قال مدير عام دار جميرا للنشر في دبي طلال سالم: إن الخوف خلال السنوات الماضية وسط المتغيرات في عالم الكتاب والتقنيات المعاصرة كان ينصب على اندثار الكتاب التقليدي الورقي، في ظل ثورة الاتصالات والتقنيات الحديثة المتتابعة، وظهور وسائل تقنية معاصرة للنشر والقراءة في العالم، ممثلة تحديدا ب(الكتاب الإلكتروني)، الذي برز بديلا للكتاب بشكله التقليدي. جاء ذلك خلال ما شهده المقهى الثقافي المصاحب لفعاليات الدورة الثامنة من معرض رأس الخيمة للكتاب، بمركز رأس الخيمة للمعارض، ضمن أمسية ثقافية للشاعر طلال سالم والكاتبة إيناس العباسي.
ورأى الكثير من المتابعين وأصحاب الرأي، إبان انفجار ثورة الاتصالات والتقنيات الحديثة المتلاحقة خلال الأعوام الماضية، أن ذلك سيقود إلى اختفاء «الكتاب التقليدي» تدريجيا أو اضمحلاله وتراجع دوره، نظراً لانتشار الكتب الإلكترونية، التي حققت بالفعل انتشارا كبيرا، لكن ما وقع وتجسد على أرض الواقع كان عكس تلك الآراء والتوقعات، حين حافظ الكتاب الورقي على قيمته ودوره وحضوره في الحياة الثقافية والفكرية والعلمية والأكاديمية والاجتماعية على مدار الأعوام الماضية.
وتناولت مالكة دار «النحلة الصغيرة» للنشر إيناس العباسي، تجربتها في حقل النشر والتوزيع، مؤكدة أن الوطن العربي بحاجة ماسة إلى التركيز على الكتب المتخصصة في أدب اليافعين، إذ إن حركة التأليف والنشر عربيا تنتقل من كتب الأطفال إلى الكبار، مخلفة وراءها فجوة في أدب اليافعين، الذين أهملتهم دور النشر وحركة التأليف.
وشهدت الأمسية الثقافية مناقشة قضايا النشر المختلفة في الوطن العربي، منها معوقات النشر والتوزيع، بمشاركة مجموعة من المثقفين، بينهم الشاعر أحمد العسم رئيس الهيئة الإدارية لفرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في رأس الخيمة، والباحث الاجتماعي والاقتصادي نجيب الشامسي مدير عام الهيئة الاستشارية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والناقد الدكتور هيثم الخواجة.
وكرم الدكتور أحمد راشد الشميلي، مساعد المدير العام لقطاع الخدمات التجارية وتطوير الأعمال في غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، ضيفي الأمسية، الشاعر طلال سالم والكاتبة إيناس العباسي.
وتضمنت الأمسية بحسب «الخليج الإماراتية» توقيع كتاب (كوخ مالح)، للشاعر أحمد العسم، وكتاب (السلاح في الشعر الجاهلي، أبعاده الاجتماعية والنفسية)، للباحثة فاطمة المعمري، وذلك في ركن توقيع الكتب والإصدارات الجديدة في المعرض.