وصل خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى القاهرة في زيارة تستغرق 5 أيام هي الأولى التي يقوم بها إلى مصر منذ توليه مقاليد الحكم مطلع العام الماضي.
وكان في استقبال الملك سلمان في مطار القاهرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي يولي أهمية كبيرة لعلاقات بلاده مع السعودية خصوصاً أنها قدمت مساعدات اقتصادية كبيرة لمصر بعد ثورة 30 يونيو 2013.
وقال مسؤول مصري إن 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم سيتم توقيعها بين البلدين خلال الزيارة من بينها 14 سيشهد توقيعها خادم الحرمين والرئيس المصري وتبلغ قيمتها بـ 1.7 مليار دولار منها 1.5 مليار دولار لتمويل مشروعات في سيناء. وكتب خادم الحرمين الشريفين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تغريدة عقب وصوله إلى القاهرة قال فيها: «لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها، وبعلاقتنا الاستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي، حفظ الله مصر، وحفظ شعبها».
ورحب الرئيس المصري بالعاهل السعودي، قائلًا: «أرحب بأخي على أرض وطنه الثاني». وغرّد السيسي، في حسابه على تويتر قائلاً: «أرحب بأخي جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، على أرض وطنه الثاني مصر، ثم دشن وسماً تحت عنوان #مصر_ترحب_بالملك_سلمان.
وبث لقطات حية لمسيرة الموكب الذي أقل الزعيمين لقصر الاتحادية الرئاسي، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بالعاهل السعودي. وتزين الأعلام المصرية والسعودية شوارع القاهرة.
وأذاع التلفزيون المصري الرسمي لقطات حية لوصول طائرة الملك سلمان والوفد المرافق له لمطار القاهرة الدولي وكان في استقبالهم السيسي وعدد من كبار المسؤولين المصريين. وقال التلفزيون إن ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وصل إلى القاهرة قبل قليل من وصول الملك سلمان. وأصدر الديوان الملكي السعودي بيانا قال فيه إن زيارة الملك سلمان لمصر تأتي «انطلاقاً من الروابط الأخوية المتينة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية».
وأضاف أن الجانبين سيبحثان خلال الزيارة «سبل تعزيز تلك العلاقات في المجالات كافة وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وفي بيان عشية وصوله للعاصمة المصرية، قالت الرئاسة المصرية إن القاهرة «لن تنسى لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز مواقفه المقدرة والمشرفة إزاء مصر وشعبها». وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف في البيان إن زيارة الملك سلمان «تشهد ترحيباً كبيراً من جانب مصر قيادة وحكومة وشعباً». وأضاف أن «توقيت الزيارة يتزامن مع تعرض المنطقة لتحديات كبيرة في ضوء ما يمر به عدد من الدول العربية من اضطرابات وما تواجهه من أزمات، وهو ما يؤكد أهمية مواصلة التعاون والتنسيق المكثف بين مصر والمملكة العربية السعودية حول مختلف الملفات الإقليمية». وأكد أن المباحثات بين العاهل السعودي والرئيس المصري ستتناول «التنسيق والتعاون على جميع الأصعدة بين البلدين في مواجهة ما يتعرض له الأمن القومي العربي والخليجي من مخاطر إقليمية وخارجية». وأوضح أن «موضوعات التعاون الاقتصادي بين البلدين سيستأثر بجانب كبير من المباحثات»، بين الملك سلمان والسيسي اللذين سيشهدان «التوقيع على عدد من الاتفاقات الثنائية». وقال إن الجانبين سيعقدان جلسة مباحثات عقب الاستقبال الرسمي. وأضاف أنه ستعقد جلسة مباحثات ثانية اليوم يعقبها حضور مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين. وتشمل زيارة الملك لقاءات مع عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين المصريين بالإضافة إلى لقاء أعضاء مجلس الأعمال المصري السعودي. وكانت مصادر دبلوماسية قالت إن من المقرر أن يكشف المسؤولون خلال الزيارة عن استثمارات سعودية قيمتها 4 مليارات دولار. وقال مصدران حكوميان بمصر إن زيارة العاهل السعودي ستشهد توقيع اتفاقية لتمويل احتياجات مصر البترولية لمدة 5 سنوات بنحو 20 مليار دولار وبفائدة 2% بجانب تقديم قرض لتنمية شبه جزيرة سيناء بقيمة 1.5 مليار دولار. وقالت بعض المصادر في الرياض إنه سيتم الإعلان عن اتفاقات للتعاون بشكل أوثق في عدد من المسائل من القوات المسلحة إلى الاقتصاد. وكان الملك سلمان أمر في ديسمبر الماضي بمساعدة مصر في تلبية احتياجاتها البترولية على مدى السنوات الخمس المقبلة وزيادة الاستثمارات السعودية هناك لتصل إلى أكثر من 30 مليار ريال. من ناحية أخرى، قالت مصر إنها «منزعجة» من تقارير تشير إلى ضبط شحنات أسلحة إيرانية أثناء تهريبها إلى اليمن على مدى الأسابيع الماضية. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد قوله إن «هذه التقارير التي تأتي في وقت تبذل فيه جهود إقليمية ودولية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن «تؤكد مجدداً دواعي القلق المصري تجاه سلوك إيران الإقليمي». وأضاف أن «الأمر يثير علامات استفهام حول التناقض بين المواقف الرسمية الإيرانية وممارساتها الفعلية التي لا تسهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة بل تعكس استمرار سياسة التدخل غير البناء في الشأن العربي».