مع تراجع السوق نجد أمامنا بعدين الأول شركات تبقى قريبة أو أعلى من توقعات السوق وشركات تنخفض أكثر من توقعات السوق. وعليه يصبح تساؤلنا ماذا يعرفون ولا نعرف مقبولا هنا. ونقصد بالتوقعات هنا التقارير التي تنشرها الشركات المالية المتخصصة والتي تحدد من خلالها سعرا مستهدفا. وعادة ما تكثر التقارير حول نهاية الربع مع صدورها بعض الأحيان في فترات متباعدة.
ونهتم هنا باستعراض أسعار مستهدفة حسب رؤية وتوقعات الشركات المالية وتقارن عادة بالسعر السائد حيث يمثل انخفاض السعر عن المستهدف بتوجه نحو الشراء حيث يتوقع صعود السعر، وفي المقابل عند وجود السعر في نقطة أعلى يتوقع للسعر الانخفاض فيكون القرار البيع. والتوقعات صدرت في الفترة التي تراجع فيها السوق وبلغ نقاطا منخفضة.
الملاحظ أن هناك تباينا واضحا بين توقعات الأهلي كابيتال والجزيرة كابيتال حيث وضع الجزيرة كابيتال أسعارا مستهدفة لكل من سابك وسافكو وسيبكم أقل من الأسعار التي وضعها الأهلي كابيتال وبقيمة تراوحت بين 5 – 20 في المائة. وفي المقابل وضع الجزيرة كابيتال أسعارا أعلى لكل من المتقدمة والتصنيع ودار الأركان وبنسبة تفاوتت بين 2-30 في المائة الوضع الذي يعكس تضاربا في الآراء بين شركتين لهما ثقلهما في سوق الأسهم السعودية. وهناك شركات لم تتم تغطيتها من كلتا الشركتين ومجمعة أكبر لم تغط من الجزيرة كابيتال كما هو واضح من الجدول.
ولو نظرنا للجدول لوجدنا أن جميع الشركات حسب وجهة نظر الأهلي تمثل فرصة للشراء ما عدا شركة واحدة تجاوز سعرها السعر المستهدف وهي بتروكيم وبالتالي حسب رؤية الشركة المالية يشتري في كل السابق وتباع بتروكيم، ولكن بتروكيم يتوقع أن تبدأ إنتاجها التجاري وتنعكس نتائجه على الربع الثاني. كما أن الفجوة بين السعر المستهدف والسعر الحالي لشركات مثل سابك وسافكو وسيبكم كبيرة مما يعني أرباحا كبيرة في حين كانت صغيرة في الباقيين وأسعارها لم يتجاوز الربح فيها أربعة ريالات ومع هامش الخطأ ربما لا تعد فرصة حقيقية. وبالتالي نجد أن السعر في معظم شركات القطاع قريب من المتحقق في السوق مما يعني عدم وجود مفاجآت سوى لشركتين.
وفي المقابل ولشركة الجزيرة كابيتال لا ترى نفس الفرصة في سافكو وترى الفرصة في سابك وينساب والتصنيع ودار الأركان لتحقيق أرباح كبيرة. والباقون يحققون نتائج ولكن هامش الربحية فيها لا يعتبر كبيرا مقارنة بالسابق.
ختاما، وبالتالي يتفق الاثنان على توافر الفرص والإمكانيات في قطاع البتروكيماويات وأن هناك مجالا متوقعا لصعود السعر مع ظهور النتائج وربما حدوث بعض المفاجآت في السوق مع ظهور نتائج الربع الثاني وباقي العام. وبالطبع لا يقول لنا التقرير متى يحدث النمو السعري ولكن خلال العام متوقع أن يحدث وقد لا يحدث.
والسؤال الذي نتطلع له أيهما تختار وأيهما يمكن أن يحقق لنا الربح والنمو الرأسمالي، وبمعني آخر لمن ستستمع السوق وتتبع؟ الحقيقة ذلك يعتمد على نوعية المعلومات التي تم الاستناد إليها ومدى دقتها وحجم التخمين فيها وبالتالي نستطيع أن نحدد حجم الخطأ المتوقع. بالطبع إذا اعتمد الاثنان على التخمين والبيانات التاريخية دون تطعيمها ببيانات من الشركات فتخمينهم لن يكون بأفضل من تخمين أي متعامل في السوق. ويبدو أن كلا الطرفين لم يعتمدا على نتائج وبيانات واحدة نظرا لاختلاف توقعاتهما وتباينها والتي تعتمد على افتراضاتهما وعلى نوعية البيانات وعلى مدى تعاون الشركات معهما.
من المعروف وحسب الثقافة الحالية في مجتمعنا لا يتم التعاون بصورة مباشرة مع الشركات بسبب حساسية وسرية المعلومات وحبنا لإخفاء المعلومات وأحيانا قد نصل لتجميل المعلومات حتى نحقق أهدافا مغايرة. مستقبلا ومع نجاح المحللين في أعمالهم ستجبر الشركات على توفير المعلومات والبيانات بحيث نصل إلى نتائج أفضل بكثير من الحالية التي تؤدي إلى تباين كبير في التوقعات. وهي حقيقة ترتبط بتساؤلنا الأساسي وهو ماذا يعرفون ولا نعرف، حتى الآن لا شيء.
*نقلا عن الاقتصادية
المصدر : https://wp.me/p70vFa-2aV