قال الدكتور محمود رزق نائب مدير التخطيط والبحوث بهيئة قناة السويس
وكانت إسرائيل قد أعلنت أمس الأحد أنها تخطط لإقامة خط حديدي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط يمكن أن ينقل ما يفيض عن قدرة قناة السويس على الطريق بين آسيا وأوروبا.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بحسب رويترز أن فكرة تفريغ حمولات السفن في ميناء ونقلها بالسكك الحديدية لتحملها سفن أخرى من ميناء آخر لاقت “اهتماماً كبيراً” بين مصدرين كبار في الهند والصين.
ولم ينل المشروع الموافقة النهائية بعد ومازال يفتقر الى خطط التمويل. ولم تعلن إسرائيل بعد حجم الحمولات التي تتوقع أن ينقلها الخط المكهرب المقترح الذي سيمتد 350 كيلومتراً من إيلات على البحر الاحمر الى أسدود على البحر المتوسط على بعد 30 كيلومتراً جنوبي تل ابيب.
وقال نتنياهو في تصريحات علنية في افتتاح مناقشة مجلس الوزراء للمشروع “لإقامة هذا الخط أهمية استراتيجية على المستويين الوطني والدولي”.
ورداً على ادعاءات إسرائيل بعدم قدرة قناة السويس على تحمل أعباء حركة النقل البحري في ظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تمر بها مصر، قال محمود رزق نائب مدير التخطيط والبحوث بالهيئة لـ”العربية نت” إن هذه الادعاءات باطلة وهي نوع من الدعاية السوداء التي تمارسها إسرائيل بين والآخر ضد قناة السويس، وأن القناة قادرة على استيعاب حركة التجارة البحرية ولا توجد أي قيود على عدد المراكب أو الحاوية للمرورو على قناة السويس”.
وقال الكاتب محمد الشافعي، المتخصص في شؤون هيئة قناة السويس لـ”العربية.نت”: “إن محاولة بناء الخط الحديدي التي تعمل عليه إسرائيل ليس إلا محاولة جديدة من محاولات اسرئيل لعرقلة أي تنمية اقتصادية لمصر وكانت هناك محاولة في السابق لإنشاء قناة ما يسمى بقناة البحر الميت ولكنهم وجدوا التكلفة مرتفعة فتوقف المشروع”.
وأكد محمد الشافعي “أن هيئة قناة السويس لديها القدرة على استيعاب حركة النقل البحري العالمية أيا كانت ولدى الهيئة خطط للتوسعات لنقل أكبر قدر مممكن من ناقلات البترول العملاقة من خلال زيادة غاطس القناة ، وكذلك خطة الممر المزدوج وهي قادرة على استيعاب ما قيمته 95% من أكبر ناقلات العالم وحاوياتها ، كما يجب أن نعلم أن غالبية ما يمر بمجرى قناة السويس ناقلات بترول فاذا تم انشاء خط حديدي مكهرب لن تمر عليه هذه الناقلات وبالتالي لن يكون هناك تأثير على موارد قناة السويس.
وشدد محمد الشافعي على أن إسرائيل تسعى دائماً للثأر من هيئة قناة السويس من خلال وضع مثل هذه المشاريع والاعلان عنها كنوع من الحرب الاقتصادية التي تقودها اسرائيل ضد مصر.
ورفض المسؤولون الاسرائيليون أي آراء ترى ان خطة إقامة الخط الحديدي تأتي رداً على الاضطرابات السياسية في مصر وصعود الاحزاب الاسلامية برغم ان اسرائيل تعد في هدوء لاحتمال اضعاف معاهدة السلام مع مصر.
وقال مسؤول لرويترز إن خط السكك الحديدية ضمان واق في حالة عجز قناة السويس عن النهوض بعبء تزايد حركة التجارة البحرية. وتقول السلطات المصرية إن القناة استحوذت على ثمانية في المئة من حركة التجارة المنقولة بحراً في 2009.
وقال المسؤول: “سيكون هناك كثير من الضغط على قناة السويس والفكرة هنا هي ايجاد ضمان في حالة عجز القناة عن النهوض بحجم حركة النقل”.
وسئل بخصوص امكان ان يقتطع المشروع من عائدات قناة السويس فقال “لا نعتزم بأي حال أن نفعل اي شيء من هذا القبيل”.
وقال القنصل المصري العام في اسرائيل سامح نبيل ان من السابق لأوانه التعليق على الخط المقترح نظراً لأن الموضوع مازال في مرحلة تمهيدية.
وتوقعت وسائل إعلام إسرائيلية أن تبلغ تكلفة الخط الحديدي نحو ملياري دولار. وقالت وزارة النقل الاسرائيلية إنها تبحث عن شركة صينية لانشائه وتوقعت ان يستغرق بناؤه خمس سنوات.
وتعتمد إسرائيل بشدة على الواردات خصوصاً في مجال الطاقة ومن ثم يساورها القلق من أي تهديد محتمل للامدادات.
وشكك عيران في أن تهدد مصر الملاحة الاسرائيلية ثانية كما فعلت حين اغلقت مضائق تيران عام 1967 وقال انه يثق في تأكيد حكومة نتنياهو أن الخط سيكون تجاريا في الاساس أكثر منه رصيدا أمنيا.
وربط مسؤولون اسرائيليون بين المشروع وجهود أوسع نطاقا لاستغلال المناطق الصحراوية الجنوبية في اسرائيل بما في ذلك خط أنابيب بين ايلات واسدود يتوقع ان يضخ الغاز الطبيعي من منصات في البحر المتوسط لتصديره عبر البحر الاحمر.