يبدو أن موسم المتسولين قد حان وأصبح مشهدهم وهم واقفون بانتظام وثقة عند التقاطعات الرباعية بجدة أمرا اعتياديا ميزته الوحيدة هي أن المارة أصبحوا أكثر وعيا ولا يعطونهم مثلما سبق فكسدت تجارتهم (ربما قليلا).
المشهد الثاني: انهمكت السيدة في قراءة قائمة المشتريات وبجانبها ابنتها في السوبر ماركات وإذا بعامل بنغالي يمسك بيد الطفلة ويهم بالمضي قدما ولولا أن الأم كانت متيقظة لربما انطلق بها، وعندما استوقفته السيدة وسألته عما يفعله تمتم بكلمات غير مفهومة وأشار بطريقة وكأن لمس الأطفال هو شيء عادي. ومن سوء حظ العامل أن المرأة كانت أنا لأنني لن أسكت على فعلته هذه إلى أن أتأكد أنه ينال ما يستحق من العقاب أبسطه الترحيل وأعدله الجلد والتنكيل.
من المعروف أن تجارة الاستقدام والعمالة والوافدة (خاصة الرديئة) أمست مصدر ثراء للكثيرين في السعودية سواء اعترفنا بذلك علنا أم ضمنيا. أوجه اليوم رسالة جادة إلى كل مسؤول أو من كان طرفا في استجلاب عمالة رديئة أو متسول أو مجرم إلى هذه البلاد: ربما تعتقد أيها المسؤول أنك غير مخطئ وأن أمن المواطن هو مسؤوليته وحده ولكني أقول لك إنك تزرع نبتة مسمومة سيأتيك ثمرها في الدنيا قبل الآخرة وستتجرعها الأجيال المقبلة، أجيال أولادك وأحفادك.
*نقلاً عن صحيفة “الشرق” السعودية.