى أوباما قبل زيارته إلى هانوفر، قال مشرعو حزب الخضر الأوروبي إنه “خطأ” أن يتم تسريع مفاوضات الاتفاق، معتبرين أن “الكثير من المصالح الأوروبية ستتم التضحية بها”.
ومن المقرر أن تعقد الجولة الـ13 من المحادثات بشأن اتفاقية التجارة عبر الأطلسي في نيويورك الأسبوع المقبل. وقد أعرب المفاوضون على جانبي المحيط الأطلسي عن أملهم في اختتام المحادثات في ظل إدارة أوباما، ولكن الوقت ينفد حيث ستجري الانتخابات الأمريكية في تشرين ثان.
وفي مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية الصادرة صباح اليوم السبت، وصف أوباما ميركل بأنها شريك موثوق ومحترم على الساحة العالمية، وأشاد بقيادتها السياسية والأخلاقية في مواجهة أزمة الهجرة في أوروبا.
وأضاف أن أهم رسالة يوجهها من خلال رحلته هي أن الولايات المتحدة والعالم في حاجة الى أوروبا قوية ومزدهرة وموحدة.