مجلة مال واعمال

«مطروح المصرية» تستلهم نموذج دبي في التنمية

-

413

على مدار اليومين الماضيين وخلال جولته الاستثمارية في دبي دعا اللواء علاء أبوزيد محافظ مطروح الشركات الإماراتية للاستثمار في المحافظة الساحلية المصرية، التي تذخر بإمكانات اقتصادية عديدة، مؤكداً أن المحافظة تستلهم دبي كنموذج لها في التنمية الشاملة اعتماداً على مبدأ اللامركزية في الإدارة، مشيراً إلى أن المحافظة تمتلك كافة الصلاحيات في التعامل مع المستثمرين عبر تقديم كافة التسهيلات الخاصة بهم، جاء ذلك خلال زيارة المحافظ إلى دولة الإمارات، بدأها أول من أمس للترويج للمؤتمر الاقتصادي، الذي تستعد له المحافظة في الشهور القادمة.

وشهد المؤتمر الصحافي الخاص بالاستثمار في المحافظة مشاركة واسعة من الدول والهيئات الدولية والشركات ورجال الأعمال للتعرف على فرص الاستثمار بمنطقة الساحل الشمالي الغربي وحتي واحة سيوة والتي لم تستغل حتى الآن، على رأس الشركات المشاركة شركة «العربية للاستثمار» التي لها الكثير من الاستثمارات في مصر ومجموعة «علي بن حيدر» والتي اختصتها المحافظة بأن تكون منفذاً للشركات في منطقة الخليج للتعريف بالاستثمارات في المحافظة.

وأكد المحافظ على الدعم الإماراتي لمصر والذي يتجلى عبر المشروعات التي تقدم حلولاً واقعية للمشاكل الاقتصادية المصرية، حيث تبني الإمارات أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية في منطقة شمال أفريقيا في واحة (سيوه) بالمحافظة، وتقدر طاقتها الإجمالية بـ 10 ميجا واط، سوف يتم استغلال 5.5 ميجا واط منها للأغراض الاستهلاكية، والـ 4.5 ميجا واط الباقية للأغراض الاستثمارية في الواحة، وبذكر محطات توليد الطاقة تقوم ثلاث دول هي (روسيا والصين وكوريا) بالمشاركة في إنشاء محطة «الضبعة» لتوليد الطاقة النووية.

مستثمرون

من جانبهم قال مستثمرون مشاركون في المؤتمر وعلى رأسهم الشيخ عبد الله الشرقي، إن محافظة مطروح تعتبر منطقة (بكر) للاستثمار، حيث يوجد الكثير من الفرص الاستثمارية في المحافظة، ومن جانبه قال علي بن حيدر، رئيس مجموعة علي بن حيدر، إن القوانين الاستثمارية في مصر تغير بشكل كبير في ظل الحكومة الحالية، حيث يوجد الكثير من التسهيلات التي أصبح معها الاستثمار في مصر أسهل من ذي قبل.

وأضاف أن لدى الشركة مشروعات زراعية واستثمارية في مصر، حيث يوجد لدى الشركة الكثير من الاستثمارات الكبيرة، والتي تتطلب تحالفات كبيرة، حيث تعتبر مجموعة (بن حيدر) منفذاً للتعريف بالاستثمارات في مطروح، فهي تقدم هذه كخدمة منها للدخول إلى السوق المصري.

وقال منصور العثيمين رئيس المجموعة العربية للاستثمار إن مصر ستظل قلب الأمة العربية وهي أعطت الكثير لاخوانها العرب، وحان وقت رد الجميل، ومحافظة مطروح تمد يها، حيث العائد الجيد على الاستثمار في كثير من المشروعات، ومن خلال جولة المحافظ تعرفنا على الخبرات الموجودة والفرص الاستثمارية الجيدة.

حوار

واستهل اللواء علاء أبوزيد حواراته مع المستثمرين بعرض مجموعة من المشروعات الاستثمارية والتي سوف يتم تدشينها من خلال عدد من الشركات الإماراتية والسعودية، ويأتي على رأس هذه المشروعات تدشين ميناء بقيمة 2 مليار دولار عبر تحالف تقوده إحدى الشركات الإماراتية العاملة في جمهورية مصر العربية. وأشار أبوزيد، إلى أن الميناء سوف يكون متخصصاً للأغراض التجارية، حيث تمتلك محافظة مطروح العديد من الإمكانيات والموارد المتنوعة التي تساعد في تحقيق التنمية الشاملة، فالمحافظة لديها امتداد ساحلي لمسافة 450 كم جنوب ساحل البحر الأبيض المتوسط، ملفتاً إلى أن الميناء يشمل أرصفة بحرية ومنطقة صناعية ومنطقة تجارية وغيرها على مساحة 2395 فداناً بشاطئ مدينة براني على بعد 110 كيلو مترات غرب مدينة مرسى مطروح.

