مجلة مال واعمال

ميخائيل بروخوروف الرجل الأغنى في روسيا

-

أصبح ميخائيل بروخوروف في العام 2009 الرجل الأغنى في روسيا. وبحسب التصنيف الذي نشرته مجلة “فوربس” في ابريل/نيسان عام 2011 فان ثروته  بلغت 18 مليار دولار اي انه يشغل المرتبة الثانية في لائحة اغنى رجال الاعمال في روسيا.  وترأس بروخوروف حزب “القضية العادلة” بعد ما انتخب في 25 يونيو/حزيران عام 2011 زعيما له.

ميخائيل بروخوروف ملياردير روسي شاب عصامي وأحد رجال الأعمال الروس الذين يشغلون مواقع متقدمة في قائمة أثرياء العالم، حيث تربع على المركز الـ 24 في لائحة الأغنياء التي أصدرتها مجلة “فوربس” في آذار/مارس العام 2008، بثروة تزيد عن 19 مليار دولار أمريكي.
وفي العام ذاته احتل بروخوروف المركز الخامس في قائمة المليارديرات الروس، حسب تصنيف النسخة الروسية لمجلة “فوربس”، التي قدرت ثروته بحوالي 23 مليار دولار.

حياته المهنية
استمر تقدم  بروخوروف ليصبح الرجل الأغنى في روسيا، كما نشرت مجلة “فينانس” في شباط/فبراير العام الحالي، بثروة لم تتجاوز لـ 15 مليار دولار.
ولد ميخائيل بروخوروف في موسكو في الثالث من أيار/مايو في العام 1965، وأنهى دراسته بتفوق في كلية العلاقات الاقتصادية الدولية في معهد موسكو للعلوم المالية.
وبفضل مواهبه في التحليل الاقتصادي تبوأ منصب المسؤول الإداري في بنك التعاون الاقتصادي الدولي، واحتل مواقع هامة عدة منذ السنوات الأولى في تسعينات القرن الماضي، إذ أصبح بين عامي 1992 و1993 رئيس مجلس إدارة مصرف المساهمة التجاري، ومنذ العام 1993 رئيس مجلس إدارة  “أونيكسيم بنك”.
في ابريل العام 1996 تم تعيين بروخوروف في مجلس إدارة شركة “نوريلسكي نيكل” الحكومية، وهي شركة تعدين عملاقة وتعد أكبر شركة مصنعة للنيكل في العالم.
ثم تمكن لاحقاً بشراكة مع رجل الأعمال الروسي المعروف فلاديمير بوتانين من شراء “نوريلسكي نيكل” و “شركة سيبيريا والشرق الأدنى النفطية” وحصص متفاوتة في شركات روسية كبيرة.
يُذكر أن ميخائيل بروخوروف أصبح في العام 1998، الذي شهد أزمة اقتصادية كبيرة في روسيا، أصبح عضواً في مجلس إدارة شركة “إنترروس” التي قام بتأسيسها فلاديمير بوتانين، وهي إحدى أكبر الشركات المالية والصناعية في روسيا، ومع حلول الألفية الثالثة انتخب بروخوروف عضواً في مجلس إدارة بنك “روس بنك”، ليتولى رجل الأعمال الناجح بعد أسابيع قليلة رئاسة هذا البنك.
وفي العام 2001 شغل ميخائيل بروخوروف منصب المدير العام في شركة “نوريلسكي نيكل”.
في العام 2006 ومرة أخرى في ابريل  تبوأ ميخائيل بروخوروف منصباً مرموقاً، بانتخابه رئيساً لمجلس إدارة إحدى أضخم الشركات الروسية المنتجة للذهب ” بلوس زولوتو”، وأعيد انتخابه أكثر من مرة لاحقاً.
وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام في تلك الفترة، كان بروخورف يمتلك 28,3 في المائة من أسهم هذه الشركة.
في يناير العام 2007 أعلن بروخوروف وبوتانين عن مخطط  لفصل الشراكة “إنترروس”.
لم يستطع الطرفان فسخ الشراكة بينهما مباشرة، إلا انهما أعلنا بعد مضي عام عن صيغة مكنت بروخوروف وبوتانين من الاتفاق، إذ احتفظ بروخوروف بأسهمه في شركات تابعة لـ “إنترروس”، في حين باع حصته في شركة “نوريلسكي نيكل” التي بلغت قيمتها 8 مليار دولار لفلاديمير بوتانين، كما أنه باع جزء كبيرا من أسهمه في شركة “بلوس زولوتو”.
التحق ميخائيل بروخوروف في العام الحالي بمجلس إدارة اتحاد رجال الأعمال والصناعيين الروس، وأسس قبل سنوات صندوق خيري لدعم المشاريع الثقافية في إقليم كراسنويارسك، وحصل في العام 2006 على وسام الصداقة لجهوده المثمرة في تطوير الاقتصاد الروسي.

