أشارت “سيتريد ماريتام” (Seatrade Maritime) في تقريرها الذي حمل عنوان “تقدم مستمر في سوق الأعمال البحرية في الشرق الأوسط” إلى أن العديد من مصدّري النفط العرب بدأوا بزيادة إنفاقهم على العمليات البحرية بعد قرابة خمس سنوات من التخفيضات الكبيرة في معدلات الإنتاج. وأشار التقرير أيضاً إلى أن المنطقة تزخر بمشاريع بحرية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وهو ما يتوقع أن يضخ المزيد من الحيوية والنشاط في هذا القطاع. وتماشياً مع ذلك، لاحظ العديد من المحللين قيام عدد من شركات النفط الوطنية مؤخراً بتعزيز ميزانياتها المخصصة لعمليات التنقيب والإنتاج.
وأشار التقرير، الذي تضمن دراسة صادرة عن “ميد” (MEED)، المتخصصة في تحليلات ومعلومات الأعمال ومقرها دبي، إلى أن المشاريع الجاري تنفيذها حالياً في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والبالغ قيمتها الاجمالية 211 مليار دولار، تعد مؤشرات إيجابية يمكن أن تترجم إلى آفاق نمو أفضل لقطاعات الأعمال البحرية وسفن العمليات، حيث تأتي هذه المشاريع في مقدمة مبادرات أخرى بقيمة 242 مليار دولار هي الآن في محطات مختلفة من مراحل ما قبل التنفيذ.
وقال بول بارليت، مدير الاستشارات البحرية لدى “بريتش بتروليوم”: “تركز بعض المشاريع على الاستثمار في الأعمال البحرية، إلا أنها ستؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على مشغّلي سفن العمليات. وستحتاج الشركات الكبيرة التي تقف وراء هذه المبادرات الهامة، إلى جانب المشاريع النفطية البحرية، إلى مجموعة واسعة ومتنوعة من السفن من أجل استكمال هذه المشاريع في الوقت المناسب، حيث يشمل ذلك سفن دعم المنصات البحرية وقوارب إصلاح المراسي وسفن مد الأنابيب والكابلات وسفن الحفر وسفن التفتيش والصيانة والإصلاح وسفن التشييد تحت سطح البحر وسفن المسح البحري وغيرها.”
وبحث التقرير أيضاً في بعض المشاريع الكبرى في منطقة الشرق الأوسط التي لها تأثير قوي على قطاعي الأعمال البحرية وسفن العمليات. ومن بين هذه المشاريع استحواذ موانئ دبي العالمية على شركة “توباز للطاقة والملاحة” التي تتخذ من دبي مقراً لها، من شركة النهضة للخدمات وستاندرد تشارترد برايفت إكويتي /أفيرما كابيتال مقابل قيمة إجمالية بلغت أكثر من مليار دولار أمريكي.
وجاء إصدار التقرير قبيل إنعقاد “معرض سيتريد لسفن العمليات والأعمال البحرية 2019″، الذي سيقام يومي 23 و24 سبتمبر المقبل في مدينة جميرا في دبي. وسيجمع هذا المؤتمر والمعرض التجاري المخصص لصناعات سفن العمليات والأعمال البحرية العالمية، أصحاب النفوذ والقادة والمبتكرين، ويعمل على تشكيل شبكة قوية لمناقشة الفرص المتاحة وآخر الاتجاهات والتطورات في هذه الصناعة والتحديات التي تواجهها.
من جهته، قال كريس مورلي، مدير الفعاليات لدى “سيتريد ماريتايم”: “يعد معرض سيتريد لسفن العمليات والأعمال البحرية 2019 منصة مثالية للتعمق والبحث أكثر في تقريرنا. وستكون زيادة الإنفاق على الأعمال البحرية بمثابة محفز ضروري للتوسع في هذه الصناعة في ظل الظروف الحالية للسوق. ونحن بحاجة إلى مواصلة الحوار وتطوير خطط عمل استراتيجية لتحقيق أهدافنا المشتركة وتحسين الفرص بعد هذا التطور الأخير في سوق الشرق الأوسط.”
وسيضم معرض سيتريد لسفن العمليات والأعمال البحرية 2019 قاعة مخصصة للمعارض الدولية، كما سيتضمن برنامجاً للتواصل ومؤتمرات ذات صلة بقطاعي سفن العمليات والأعمال البحرية.