أظهر مسح لـ «رويترز» أن إنتاج منظمة «أوبك» من النفط ارتفع خلال مايو الفائت، وهي أول زيادة شهرية هذا العام في الوقت الذي طغت فيه زيادة الإمدادات من ليبيا ونيجيريا (عضوي المنظمة المعفيين من اتفاق تخفيض الإنتاج) على التحسّن في الالتزام بالاتفاق من قبل بقية الأعضاء.
وأشارت مسوحات «رويترز» إلى أن انخفاض إنتاج أنغولا والعراق وارتفاع مستوى امتثال السعودية والكويت ساعد في زيادة مستوى التزام «أوبك» باتفاق خفض الإنتاج إلى 95 في المئة، من 90 في المئة في أبريل الماضي.
وكانت دول «أوبك» تعهدت بتقلص الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يومياً، لمدة 6 أشهر ابتداء من يناير الماضي بموجب اتفاق مع روسيا ومنتجين مستقلين آخرين.
وعلى اثر ذلك الاتفاق، حققت “سعر” النفط بعض المكاسب، لكن تخمة في المخزونات وزيادة في الإمدادات من منتجين مستقلين أبقت الأسعار دون مستوى 60 دولاراً للبرميل الذي تريده السعودية، لكن تمثل زيادة متواصلة في الإنتاج من ليبيا ونيجيريا تحديات إضافية.
وسعياً لتقديم دعم إضافي للأسعار، قرر المنتجون في اجتماع الأسبوع الماضي تمديد الاتفاق حتى مارس 2018، إذ قال مندوبون في «أوبك» إن المنتجين بحثوا مشاركة نيجيريا في تخفيضات الإنتاج، لكنهم قرروا عدم الإقدام على ذلك في الوقت الحالي.
وجرى إعفاء ليبيا ونيجيريا بسبب تضرر إنتاجهما جراء الصراع، إلا أن الإمدادات من البلدين كليهما حققت تعافياً جزئياً في مايو، ما رفع مجمل إنتاج أوبك بمقدار 250 ألف برميل إلى 32.22 مليون برميل يومياً.
وجاءت أكبر زيادة في الإنتاج من نيجيريا، حيث بدأ تحميل شحنات مخصصة للتصدير من الإنتاج المتدفق في خط أنابيب فوركادوس، بعد أن ظل شبه مغلق منذ تعرضه لهجوم في فبراير 2016.
وفي ليبيا، قالت المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة إن الإنتاج بلغ حالياً 827 ألف برميل يوميا، قرب مستويات لم تسجل منذ 2014، لكن الإنتاج يبقى عند نصف مستواه البالغ 1.60 مليون برميل يومياً الذي كانت تنتجه ليبيا قبل ثورة 2011.
وتعني الزيادات الليبية والنيجيرية أن إنتاج «أوبك» في مايو بلغ في المتوسط 32.22 مليون برميل يومياً، بما يتجاوز المستوى المستهدف للمنظمة بنحو 470 ألف برميل يومياً، وارتفع التزام «أوبك» بالاتفاق مقارنة بما كان عليه في السابق، ليصل إلى مستوى قياسي، وفقا لوكالة الطاقة الدولية ومحللين آخرين.
وأظهرت الإمدادات من أنغولا أكبر انخفاض بسبب تراجع في الصادرات المقررة بعد قفزة سجلتها في أبريل، كما أن العراق صدّر خاماً أقل قليلاً من مرافئه الجنوبية.
وضخت السعودية المزيد من النفط، لكن التزامها كان ثاني أعلى معدل في «أوبك»، وحتى مع الزيادة في الإنتاج المسجلة في مايو، فإن إجمالي الخفض الذي حققته المملكة، أكبر منتج في المنظمة، بلغ 564 ألف برميل يومياً، وهو ما يفوق بكثير هدف الخفض البالغ 486 ألف برميل.
واستقر الإنتاج في إيران والإمارات، وتقرر السماح لإيران بزيادة محدودة في الإنتاج ضمن الاتفاق، لكن الإمارات حققت التزاما أقل مقارنة مع بقية المنتجين الخليجيين.
نوفاك
من ناحية ثانية، رأى وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن «(أوبك) عززت مكانتها بصفتها منظمة متخصصة قادرة أن تأخذ على عاتقها الدور الأساسي في معالجة الوضع في السوق النفطية»، معتبراً أن «الدول الأعضاء في المنظمة أظهرت قدراً كبيراً من التضامن شكل سنداً لمنتجي النفط في قرارهم العمل على ضمان استقرار الأوضاع في السوق».
وأكد نوفاك عزم روسيا الحفاظ على «الطابع الاستراتيجي البناء للتعاون مع (أوبك) وتعميقه على المدى المنظور»، لافتاً إلى أن الموعد المبدئي للاجتماع التالي للجنة المراقبة المشتركة بين «أوبك» والمنتجين المستقلين، سيعقد في الفترة بين 22 و24 يوليو في روسيا.
في سياق آخر، قال معهد البترول الأميركي إن مخزونات الخام هبطت 8.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 26 مايو إلى 513.2 مليون برميل، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 2.5 مليون برميل.
محلياً، انخفض سعر برميل النفط الكويتي 52 سنتاً في تداولات أول من أمس ليبلغ 47.83 دولار، مقابل 48.35 دولار للبرميل في تداولات الثلاثاء الماضي، وفقاً للسعر المعلن من «مؤسسة البترول».