انتخب في يونيو/حزيران عام 2010 رئيسا لمجلس المدراء في مصر” المنتدى المالي الدولي  ” التجاري وفي ديسمبر/كانون الاول عام 2010 تم انتخابه رئيسا  لمجلس المدجراء في شركة المسؤولية المحدودة ” اس كا سوغلاسيه”. ومنذ ديسمبر / كانون الاول يشغل  بروخوروف  منصب مدير عام شركة “بوليوس زولوتو” (قطب الذهب). وقدم بروخوروف في العام نفسه نموذجا  للسيارة العاملة بالبنزين والكهرباء في آن واحد والتي اطلق عليها ” يوموبايل”. وكان بروخوروف قد اعلن بدء تصميم سيارة للشعب في مطلع عام 2010. وقد بدأ انشاء مصنع سيقوم بصنع هذه السيارة في يونيو/حزيران عام 2011

هواياته
يمارس ميخائيل بروخوروف الرياضة باستمرار ومارس لسنوات عديدة رياضة الـ “كيك بوكسينغ”، بالاضافة إلى أنه أصبح يمارس أكثر من رياضة في الفترة الأخيرة منها كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة، علاوة على ذلك يشغل بروخوروف منذ تشرين أول/أكتوبر  عام 2008  منصب رئيس اتحاد رياضة التزلج للمسافات بعيدة والرماية الروسي، كما أنه يملك حصة في نادي “تسيسكا”.
كانت بعض وسائل الإعلام التركية قد نشرت قبل أشهر ما مفاده ان ميخائيل بروخوروف اقتنى قطعة أرض كبيرة في إزمير لبناء فندق من فئة 7 نجوم، إلا ان مصادر في “أونيكسيم” نفت الأمر مؤكدة ان بروخوروف ينوي تشييد مجمع رياضي لممارسة الألعاب الرياضية المائية هناك.
وليس بعيد عن الرياضة والأرقام، سجل ميخائيل بروخوروف رقماً قياسياً بشرائه الفيلا الأغلى في العالم، في الـ”كوت دازور” جنوبي فرنسا مقابل 496 مليون يورو، وهي الفيلا التي بناها ملك بلجيكا ليبولد الثاني في العام 1902 وتعرف باسم “ليوبولدا دو فيل فرانش سيور مير” وتقع في الريفييرا الفرنسية الساحرة.
يُذكر أن قلة قليلة من رجال الأعمال البارزين اقتنوا الفيلا الفاخرة، منهم الثري الأمريكي المعروف بيل غيتس ومدير شركة “فيات” الإيطالية جوفاني أنييللي، واشترى بروخوروف الفيلا في العام 2007  من ليلى صفرا أرملة المصرفي السويسري اللبناني الأصل ادموند صفرا.
لابد من الإشارة إلى أن ميخائيل أعزب، ويبدو أن الأمر لايقلقه كثيراً إذ لا يوجد ما يشير إلى أن الرجل يبحث عن إمرأة تشاركه عمره وثروته والسرير الأكبر في أوروبا، الذي أعلن قبل أيام أن الملياردير الشاب قد حجزه
ويقول العارفون أنه بالاضافة إلى المواهب الاقتصادية و الرياضية يمتلك بروخوروف موهبة فنية أيضاً، فهو يتمتع بصوت يحسده عليه بعض محترفي الغناء في روسيا. ويعتبر بروخوروف مؤسسا لصندوق الفعاليات الخيرية والمبادرات الثقافية في روسيا.

