مجلة مال واعمال

مفهوم المطاعم الصحية السريعة يسجل نمواً ملحوظاً في الإمارات في مواجهة قطاع المطاعم الفاخرة والراقية

-

• يركز قطاع الضيافة والمطاعم حالياً في المنطقة على تقديم الخدمات السريعة وليس فقط الاستثمار في الخدمة الفاخرة والمطاعم الراقية.
• يضمن مفهوم “القيمة مقابل المال” نجاح العمل في قطاع مطاعم الخدمات السريعة.
• يؤكد يوسف الحبال، الرئيس التنفيذي في سيرينيتي، أن على العلامات التجارية التركيز على عامل التميز والابتكار في قطاع المطاعم المتسارع النمو في دولة الإمارات والذي يتسم بتنافسية عالية.
أطلقت سيرينيتي للضيافة مؤخراً مطعم “مشواري”، أول علامة تجارية محلية تعمل تحت مظلتها، وافتتحت مؤخراً رابع فرع لها خلال مهرجان أم الإمارات.

يشهد قطاع مطاعم الخدمة السريعة أو ما يسمى بمطاعم (فاست كاجوال) في الإمارات نمواً متسارعاً منذ العام 2017 وإلى بداية العام 2018، وذلك نتيجة للتغيرات التي طرأت على أسلوب وعادات الاستهلاك في الإمارات، وازدياد الوعي عالمياً فيما يتعلق بتناول مطاعم الخدمة السريعة الذي يحتوي على مكونات طبيعية طازجة، بعكس الطعام السريع الذي يعتمد على المحتويات المجمدة والتي يتم استيرادها من الخارج.

وسجلت الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر واحدة من أكبر أسواق الخدمات الغذائية في العالم، مؤخراً نمواً بمعدل مركب يبلغ 9.6%، إذ بلغ حجمها السوقي 6.7 مليار دولار عام 2016، علاوة على تحقيق نمو ملحوظ في عدد منافذ البيع في جميع قطاعات الخدمات الغذائية خلال العام 2017.

ووفقاً ليوسف الحبّال، الرئيس التنفيذي لشركة “سيرينيتي” للضيافة والمملوكة من قبل شركة سند الاستثمارية الإماراتية أن على شركات الطعام الجديدة في دولة الإمارات إدراك أهمية مفهوم “القيمة مقابل المال” لضمان نجاح العمل في سوق سريع التطور يستند إلى أسس متينة قوية، والتي من المتوقع أن تدفع قطاع مطاعم الخدمة السريعة نحو المزيد من النمو في الفترة القادمة.

ويرى الحبال أن مفتاح النجاح لإطلاق مفهوم غذائي جديد وعصري في الإمارات يكمن بضرورة استيعاب متطلبات السوق وسد ثغراته، وتلبية تطلعات المستهلك المعاصر والتميز بتقديم خدمات مبتكرة عند تحضير الطعام والتجهيز العام بما يضمن راحة المستهلك، بالإضافة إلى تحويل تركيز الشركات من الاستثمار في قطاع المطاعم الفاخرة والمكلفة، وتوسيع اهتماماتهم لتشمل قطاع مطاعم الخدمة السريعة لتلبية احتياجات السوق.

نجحت “سيرينيتي للضيافة”، والتي تتخذ من العاصمة أبوظبي مقراً لها، مؤخراً في إطلاق سلسة مطاعم جديدة باسم “مشواري” وذلك خلال زمن قياسي لا يتجاوز السبعة أشهر مع افتتاح رابع فرع لهذه السلسة ضمن مهرجان أم الإمارات في شهر مارس، والذي يعتبر أول علامة تجارية محلية لها في الإمارات، وشهد المطعم نجاحاً حقيقياً في قطاع المطاعم بالعاصمة من خلال أسلوبه المبتكر بتقديم الخدمة إلى جانب جودة الطعام العالية. وتهدف الشركة إلى صياغة مفاهيم مبتكرة ومعاصرة، وإطلاق وإدارة علامات تجارية ناجحة في قطاع المطاعم في جميع أنحاء منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.

قبل انضمامه لسيرينيتي هوسبيتاليتي، تمتع يوسف الحبال بسيرة مهنية طويلة وحافلة بالإنجازات في مجال الضيافة، بدأها مع شركة “دانكن دونتس” عام 1997 في لبنان، وكان حينها ينتمي لفريق عمل يصب تركيزه على استحداث مفاهيم غذائية جديدة. ثم انتقل بعدها للعمل على تطوير توجهات جديدة للمطاعم العادية ومطاعم الخدمة السريعة في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، ونجح خلال تلك الفترة بتكوين مفاهيم مستدامة لاقت نجاحاً مبهراً وأحرزت نمواً كبيراً مع مرور الوقت.

