في منافسة محمومة بين شركات الاتصالات للاستفادة من شبكة الإنترنت، تدرس شركات الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط فكرة إنشاء منصة عربية على الشبكة تحقق لها مزيدا من الإيردات من خلال منافسة شركات الإنترنت العملاقة مثل فيسبوك وغيرها.
وستضم المنصة العربية المقترحة خدمات الإعلام الاجتماعي والتسوق على الإنترنت للسلع والخدمات بما في ذلك المحتوى الرقمي كالموسيقى والفيديو والتطبيقات.
ويرى مؤيدو المشروع أنه بالرغم من العقبات الفنية والمالية التي تعترضه فإن اشتراك العرب الذين يتجاوز تعدادهم 350 مليون نسمة في اللغة والثقافة ووجود العديد من الشركات المملوكة لمشغلين خليجيين في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يجعل المشروع قابلا للتنفيذ.
ضرورة التعاون المشترك
ويقول عثمان سلطان -الرئيس التنفيذي لشركة دو، ثاني أكبر مشغل للاتصالات في الإمارات- إن شركة واحدة لا تستطيع تنفيذ المشروع، وإنه قد اقترح الفكرة على كل المشغلين الكبار في العالم العربي خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.
ويضيف سلطان أن شركات الاتصالات لا تستطيع الاستفادة من مكاسب شركات الإنترنت وفي الوقت نفسه ترفض الأخيرة تحمل الأعباء مع شركات الاتصالات.
ويشير إلى أن الحركة على الشبكات تتضاعف إلى مثليها كل ثمانية أو تسعة أشهر لكن الإيرادات تقترب من أقصى مستوى ممكن “لذلك ينبغي أن نأخذ جزءا من الإيرادات الجديدة التي تحصل عليها شركات الإنترنت”.
ويؤكد “لدينا قدرات ضخمة للوصول إلى المستهلك ومعرفة سلوكه”.
وقد رحب الشيخ محمد آل خليفة -الرئيس التنفيذي لشركة البحرين للاتصالات- بالفكرة، وقال إن شركات الاتصالات بدأت تتطلع لتقديم خدمات على غرار شركات الإنترنت مثل بث قنوات التلفزيون والفيديو حسب الطلب.
يرى مؤيدو المشروع أنه بالرغم من العقبات الفنية والمالية التي تعترضه فإن اشتراك العرب الذين يتجاوز تعدادهم 350 مليون نسمة في اللغة والثقافة ووجود العديد من الشركات المملوكة لمشغلين خليجيين في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يجعل المشروع قابلا للتنفيذ” |
وأضاف أن هذا التنويع إلى صناعات متصلة أصبح ضرورة.
لكن المتشككين في جدوى الفكرة يستشهدون بجهود شركات اتصالات في أنحاء أخرى من العالم لإنشاء مشاريع على شبكة الإنترنت قائلين إنها فشلت غالبا في مواجهة القدرات الفنية والتسويقية لشركات الإنترنت العملاقة.
ويقول جييرمو إسكوفيت -كبير المحللين بشركة إنفورما تليكوم آند ميديا في لندن- إن من الصعب جدا منافسة شركات الإنترنت حيث إن مشغلي الاتصالات ليس لديهم الرشاقة والمهارات الأساسية وجاذبية العلامة التجارية.
ويضيف أنهم قد اعتادوا على تشغيل شبكات وليس العمل كشركات إعلامية. وفضلا عن ذلك يحاول كل مشغل بشكل غريزي تمييز نفسه عن منافسه لذلك فالتعاون بينهم عكس غريزتهم.
وتعد شركة فودافون المدرجة في بورصة لندن أحد المشغلين الذين واجهوا صعوبة في إطلاق خدمات على الإنترنت.
شعبية شركات الإنترنت
وتتمتع شركات الإنترنت الغربية الكبرى بشعبية كبيرة في الشرق الأوسط. فوفقا لتقرير الإعلام الاجتماعي العربي الذي أصدرته كلية دبي للإدارة الحكومية بلغ عدد مستخدمي شبكة فيسبوك التي لها واجهة باللغة العربية 45.2 مليون مستخدم في العالم العربي في 30 يونيو/حزيران بزيادة تتجاوز 50% عن العام السابق.
ورغم وجود بؤر إبداعية في المنطقة مثل صناعة ألعاب الفيديو في السعودية والأردن ومشاريع تطوير تطبيقات الهواتف الذكية في مصر، لم تقترب منطقة الشرق الأوسط بعد من تطوير منتجات إلكترونية تضاهي منتجات شركات الإنترنت الغربية الكبرى.
لكن الداعمين لخطة شركات الاتصالات لإنشاء منصة على الإنترنت يرون أنها أكثر جدوى في العالم العربي منها في مناطق أخرى من العالم.