لقد حان الوقت لأن تستثمر دول العالم بكثافة في مصادر الطاقة غير النفطية، وإلا فسوف نواجه لا محالة كوارث اقتصادية خطيرة، يصعب التعافي منها دون أن تترك آثاراً عميقة في الاقتصاد العالمي. فمن مظاهر عصر النفط ”الرخيص” أنه تسبب في تخدير المجتمع الدولي خلال العقود الماضية بسبب وفرته وتدني أسعاره وملاءمته لحياتنا وسهولة التعامل معه، ناهيك عن تحكُّم مصالح الدول القوية الكبرى في أسعاره وكميات إنتاجه في معظم الأحوال. وهو الآن يدخل عمر الشيخوخة ويُلوِّح لنا بأن نكون على استعداد، لأن نبحث عن البديل. ورغم التقدم التكنولوجي والبحوث العلمية، التي لا تخلو منها مؤسسة علمية، إلا أن مصادر الطاقة البديلة المناِسبة للبنية التحتية الحالية محدودة، وتكاد تنحصر على مدى المستقبل المنظور في الطاقة الذرية والطاقة الشمسية.
تكنولوجيا الطاقة النووية مُتقدمة على الطاقة الشمسية، وعلى وجه الخصوص في الدول الصناعية، التي تمتلك التكنولوجيا النووية والكوادر البشرية المدرَّبة. وهو ما يجعل وجودها في بلدان صغيرة لا تمتلك من علوم الذرة ولا الجزء اليسير، مع غياب تام للأيدي الفنية المتخصصة، أمرا يدعو إلى التأني، خشية أن يدفعنا الحماس إلى الدخول في مخاطر نحن في غنى عنها. وتتميز مرافق الطاقة النووية بسلبيات لا حدود لها، ليس أقلها احتمال نضوب مصدر وقودها، وهو عنصر اليورانيوم. ومع أن استخدام مصادر الطاقة الشمسية لا يزال في مهده، على الرغم من التقدم الكبير في تطوير بناء منشآتها وتحسن تكاليفها، إلا أنها دون أي جدال ستكون الأوفر حظاّ كمصدر للطاقة بعد النفط، وهي جديرة بذلك، لأنها تأتي من معين مستديم لا ينضب.
ومن أجل أن تكون الصورة أكثر وضوحاً، سنعمل مقارنة بين استخدام مصادر الطاقة النووية والطاقة الشمسية في بلدان الخليج، بوجه خاص.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-1rw