أكد عمر خان، مدير المكاتب الخارجية في «غرفة تجارة وصناعة دبي» أن المكاتب الخارجية التمثيلية للغرفة ساهمت في تعزيز تجارة دبي مع الأسواق التي أسست فيها، معتبراً ذلك مؤشراً إيجابياً إلى الدور الذي تلعبه الغرفة في تحفيز نمو اقتصاد دبي وتعزيز تنافسية شركات الإمارة في الأسواق الخارجية، مشيراً إلى أن تجارة دبي غير النفطية مع الأسواق التي فيها مكتب تمثيلي للغرفة حققت نمواً ملحوظاً خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 11.5%.
لفت عمر خان في حوار مع «الخليج» إلى تأسيس الغرفة حالياً 8 مكاتب تمثيل خارجي في كل من أذربيجان وإقليم كردستان العراق وإثيوبيا والصين وغانا وموزمبيق وكينيا والبرازيل، والتي يتوقع أن ترتفع إلى 10 مكاتب مع نهاية العام الحالي، وذلك مع افتتاح مكتبين إضافيين قبل نهاية العام الجاري في كل من الهند والأرجنتين، بالإضافة إلى العمل على افتتاح مكتبين جديدين خلال العام القادم 2018.
التجارة غير النفطية
وأشار خان إلى أن تجارة دبي غير النفطية مع هذه الأسواق (باستثناء إقليم كردستان العراق) 49.6 مليار درهم في الربع الأول من العام 2017 مقارنةً ب 44.5 مليار درهم خلال الربع الأول من العام 2016، مما يعكس الجهود التي تبذلها الغرفة عبر مكاتبها لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري المشترك بين دبي وهذه الأسواق الواعدة.
ولفت خان إلى أن مكتب الهند سيكون ذو أهمية كبيرة نتيجة للروابط الاقتصادية المتميزة والتاريخية بين الدولة والهند، وتواجد جالية هندية كبيرة في الدولة، مؤكداً أن استراتيجية المكاتب التمثيلية أثبتت نجاحها في تعزيز اقتصاد دبي، وجاذبيته للاستثمارات الخارجية.
استراتيجية الغرفة
وأضاف خان قائلاً: «تعتمد استراتيجية غرفة دبي على اتخاذ خطوات في مجالات جديدة ومختلفة لتكون متواجدة في الأسواق النامية والجديدة، بالإضافة إلى الأسواق القوية أيضاً في مختلف المجالات، للعمل على تعريف المجتمعات المختلفة بدبي وجاذبيتها، فعلى سبيل المثال قامت المكاتب الخارجية للغرفة بعقد 243 اجتماعاً في النصف الأول من العام الحالي من وفود عديدة لاطلاعهم على الفرص التجارية في دبي أو حتى لاستخدام دبي كممر تجاري لدول أخرى».
زائرون لغرفة دبي
وأشار عمر خان إلى أنه في السنوات الأربع الأخيرة زار غرفة دبي ما يزيد على 6 آلاف شخص ضمن وفود مختلفة ومتنوعة من أكثر من 140 دولة، وذلك بهدف التعرف إلى دبي كمركز عالمي للأعمال، واستكشاف الفرص الكبيرة التي تتيحها دبي في مختلف القطاعات، معتبراً أن المكاتب الخارجية تعمل على الترويج لدبي وفعالياتها، وتقوم بدور هام في التسويق لفعاليات الغرفة المختلفة وخصوصاً منتديات الأعمال العالمية حول إفريقيا أمريكا اللاتينية ورابطة الدول المستقلة من أجل تسهيل لقاءات الأعمال الثنائية، وبناء الشراكات الاقتصادية.
استكشاف الأسواق
وأوضح خان أن غرفة دبي تركز في الفترة القادمة على الأسواق في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا نظراً للفرص الكبيرة والهائلة المتاحة في هذه الأسواق، لذلك يتم توجيه الجهود والأنظار تجاه هذه الأسواق، لتعريف الشركات في دبي والإمارات عموماً بالفرص فيها، إلى جانب تعريف هذه الأسواق إلى مدينة دبي والفرص المتوفرة فيها، مؤكداً أن التركيز على هذه الأسواق يأتي أيضاً لأنها أسواق غير مستكشفة وفيها فرص هائلة بعد دراسات وأبحاث مستفيضة قامت بها الغرفة، كما أن اختيار هذه الأسواق تم لأنه لا يوجد لنا شركاء على الأرض باستطاعتهم مساعدتنا في استكشاف هذه الأسواق، لكن في الدول المتقدمة هناك شركاء نستطيع الاعتماد عليهم والتواصل معهم عند الحاجة إلى معلومات وبيانات مثل غرفة هامبورغ وغيرها من شركائنا.
