يحتفي “مهرجان قصر الحصن” بسبعة من عناصر التراث الثقافي الإماراتي سجلتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” ضمن قائمتها للتراث الثقافي الإنساني غير المادي .
يتضمن برنامج المهرجان ـ الذي تنظمه سنويا هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ـ باقة واسعة من العروض الحية لتقاليد المجلس والقهوة والرزفة والصقارة والتغرودة والعيالة والسدو والموزعة عبر مناطق الصحراء والواحة وجزيرة أبوظبي والبحر في ساحة المهرجان إلى جانب مبنى المجمع الثقافي والحصن وذلك من خلال أنشطة وورش عمل تفاعلية .
وقالت ريم المنصوري ـ من قسم البرامج المجتمعية في الهيئة ـ إن مهرجان قصر الحصن يعكس الجهود المبذولة للمحافظة على تراثنا الأصيل وثقافتنا العريقة..
وتتكامل المبادرات المستمرة لترميم الحصن ومبنى المجمع الثقافي مع برامج إحياء عناصر التراث الثقافي غير المادي وتسليط الضوء على هذه الممارسات والفنون الحية ونقل تقاليدها الشعبية إلى الأجيال الجديدة التي ستحمل هذا الإرث المستدام إلى المستقبل .
ويستكشف زوار المهرجان عناصر التراث الثقافي الإماراتي المدرجة على قائمة “اليونسكو” ومنها “المجلس” وهو أحد التقاليد الشعبية المهمة في المجتمع الإماراتي ..حيث يوفر مساحة مفتوحة للاجتماع وتبادل الآراء والخبرات واللقاءات في المناسبات.
ويعتبر المجلس نموذجا للحوار الثقافي والتواصل والروابط الاجتماعية القوية ويقوم بدور حيوي في نقل التراث الشفهي.. ويستمع الزوار إلى سرد لذكريات شخصية عن الحصن ودولة الإمارات في مجالس عامة في العديد من المواقع بساحة المهرجان.
وتحتفي تجربة “قهوة” التي تعود في أجواء عصرية ومريحة في مبنى المجمع الثقافي بتقاليد إعداد وتقديم القهوة باعتبارها رمزا للكرم والضيافة في المجتمعات العربية.. ويمكن للزوار الإطلاع على أسلوب تجهيز وتقديم وتناول القهوة العربية ومعنى كل خطوة منها وأهميتها في المجتمع المحلي .
ويستمتع الزوار أيضا بـ “الرزفة” ..هذا الفن الشعبي الأصيل الذي يجمع بين الموسيقى والشعر والحركات الجماعية الإيقاعية والذي يتم تقديمه في الأعياد والاحتفالات لتكريم قيم الشجاعة والشهامة..ويجد الزوارعروض “الرزفة”في مواقع مختلفة في ساحة المهرجان والتي تجسد دورالأجيال الجديدة في الحفاظ على هذا التراث الثقافي غيرالمادي من خلال تقديمه والمشاركة به .
كما يتعرف الزوار على تقاليد “الصقارة” التي تعكس عمق الروابط بين الصقارين وتلك الطيور النبيلة التي يدربونها ويمنحونها رعايتهم وصداقتهم.. ويمكن للزوارحمل الصقور والتعرف على كيفية تناقل تراث الصقارة ومهاراتها عبر الأجيال وأهميتها في التقاليد الإماراتية أو التجول بمعرض “مستشفى أبوظبي للصقور” بينما يحصلون على معلومات عن برنامج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –طيب الله ثراه- لإطلاق الصقور .
ويشاهد الزوار كذلك “العيالة” وهي أحد فنون الأداء الشعبية ويؤديها صفان متقابلان من الرجال يحملون العصي وينشدون الشعر في حركات إيقاعية مشتركة على أنغام الطبول ..وترمز “العيالة” إلى قيم الولاء للدولة والقوة والفروسية.. ويجري تقديمها حاليا في الاحتفالات الوطنية والأعراس .
أما “التغرودة” فهي شعر غنائي شعبي اعتاد الشعراء في الماضي إنشاده على ظهور الجمال خلال الأسفار الطويلة في الصحراء أو لبناء وتعزيز العلاقات الاجتماعية في الاحتفالات القبلية والأعراس واللقاءات بين الأصدقاء حول نيران المخيم وتتغنى أبياته بقيم الفخر والحكمة.
ويعتبر “السدو” أحد فنون النسيج التقليدي الذي برعت فيه المرأة في المجتمعات البدوية في دولة الإمارات ..ويتم استخدامه في الأثاث والإكسسوارات حيث يتألف من خطوط وأنماط هندسية بألوان حية وجميلة ..
ويتعرف الزوار على خصائص “السدو” وأهميته الرمزية والثقافية التراثية ومهارة المرأة الإماراتية في استخدامه في مجالات متنوعة .
يذكر أن قائمة “اليونسكو” التمثيلية للتراث الثقافي الإنساني غير المادي تسجل ممارسات وعناصر ثقافية مثل الموسيقى والشعر وفنون الأداء والتي تحظى بأهمية تراثية ومعنوية كبيرة وتحتاج إلى الحماية..وتتضمن القائمة عناصر للتراث الثقافي غير المادي وهي التقاليد والممارسات الثقافية وفنون الأداء الشعبي التي تناقلتها الأجيال عبر التاريخ .. وتسهم القائمة في تعزيز الوعي العالمي بأهمية هذه العناصر وضرورة صون تقاليدها .
وام