شغل يوسف الحبال عدد من المراكز الإدارية العليا على مدار عقد من الزمن، عمل خلالها في مناصب ريادية في شركة المذاق للضيافة في المملكة السعودية وشركة تريتس هولدينغ الشرق الأوسط، ويركز على تقديم تجربة ناجحة للشركات الجديدة التي ترغب بالاستثمار في قطاع المطاعم مستقبلاً في الإمارات، وحثهم على الاهتمام بفئة خدمة الطعام الصحي السريع. ويؤمن بأن ما تعلمه من عمله في هذه الصناعة مع المواهب الناشئة في مجال المطاعم والضيافة لدى علامات تجارية رائدة عالمياً، قد ساعده في تطبيق خبرته النظرية بشكل عملي.

وفي تصريح له قال يوسف: “ينبغي على الكثير من شركات الطعام إعادة النظر بنماذج أعمالهم وهيكلية التكاليف واستراتيجيات النمو إذا كانت إدارتهم ترغب بالحفاظ على وجودها في قطاع الضيافة والمطاعم في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها السوق “.

وأضاف في معرض حديثه عن ازدهار تجارة الأعمال الجديدة في المنطقة: “نجحت بعض الشركات التي اتبعت مفهوماً جديداً على المستوى المحلي لتقديم الطعام في اكتساب شعبية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، إذ أنها قامت بتفصيل منتجاتها بحسب متطلبات السوق الجديد. ولهذا يتوجب على جميع العلامات التجارية بما فيها المطاعم العالمية التي تسعى للاستثمار في المنطقة أن تعدل نماذج أعمالها ومفاهيمها لتتناسب مع متطلبات السوق إذا كانت ترغب في تحقيق النجاح المستدام.”

جاء إطلاق “مشواري”، المطعم ذو الطابع العربي بعد أن أدركت “سيرينيتي للضيافة” أن تطلعات المستهلك حالياً تركز على تناول طعام صحي، بخدمة سريعة وذلك بقيمة مالية معقولة على أن تكون الجودة عالية أيضاً.

وافتتح الفرع الرابع لسلسلة “مشواري” في منطقة “ع البحر” على الواجهة المائية لكورنيش العاصمة الإماراتية، ونجح المطعم خلال فترة قصيرة باكتساب قبول واسع من محبي تناول الطعام في أبوظبي، ويعود ذلك إلى جودة الطعام الأصيل الذي يستخدمه طهاة المطعم في مكونات الطعام. وتشير الشركة أنها تتوقع افتتاح فروع إضافية في الإمارات قبل نهاية عام 2018.

وأكد الرئيس التنفيذي للشركة بأن الهدف من إطلاق مطعم مشواري هو تقديم أطباق الطعام الأكثر شعبيةً في الشارع العربي إلى الناس بجميع شرائحهم باستخدام مكونات صحية في بيئة راقية وبأسعار معقولة. ولهذا بحثت الشركة جيداً وبدقة شديدة وقامت بتطوير الوصفات التقليدية بطريقة مبتكرة باستخدام مكونات يتم انتاجها محلياً.

تستند خبرة فريق العمل في “سيرينتي” على معرفة وفهم عميق لقطاع الضيافة والمطاعم للسوق المحلي، وتجارب عملية تؤهلهم لوضع تصور ومفهوم جديد لتناول الطعام وإطلاق علامات تجارية جديدة ورائدة عالمياً والإشراف على إدارتها بكفاءة. مما يتيح للشركة القدرة على مساعدة العلامات التجارية الأخرى وسلاسل المطاعم العالمية للاستثمار في الإمارات والمنطقة، وتقديم خدمات مميزة تشمل اختيار الموقع والتوقيت المناسبين واستحداث مفاهيم تجارية عصرية، بالإضافة إلى تعديل قوائم الطعام بما يتلاءم مع السوق الإقليمي.

كما أبرمت سيرينيتي للضيافة في الآونة الأخيرة صفقة جديدة مع سلسلة مطاعم أمريكية رائدة عالمياً لجلب نوع جديد من مطاعم اللحوم المدخنة من ولاية تكساس إلى الشرق الأوسط بدءاً من دولة الإمارات العربية المتحدة. وتسعى الشركة إلى تطوير مفاهيم محلية مبتكرة وجلب مطاعم رائدة على المستوى العالمي إلى المنطقة في السنوات المقبلة، وذلك بمساعدة إدارتها التي تملك خبرة أكثر من 20 عاماً في تقديم الاستشارات بقطاع الضيافة، وتشغيل مجموعة من أسماء المطاعم العالمية المعروفة في الشرق الأوسط، وتسعى في الوقت نفسه إلى مساعدة شركات الطعام المحلية والعالمية للازدهار في ظل سوق سريع النمو.