قبل 14 عاما من الآن، تعرض “فريد لودي” رائد الأعمال ومؤسس “ServiceNow إلى أزمة كبيرة كادت تودي إلى انهياره تماما حيث خسر 35 مليون دولار من ثروته الشخصية في عقب عملية احتيال محاسبي في شركته السابقة.
ولم يكن يعلم “لودي” أنه سيتجاوز الأزمة ويصل بشركته “ServiceNow” إلى أن تكون أفضل مقدم خدمات تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة.
وتعود جذور “سرفيس ناو” إلى شركة “Peregrine Systems” لإدارة برمجيات تكنولوجيا المعلومات، والتي كانت تقدر في وقت ما بأكثر من 4 مليارات دولار، وعلى مدار 13 عامًا، شكل “لودي” الذي شغل منصب الرئيس التكنولوجي، محركًا للنمو، لكن تبين بعد ذلك أن الشركة اعتمدت على مصادر نمو أكثر خبثًا.
واستخدمت “Peregrine Systems” عدة طرق احتيالية لتضخيم أرقام الإيرادات وسعر السهم على مدى عامين، وفي عام 2002 أفلست الشركة بشكل مفاجئ وتكشفت الألاعيب المستخدمة، وتم الزج بعدد من كبار التنفيذيين بما فيهم الرئيس التنفيذي في السجن، لكن السلطات لم توجه لـ”لودي” أي تهم أو مخالفات جنائية، ومع ذلك تآكلت حصته من الأسهم البالغ قيمتها 35 مليون دولار في أقل من يوم.
وبعد عام واحد من خسارة “لودي” البالغة حينها 35 مليون دولار، بدأ العمل على منتجه الأساسي لشركة “سرفيس ناو” وسوق له وباعه من خلال بيته، وحتى بعد نمو أعماله وإجراء الطرح العام الأولي قبل ست سنوات كانت قيمة الشركة متواضعة بحوالي ملياري دولار فقط.
وفي ذلك الشأن قال “لودي” إنه كره عمله حقًا في هذه اللحظة، لكنه رأى أيضًا أن خسارة المال كانت أفضل شيء يمكن أن يحدث له، وبدلًا من الاكتئاب والتواري، قرر مواجهة ما يكرهه وحاول استعادة بعض أمواله الضائعة، ليستقر بعد فترة وجيزة في منزله في سان دييغو، ويبدأ العمل على فكرة “سرفيس ناو”.
واستطاع “لودي” البالغ من العمر 63 عاما، أن يحقق نجاحات كبيرة في غضون 13 عاما، حيث بلغت القيمة السوقية لـ”سرفيس ناو” التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها، ما يزيد على 30 مليار دولار، وتحتل المرتبة الأولى في قائمة مجلة “فوربس” للشركات الأكثر إبداعًا لعام 2018، ويعمل لديها أكثر من 6 آلاف شخص، وتملك قاعدة عملاء تتجاوز الأربعة آلاف عميل، بها 850 شركة ضمن قائمة “فوربس” لأكبر ألفي شركة مدرجة في العالم.
وخلال العام الماضي 2017، بلغت إيرادات الشركة 1.93 مليار دولار، ومن المتوقع أن تحقق معدل نمو يفوق الثلاثين بالمائة خلال 2018، حيث تنفق أكثر من 500 شركة مليون دولار سنويًا على الأقل مقابل خدمات “سرفيس ناو”.
نجاح “لودي” في المقام الأول كان بسبب قدرته على الابتكار في مجال الإدارة، ومعرفة متى يحين الوقت للتنحي والسماح لشخص آخر بالقيادة، ففي عام 2011 قرر مغادرة موقع الرئيس التنفيذي وتولى مهمة مدير المنتجات.
“لودي” بالإضافة لكونه شخصا يشجع ويخلق تحديات باستمرار لتحسين تجربة العملاء لدينا، يؤكد أيضا أن منتجات شركته أصبحت أسهل في الاستخدام من ذي قبل، يصف بذلك “جون دوناهو” الرئيس التنفيذي الحالي الذي عمل سابقًا لصالح “إيباي”، مضيفا أن “لودي” كان مستشارًا ومدربًا وصديقًا رائعًا.
المثير للدهشة أنه تم تدشين “سرفيس ناو” في مرحلة متأخرة من العمر (قبل أسبوعين من الاحتفال بعيد مولد “لودي” الخمسين، وفي ذلك علق قائلًا: لم أستطع الانتظار، لأنه كان هناك شيء نفسي يقول إنه من غير الممكن بدء شركة في سن الخمسين.
ورغم عدم الوضوح بشأن حجم ثروته الحالية، إلا أن “فوربس” قدرت حصته في الشركة بنحو 9% من الأسهم عام 2012، ولو أنه احتفظ بها إلى الآن، فيعني ذلك ثروة صافية تصل إلى 2.88 مليار دولار.