شهدت الشركات غير النفطية في مصر نمواً في المبيعات لأول مرة منذ نحو ثلاث سنوات، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات إلى 49.9 نقطة في يونيو/حزيران من 49.6 نقطة في مايو/أيار.
وبحسب ستاندرد آند بورز جلوبال، فإن هذا الارتفاع في المؤشر، الذي وصل إلى أقل بقليل من مستوى 50، كان مدفوعا بتحركات السياسة الحكومية التي دعمت تخفيف ضغوط الأسعار، مما أظهر في نهاية المطاف علامات الاستقرار الاقتصادي في البلاد.
وقالت وكالة التصنيف الائتماني التي يقع مقرها في الولايات المتحدة في تقاريرها السابقة إن القطاع غير النفطي في مصر واجه رياحا معاكسة على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث واجهت البلاد صدمات اقتصادية بسبب الأزمة في غزة المجاورة، وضغوط العملة، وانقطاع قناة السويس.
وقال ديفيد أوين، كبير الاقتصاديين في S&P Global Market Intelligence: “اختتم الاقتصاد غير النفطي في مصر النصف الأول من عام 2024 على ارتفاع وفقًا لأحدث بيانات مؤشر مديري المشتريات. ومع وصول مؤشر مديري المشتريات الرئيسي إلى 49.9 وارتفاع إجمالي أحجام الطلبات الجديدة لأول مرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، يبدو أن الشركات تتجه على طريق التعافي”.
وأشارت شركة ستاندرد آند بورز جلوبال إلى أن أي قراءة لمؤشر مديري المشتريات فوق 50 تشير إلى نمو في القطاع غير النفطي، في حين تشير القراءات الأقل من 50 إلى انكماش.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن مستويات إنتاج البلاد انخفضت بأبطأ معدل في ما يقرب من ثلاث سنوات، في حين ارتفع حجم مشتريات المدخلات لأول مرة منذ ديسمبر 2021.
وعلاوة على ذلك، ظل التضخم في تكاليف المدخلات ضعيفا على الرغم من تسارعه إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر في يونيو/حزيران، مما أدى إلى ارتفاع متواضع آخر في أسعار البيع.
وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت معدلات قبول الأعمال في الشركات غير النفطية في مصر لأول مرة منذ أغسطس/آب 2021، حيث بدأت نسبة الشركات التي تشهد تحسناً في الطلب تفوق تلك التي تشهد انخفاضاً.
وقال أوين “على الرغم من استمرار انخفاض مستويات الإنتاج في المتوسط، إلا أنها كانت قريبة أيضًا من منطقة النمو، حيث ساعدت الزيادة الجديدة في شراء المدخلات في تعزيز القدرة التجارية. وإذا شهدنا المزيد من الارتفاع في المبيعات والمشتريات في النصف الثاني من هذا العام، فيجب أن يكون لدى الشركات الدافع والحاجة لتوسيع إنتاجها”.
وأضاف: “إن الجانب الإيجابي الآخر هو أن ضغوط الأسعار ظلت أكثر برودة بكثير مما كانت عليه في الربع الأول من هذا العام خلال أزمة العملة الأجنبية في البلاد”.
وأشار التقرير إلى أن قطاعي التصنيع والخدمات شهدا ارتفاعا في الطلبات الجديدة في يونيو/حزيران، في حين شهدت قطاعات البناء والجملة والتجزئة انخفاضا خلال الشهر.
وعلاوة على ذلك، ظلت أرقام التوظيف في مختلف قطاعات الاقتصاد غير النفطي المصري مستقرة نسبيا في يونيو/حزيران.
ورغم أن بعض الشركات اختارت تعزيز قوتها العاملة وسط ارتفاع المبيعات، فإن العديد من الشركات أفادت عن تسريح العمال وعدم استبدال المغادرين، بحسب التقرير.
وكشفت بيانات شهر يونيو/حزيران أيضا عن انخفاض الضغوط التضخمية على الشركات إلى حد كبير في الربع الثاني من العام.
وفي حين شهد شهر يونيو أسرع ارتفاع في أسعار المدخلات في ثلاثة أشهر، فقد علقت الشركات عموماً بأن هذا يرجع إلى درجة عالية من التقلب في أسعار السوق وليس إلى اتجاه التضخم المتسارع”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-INM