فتح آفاق أكبر للتجار
وقال خان: «قررنا في غرفة دبي أن نقوم بالاعتماد على أنفسنا في تأسيس المكاتب الخارجية، ومن أهم الأسباب لذلك أننا لا نعمل فقط على توصيل المعلومات، إنما نعمل على فتح مجالات كبيرة وواسعة لتجار دبي للتعرف إلى الأسواق المختلفة وهناك اعتماد شبه تام من هؤلاء التجار على غرفة دبي، ولذلك نقوم بالعمل بأنفسنا لتطبيق كل الخطوات بالطريقة المناسبة، إضافة إلى ذلك فإن جزءاً مهماً أيضاً من مهام المكاتب الخارجية في مختلف الدول هو العمل على جلب وفود تجارية للمشاركة في فعاليات الغرفة في دبي، ومطلوب من كل مكتب جلب وفدين سنوياً، بالإضافة إلى أنه في كل عام يكون هناك فعاليات مع كل مكتب، وجميع مكاتبنا تتنافس لتقديم أفضل الإنجازات وجلب الوفود وتعريف مجتمع الأعمال بدبي والفرص فيها».
بوابة دبي في الخارج
وأكد خان على أن المكاتب الخارجية للغرفة أصبحت بمثابة بوابة لإمارة دبي وليست فقط نافذة صغيرة، تعمل بكل جد على الترويج عالمياً لدبي وهو ما يؤتي ثماره باستمرار، مشيراً إلى أن غرفة دبي واحدة من خمس غرف تجارية التي تملك تواجداً خارجياً لها إلى جانب الغرف الألمانية والأمريكية والأسترالية والبريطانية، مشيراً إلى أن استمرارية مكاتب الغرفة ونموها في الخارج دليل على نجاح أعمالها، وهناك اتفاقيات تجارية متواصلة وتوقع باستمرار بين العديد من الشركات المختلفة في دبي وخارجها بفضل عمل المكاتب الخارجية.
سبع فعاليات
وحول نشاط المكاتب الخارجية لغرفة دبي أكد عمر خان أنها نظمت 7 فعاليات مختلفة خلال النصف الأول من العام 2017، بحيث عقد مكتب الغرفة في أذربيجان 32 اجتماعاً خلال النصف الأول من العام الحالي بمشاركة 56 مشاركاً، في حين نظم مكتب أذربيجان فعاليتان بإجمالي حضور بلغ 827 شخصاً، وعقد مكتب الغرفة في إثيوبيا 28 اجتماعاً خلال النصف الأول من العام الحالي بمشاركة 53 مشاركاً، ونظم مكتب الغرفة في البرازيل 16 اجتماعاً خلال النصف الأول من العام الحالي بمشاركة 18 مشاركاً.
وأضاف: «كما نظم مكتب إثيوبيا فعالية واحدة بإجمالي حضور بلغ 177 شخصاً، وعقد مكتب الغرفة في غانا 69 اجتماعاً خلال النصف الأول من العام الحالي بمشاركة 82 مشاركاً، في حين عقد مكتب الغرفة في موزمبيق 45 اجتماعاً خلال النصف الأول من العام الحالي بمشاركة 76 مشاركاً، ونظم مكتب موزمبيق 3 فعاليات بإجمالي حضور بلغ 731 مشاركاًِ، وعقد مكتب الغرفة في الصين 53 اجتماعاً خلال النصف الأول من العام الحالي بمشاركة 97 مشاركاً. ونظم مكتب الصين فعالية واحدة بإجمالي حضور بلغ 50 شخصاً».
استراتيجية التنويع الاقتصادي
قال عمر خان إن استراتيجية افتتاح المكاتب التمثيلية الخارجية تصب مباشرة في مصلحة دعم استراتيجية التنويع الاقتصادي، إذ تعتبر التجارة ركيزة أساسية في تلك الجهود، لصناعة مستقبل مشرق لمجتمع الأعمال، مشيراً إلى أن الغرفة تؤمن بأن دعم التجارة يكون بالوجود الفعلي في الأسواق التي تستهدفها، وإجراء حوارات مباشرة مع الأطراف المعنية والجهات الحكومية والخاصة لتذليل التحديات.
بوابة للشركات العالمية
أكد عمر خان أن دبي تشكل بوابة للشركات العالمية إلى أسواق المنطقة، وهي قادرة على لعب دور رئيس في تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى تلك الأسواق، إذ تمتلك بنية لوجستية متطورة ومؤهلة لتعزيز التبادل التجاري العالمي عبرها، مشيراً إلى الدور الحيوي الذي تلعبه الغرفة في تحفيز التجارة وقيادة الجهود الهادفة إلى دخول الأسواق العالمية، مؤكداً على أنه ومع تحوّل دبي إلى بوابة للتجارة العالمية فإنه من الضروري الآن وأكثر من أيّ وقت مضى أن تواصل الغرفة بحثها عن فرص خارجية للشركات العاملة في دبي».