مجلة مال واعمال

مطارات المنطقة أنفقت على أمن المعلومات سبعين بليون دولار في خمس سنوات

-

2d044ba6d4584d2d9ef92091806ce7ac

أعلن رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «سيتا» هاني الأسعد أن إنفاق المنطقة على تقنية المعلومات في مطاراتها تراجع بشدة خلال العام الحالي، نتيجة هبوط أسعار النفط والتوتر السياسي في بعض الدول. وأكد في تصريح الى «الحياة» خلال مؤتمر «سيتا» السنوي لتكنولوجيا المعلومات الذي انطلق في برشلونة أمس، أن «الإنفاق تراجع من 5 إلى أقل من 3 في المئة من إجمالي عائدات المطارات، في إطار إلغاء عدد من المشاريع أو تأجيلها، على رغم أن شركات الطيران في المنطقة، خصوصاً الخليجية منها، حققت خلال العام الحالي أرباحاً قياسية، جراء تراجع أسعار الوقود وارتفاع عدد المسافرين».
وأشار إلى أن «مطارات المنطقة أنفقت خلال السنوات الخمس الماضية نحو 70 بليون دولار على تقنية المعلومات، وأمن المطارات، ما وضعها في مصاف أهم المطارات تطوراً في العالم، لاسيما مطارات منطقة الخليج، وحتى مطارات دول مثل مصر ولبنان تعتبر أفضل حالاً من مطارات كثيرة في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا».
وعلى رغم أن تراجع أسعار النفط انعكس سلباً على إنفاق المنطقة على تقنية المعلومات والأمن خلال العام الحالي، إلا أن الأسعد توقع أن تشهد المنطقة نشاطاً في هذا القطاع خلال عام 2017، نتيجة اتخاذ عدد من الدول إجراءات لتنويع مصادر دخلها بعيداً من النفط، والتركيز على قطاع السياحة والطيران. واعتبر تراجع أسعار النفط وحوادث الطيران خلال الأشهر الأخيرة «جرس إنذار» للمنطقة كي تركز على هذا القطاع الحيوي، لاسيما الأمن والسلامة.
وأشار خبراء من «سيتا» إلى أن المؤسسة الدولية تعمل على تطوير تقنيات للعثور على الطائرات المفقودة، بعد الفشل في العثور على الطائرة الماليزية المفقودة وصعوبة تحديد مكان الحطام والصندوقين الأسودين التابعين للطائرة المصرية التي تحطمت في البحر الأبيض المتوسط الأسبوع الماضي. ووصف الأسعد عام 2016 بأنه عام للتفكير والبحث ورسم استراتيجيات المنطقة، في حين توقع أن يكون عام 2017 عاماً للانطلاق والاستثمار في قطاع السياحة والسفر. وأشار إلى أن «عائدات سيتا من المنطقة العربية تتجاوز 150 مليون دولار سنوياً»، متوقعاً ارتفاع هذا الرقم خلال السنوات المقبلة مع توجه المنطقة إلى تنويع مصادر دخلها، والتركيز على السياحة والسفر.
وأشارت دراسة حديثة إلى أن «الطلب المتنامي على التكنولوجيا الذكية سيدفع السوق العالمية للمطارات إلى استثمار أكثر من 13 بليون دولار بحلول عام 2019، مقارنة بـ8.22 بليون عام 2014». ولاحظ خبراء شاركوا في مؤتمر «سيتا» أن «المطارات تعمل على ضمان قدرتها على مجاراة العدد المتزايد للمسافرين مع تقديمها خبرة سفر مريحة في آن معاً، حيث يُتوقع أن يتجاوز عدد المسافرين حاجز 7.3 بليون مسافر بحلول عام 2034». وأضافوا: «يمكن للتكنولوجيات الذكية أن تساعد بقوة في تقديم خبرة سفر خالية من المتاعب، فيما ستدفع الاستثمارات الضخمة في المنطقة عموماً، ودولة الإمارات خصوصاً، سوق المطارات الذكية في الشرق الأوسط إلى تجاوز عتبة 850 مليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة».
وتوقع «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» (أياتا)، أن يحقق الشرق الأوسط «نمواً لافتاً في عدد المسافرين ليصل إلى 237 مليوناً سنوياً بحلول عام 2034». وتركّز المطارات على الاستثمار في التكنولوجيا الذكية، للتعامل بفاعلية مع النمو السريع والأعداد الكبيرة من المسافرين، مع سعيها أيضاً إلى ضمان الأمن.
وناقش صناع القرار والخبراء خلال المؤتمر، الوسائل التي من شأنها جعل المطارات فاعلة في شكل أكبر، وخفض الأخطار وتجنب التهديدات الرئيسة، وأهمية التوعية حول ثقافة الأمن، والطرق التي يمكن للتكنولوجيا من خلالها اكتشاف التهديدات الأمنية الجديدة وتجنّبها، والتهديدات الناجمة عن الهجمات على الانترنت، إلى جانب مستقبل تكنولوجيات تفتيش الأمتعة، وتحديد القياس الحيوي، والتحليل المنطقي باستخدام الفيديو، وحماية محيط المطارات.
وعن أهمية التكنولوجيا في دعم قطاع الطيران العالمي، خصوصاً من الجانب الأمني، أكد الأسعد أن الأنظمة والبرامج والتقنيات الذكية «أحد أبرز الحلول لتعزيز معايير الأمن والسلامة في صناعة الطيران العالمية». وشدد على ضرورة «التحوّل من الطرق التقليدية في مجال إنجاز إجراءات السفر في المطارات وانتهاج أساليب متطورة تعتمد على الحلول الذكية، لتسهيل تدفق المسافرين من دون المساومة على المعايير الأمنية».