على كل رجل ناجح، ان يحسن ابراز هويته وصورته على اكمل وجه ممكن. لهذا تتوافر مجموعة من ادبيات السلوك التي تتنوع بين النواحي الاجتماعية والشخصية والمهنية. إنما حين تجتمع كلها لدى رجل واحد، تكون النتيجة رائعة.
في البداية، لا بدّ من التذكير ان الايتيكيت لا يعني ان تصطنع حركاتك وخطوات اليومية، بحجة الاقتراب من الاداء المثالي. على العكس، إن التقيد بفن الايتيكيت يساعد المرء، مهما كان انتماؤه الاجتماعي او مركزه المهني، على التحلي بسلوك لائق، يمهد له الطريق ليسير على درب النجاح في شتى المجالات. إذ يبدو من المستحيل، احياناً، بلوغ اهدافنا القصيرة او الطويلة المدى، عندما نزرع دربنا، من دون انتباه، بملايين الحواجز، نتيجة عدم ادراكنا ادبيات التصرف.
في هذا التقرير، نعرض لكم اهم القواعد التي على كل رجل في يومنا هذا ان يتقنها من الصباح وحتى المساء:
مهما كان موضوع الحديث الاجتماعي، حاول الا تكون مصراً على فكرتك؛ تذكر دوماً ان الحقيقة لا يملكها احد، وان أغلبية الامور نسبية. ما يعجبك قد لا يلفت غيرك. مهما كان مضمون الحديث، فحاول ان تكتفي بعرض فكرتك من دون التكرار، لا تحاول اقناع الآخرين بأنك على حق. فأنت هنا لا تسوّق منتجاً. كذلك، عندما تتطرق الى اي حديث، حاول تجنب التباهي. لا تذكر مثلاً كلفة عطلتك الاخيرة، ولا تحاول ان تلفت الآخر الى ان حقيبتك او بذلتك او ساعتك فاخرة. كل ما هو فاخر، لا يحتاج الى الدعاية، لأن جودة الانسجة والخامات تحكي عن نفسها. لا تتطرق الى السعر الا اذا سُئِلت عنه بإصرار.
في الشرق وفي الثقافة العربية، غالباً ما ننطق بكلمات لا نعنيها احياناً. لكن عندما تقول لشخص آخر، “أرغب في دعوتك إلى تناول طعام الغداء او العشاء”، فهذا يعني إما ان تدعوه الى بيتك، وإما ان تسدد فاتورة الدعوة في المطعم الذي تقصدانه. ما من عذر لتركه يدفع فاتورته بشكل منفصل.
في التقاليد العربية، غالباً ما تسيطر الألفة على العلاقات؛ رغم ذلك، لا تقم بأي زيارة قبل الاتصال على الاقل قبل يوم او قبل ساعتين الى ثلاث. الزيارات العفوية لم تعد مرغوبة في عالمنا الحالي.
عندما تخرج برفقة أصدقائك او اقربائك، او عندما تشارك في اي مناسبة عائلية، فحاول الا تضع هاتفك على المائدة او في اي مكان بارز. إن فعلت، فهذا يعني أنك تشعر بالملل وأن هاتفك يحتل الاولوية لديك، او انك مستعد لتفحص وسائل التواصل الاجتماعي، بدلاً من الاستمتاع بالجلسة او اللقاء. ما من عذر مقبول سوى ان كنت تنتظر اتصالاً مهما لا يمكن تأجيله.
عندما تخرج برفقة زوجتك، يمكن ان تساعدها في حمل بعض الاغراض. إنما ما يُعدّ غير مقبول، أن تحمل حقيبة يدها.
عندما تكون برفقة شخص ما، ويلتقي هذا الاخير شخصاً ثالثاً لا تعرفه أنت، لا تنسَ ان تلقي التحية عليه.
عندما تتوجه الى المطعم، فاحترم النادل؛ لا تكن متجهماً ولا تشتم ولا تخاطبه بقلة أدب، حتى عندما تصادف اي مشكلة، كالتأخر في تقديم الطعام او إن تبين ان صحنك ليس نظيفاً. تذكر دوما ان الاخطاء، يمكن ان تقع دوماً وفي اي مكان. ما من ضرورة لبثّ أجواء سلبية مثقلة بالتوتر والكلام الجارح. في المقابل، يمكنك ان تشكو بطريقة مهذبة للنادل وكن متأكداً، حينها، انه سيمضي وقته محاولاً نيل رضاك.
عندما يحاول احد ما ان يستفزك بكلام غير لائق، فحاول الا تنجرّ الى مستواه المتدني. كذلك من المستحسن الا ترفع صوتك.
عندما تتوجه الى المطاعم الآسيوية لتناول السوشي، لا ترتبك اذا كنت لا تجيد استخدام العيدان. في المقابل، يمكنك ان تأكل تلك القطع بيديك. لا تستخدم الشوكة، لأنها تعدّ غير لائقة بالنسبة الى الشعب الآسيوي.
عند التحدث بالهاتف، حاول الا تطيل الحديث، إلا اذا كنت تناقش مسألة مهنية توجب الغوص في التفاصيل.
عند الدخول الى غرفة ما، بادر بإلقاء التحية، حتى وإن كنت صاحب المؤسسة.
اهتم بمظهرك، التفاصيل تشي بالكثير. النظافة الشخصية لا تقتصر على الاستحمام، إذ يضاف اليها الاعتناء بالأظفار وتشذيب الذقن، والحفاظ على نظافة الحذاء… إلخ.
احترام سرية المراسلات من أبسط القواعد وأكثرها اهمية. لا تحاول التفتيش في هاتف شريكتك مثلاً. إذا كانت الثقة مفقودة، فالتفتيش في الهاتف لن يعيد بناء ما ضاع بينكما. كذلك عندما تكون صاحب مؤسسة، لا تفتش في البريد الالكتروني لموظفك، اطلب منه مثلاً ان يضيف اسمك الى المراسلات، اذا كنت ترغب في متابعة المحادثات. إنما التفتيش في حاسوب غيرك ليس لائقاً.
يقال ان نشر الغسيل المتسخ أمر غير لائق، هذا القول المأثور لم يتخطه الزمن، لذلك، لا تتحدث عن مشكلاتك العائلية او الزوجية في العلن. إذا كنت تحتاج الى من تشكو اليه، فتوجه الى الاختصاصي، في العيادات تحصل على المشورة التي تساعدك على البناء لا هدم ما تبقى. لا تقصد حضن والدتك لتشكو لها زوجتك أو أبناءك مثلاً.