حياته السياسية

عرض الكرملين على بروخوروف عام 2011 ان يترأس حزب “القضية العادلة. وبادر بروخوروف الى رئاسته واصلاحه. وقد نشرت وسائل الاعلام قبل مؤتمر حزب “القضية العادلة” المزمع انعقاده يومي 14 – 15 سبتمبر/أيلول نشرت معلومات تفيد بعدم رضا بعض فروع الحزب الاقليمية لنشاط أبداه بروخوروف في منصب زعيم الحزب. وقد تلقى  خصوم بروخوروف في اول يوم لانعقاد المؤتمر اكثرية في لجنة أوراق التفويض. وصرح أنصار بروخوروف الذي لم يحضر المؤتمر  في اليوم الاول لاعماله صرحوا  لوكالة “نوفوستي” الروسية للانباء ان خصوم زعيمهم استحوذوا على المؤتمر ويعتزمون تغيير رئيس الحزب. اما بروخوروف نفسه فاعلن في شبكة “تويتر” للتواصل الاجتماعي انه وقعت مصادرة المؤتمر في واقع الامر. وتسبب  نزاع اندلع بين بروخوروف من جهة و فروع الحزب الاقليمية من جهة اخرى في اقصاء بروخوروف من منصب زعيم الحزب “القضية العادلة”. وذلك الى جانب قرار اتخذه بروخوروف بادارج بفغيني رويزمان رئيس  صندوق” المدينة الخالية من المخدرات” في يكاترينبورغ في لائحة المرشحين.

وقام بروخوروف بعقد مؤتمر صحفي عاجل في مساء  يوم 14 سبتمبر/أيلول اعلن فيه ايقاف صلاحيات اندريه دونايف رئيس اللجنة التنفيذية للحزب واعضاء اللجنة كلهم. كما قام باقصاء بعض الاعضاء من الحزب.

ودعا بروخوروف في صباح اليوم التالي انصاره الى الخروج من حزب “القضية العادلة”. واعلن لدى ذلك نيته استحداث حزب جديد. وفي نهاية المطاف شهدت موسكو يوم 15 سبتمبر/أيلول انعقاد مؤتمرين حزبيين وهما مؤتمر الحزب “القضية العادلة” ومؤتمر حزب أنصار بروخوروف.

وقام  المشاركون في مؤتمر الحزب “القضية العادلة” في صباح يوم 15 سبتمبر/أيلول باقصاء بروخوروف من منصب زعيم الحزب وتعيين اندريه دونايف قائما بإعمال رئيس الحزب. اما إنصار بروخوروف المجتمعين في مبنى اكاديمية العلوم الروسية فت إطلاعهم على واقع الاستحواذ على الحزب وحقائق التزوير التي حصلت في لجنة أوراق التفويض. واتهم بروخوروف فلاديسلاف سوركوف النائب الاول لرئيس الديوان الرئاسي الذي يعتبر مهندسا رئيسيا  للنظام السياسي الروسي المعاصر.

وقد نشرت وسائل الإعلام سلسلة من المقالات في موضوع “من يقف وراء فشل بروخوروف”. وبين الفرضيات التي طرحت محاولة بروخوروف لكسب اصوات الناخبين عن طريق اقامة “العلاقات الاجتماعية”  ومنافسة بين الرئيس ورئيس الوزراء وافشال متعمد لحزب “القضية العادلة” وافتقار بروخوروف الى الخبرة السياسية وتعرض اساليبه  للنقد من قبل  بعض المسؤولين في الحزب وفشل الافكار الليبيرالية في روسيا.

واحتل حزب “القضية العادلة” المرتبة الاخيرة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 4 ديسمبر/كانون الاول بعد ان جنى  0.59 % من اصوات الناخبين.

يذكران رئيس الروسي دميتري مدفيديف اصدر في 26 سبتمبر/ايلول عام 2011 مرسوما يقضي باقصاء ميخائيل بروخوروف من عضوية لجنة التحديث الروسية مما يدل على عدم رضا الكرملين بتصرف بروخوروف وانتقاده بوجه النائب الاول لمدير ديوان الكرملين سوركوف الذي وصفه بروخوروف بانه يتولى ادارة الدمى السياسية.

أعلن الملياردير الروسي ميخائيل بروخوروف يوم 12 ديسمبر/كانون الاول عام 2011 قراره بالترشح للرئاسة الروسية بصفته مرشحا منفردا في الانتختبات الرئاسية المزمع اجراها في روسيا  بشهر مارس/آذار عام 2012.

وقررت اللجنة الانتخابية المركزية في روسيا يوم 25 يناير/كانون الثاني عام 2012 تسجيل ترشيح رجل الأعمال ميخائيل بروخوروف للمشاركة في انتخابات الرئاسة المقررة في 4 مارس/آذار المقبل. واصبح  بروخوروف  بذلك الشخص الوحيد الذي رشح نفسه وتمكن من جمع أكثر من مليوني توقيع تأييدا لترشيحه.