لفت المحافظ إلى أن هناك فرصاً استثمارية في قطاع الأسمنت تشمل ثلاث رخص لمصانع أسمنت الأولوية فيها للمستثمر العربي والخليجي، مؤكداً على أن الأولوية للعروض سوف تكون للشركات العربية والخليجية، حيث تعتمد المحافظة على اللامركزية في الإدارة، فالمحافظ لديه من الصلاحيات التي تمكنه من ترسية بعض العقود التي فيها مصلحة المحافظ من دون الدخول في مزايدات أو منافسات، وهو ما يسهل على المستثمرين العرب في ضخ استثماراتهم إلى المحافظة باعتبار أن لهم الأولوية.

وأوضح المحافظ، أن المحافظة تمتلك الكثير من المواد التعدينية، حيث يوجد كميات كبيرة من الخامات الأساسية من طفلة صناعة الأسمنت خاصة الطفلة الكبريتية كأجود الأنواع، وتوافر كميات كبيرة من كربونات وكبريتات الكالسيوم وهذه المواد المنتج الأول لمادة الكرنكل الأساسي، وذلك لصناعة الأسمنت المقاوم للمياه، وكذلك مصنع للجبس مع توافر كميات كبيرة من كبريتات الكالسيوم الخام الأساسي في صناعة الجبس الصناعي والجبس الزراعي، منوهاً إلى أن شركة صينية تقدمت بعرض للحصول على الرخصة الأولى للاسمنت، ولكننا لم نوافق حتى الآن وننتظر الاستثمار العربي والخليجي.

مشروعات سياحية

وقال المحافظ إنه يوجد حالياً عدة عروض من شركات استثمارية مصرية وإماراتية كبرى تقدمت لإقامة مشروعات سياحية ومنتجعات على طول الساحل الشمالي الغربي، وأكد المحافظ أن مطروح تمتلك العديد من الإمكانيات والموارد المتنوعة التي تساعد في تحقيق التنمية الشاملة، إذا ما تم استغلالها مع امتداد ساحلي لمسافة 450 كم على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وجنوباً حتى جنوب سيوة لمسافة 400 كم بمساحة 166 ألف كيلو متر مسطح بنسبة 16,6% من مساحة جمهورية مصر العربية كثاني أكبر المحافظات المصرية مساحة.

أشار المحافظ إلى مشروعات الاستثمار الزراعي بمطروح كثيرة منها مشروعات للاستزراع السمكي بمدينة سيوة، حيث مقترح إقامة مزارع سمكية على مساحة 10 كم مربع، تضم بحيرات وسبخات تصلح لإقامة المزارع السمكية لتربية الأسماك والقشريات والأصداف، وفقاً لطبيعة بيئتها ومشروع استصلاح أراض على المياه الجوفية، وإقامة مزارع دواجن كبيرة على مساحة 270 ألف فدان جنوب مدينة الحمام بمنطقة الفياضة، وتقدر المساحات القابلة للاستزراع بالمحافظة نصف مليون فدان من الأراضي الزراعية حالياً، بالإضافة إلى مليون فدان جنوب مدينة العلمين قابلة للزراعة بعد تطهيرها من الألغام و2 مليون فدن قابلة للاستزراع في زمام المدن والقرى بالمحافظة و200 ألف فدان زراعة.

وأشار المحافظ إلى سعى المحافظة لاستغلال تلك الإمكانيات والموارد التنموية من خلال مشروعات مستقبلية منها استخراج واستغلال الملح الصناعي والذي تشتهر به المحافظة ويعتبر الأول عالمياً من ناحية النقاوة والاحتياطات فيه كبيرة جداً.

قطاع التعدين

ونوه محافظ مطروح إلى إمكانية العديد من المصانع في قطاع التعدين على رأسها إقامة مصنع لليوريا، حيث تعتبر مطروح أكبر منتج للغاز الطبيعي، وإقامة مصنع للمياه المعدنية، حيث تقع بالمحافظة أكبر بحيرة مياه معدنية طبيعية، وإنشاء مصنع لصناعة البونتانين لتلبي احتياجات حفارات البترول، حيث يوجد بمحافظة مطروح أكبر احتياطي من خام الطفلة لصناعة البونتانين، كما يمكن إقامة مصنع لاستخلاص الفسفور من المياه، لتوافر بعض مصادر المياه الجوفية بها نسبة فسفور لا تقل عن 0.8%، مشيراً إلى أهم الإمكانيات والموارد التي تمتلكها المحافظة المتمثلة 4.8 ملايين برميل بترول و 13.4 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

مصفاة للبترول

وأشار المحافظ إلى إمكانية إقامة مصنع مصفاة للبترول، حيث تعتبر محافظة مطروح من أكبر المحافظات المنتجة للبترول والغاز الطبيعي بجمهورية مصر العربية، ومصنع لتكرير الملح، حيث تعتبر محافظة مطروح غنية بكلوريد الصوديوم 98.9 نسبة نقاء، حيث يحتوي منخفض القطارة وحده على نحو مليون متر مكعب، وإمكانية إنشاء مصنع للبرمجيات والبلور، حيث يوجد أكثر من 20 مليون طن سيلكا من أجود أنواع السيلكا لصناعة البرمجيات وصناعة زجاج البريسايكل، وكذلك مقترح إنشاء مصنع لصناعة البطاريات الحمضية والقلوية مع توافر نسبة كبيرة من أكسيد الرصاص الخام جنوب مدينة مرسى مطروح.