أعلن البنك المركزي المصري أنه سيطرح، عطاء استثنائيا لبيع 500 مليون دولار بدلا من العطاء المعتاد اليوم والذي يطرح فيه نحو 40 مليون دولار بشكل دوري ثلاث مرات أسبوعياً.
يأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه الدولار صعوده بشكل قياسي في السوق السوداء، مرتفعاً من نحو 9.3 جنيه في تعاملات أمس إلى نحو 9.75 جنيه في تعاملات صباح اليوم.
وقال مصدر مسؤول في البنك المركزي إن العطاء الاستثنائي الجديد لتغطية سلع استراتيجية أساسية.
وقال متعاملون بسوق الصرف إنه لا يوجد أي بوادر على انحسار أزمة شح الدولار رغم طرح شهادات دولارية للمصريين العاملين في الخارج ووصول قروض بالعملة الصعبة للبلاد.
ويبيع المركزي الدولار في المزادات الدورية للبنوك بسعر 7.7301 جنيه.
وتواجه مصر المعتمدة على الاستيراد نقصا حادا في الدولار منذ انتفاضة 2011 والقلاقل السياسية التي أعقبتها وأدت إلى عزوف السياح والمستثمرين الأجانب وتحويلات المصريين في الخارج وهي المصادر الرئيسية للعملة الصعبة.
وتقلصت الاحتياطيات الأجنبية لدى مصر أكثر من النصف لتصل إلى حوالي 16.53 مليار دولار بنهاية فباير.
وقالت مؤسسة كابيتال ايكونوميكس للأبحاث ومقرها لندن في مذكرة بحثية الأسبوع الماضي “نعتقد أن الخطوات الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي المصري تشير إلى أن خفض الجنيه الذي طال انتظاره قد يكون وشيكا. سيسبب ذلك حتما بعض المعاناة في الأمد القصير لكنه سيساهم في المدى البعيد في إرساء الأساس لفترة من النمو الأقوى”.
وأضافت “نعتقد أن الجنيه بحاجة للنزول إلى نحو 9.50 جنيه للدولار… الخبر السار هو أن صناع السياسات باتوا يدركون على ما يبدو أن تخفيف قبضتهم على العملة قد يكون أقل الخيارات سوءا”.
وتعرض الجنيه المصري لضغوط مع تناقص الاحتياطيات لكن البنك المركزي متردد في خفض قيمته تخوفا من تأجيج التضخم الذي يقع بالفعل في خانة العشرات.
وعملت الحكومة مع محافظ المركزي على اتخاذ العديد من التدابير لتوفير الدولار والحفاظ عليه حتى وصلت إلى تقييد عمليات السحب من بطاقات الائتمان بالدولار والتحويلات عبر ويسترن يونيون.
ويسعى المركزي إلى المحافظة على الاحتياطيات لتمويل واردات الغذاء والوقود والدواء ومكونات الصناعة عن طريق فرض قيود على الودائع المصرفية والتحويلات المتعلقة بواردات السلع والخدمات غير الأساسية.
لكن القيود تعرقل حركة الصناعة والتجارة وتزيد صعوبة تحويل إيرادات المستثمرين الأجانب إلى الخارج.
وأضافت كابيتال ايكونوميكس في تقريرها عن العملة المحلية بمصر “نعتقد أن خفض العملة قد يجلب فوائد جمة بمرور الوقت. فمن خلال السماح للعملة بالانخفاض سيستطيع المركزي في النهاية فك القيود المفروضة على النقد الأجنبي رسميا ويشجع المستثمرين الأجانب على العودة إلى البلاد”.
وقالت إنه إذا جرى تدعيم ميزان المدفوعات “بمزيد من الإصلاحات الاقتصادية فسيساعد على تحقيق نمو اقتصادي أقوى في نهاية المطاف”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-aRB